إِياباً أَيّها المَولى إيابا | |
|
| فعبدٌ إنْ أَساء فَقد أَنابا |
|
أَطاعكَ وَالشّبابُ له رداءٌ | |
|
| فَكيفَ تَراه إِذ خلَع الشّبابا |
|
وَكانَ على الهُدى حَدَثاً فإنّي | |
|
| تظنّ بِه الضّلالة حينَ شابا |
|
أبَعْدَ نَصيحَةٍ في الغَيب غِشّ | |
|
| أَحَوْراً بعد كَوْرٍ وَاِنقلابا |
|
أَلا قُل للأُلى زمّوا المَطايا | |
|
| وَعالوها الهَوادجَ والقِبابا |
|
وَقادوا الخيلَ عارِية الهَوادِي | |
|
| وما أوْكوْا منَ العَجَلِ العِيابا |
|
خُذوا مِنّا التحيّة وَاِقرَؤوها | |
|
| وَإِن لَم تَسمَعوا عَنها جَوابا |
|
عَلى ملكٍ تنَزّه أَن يحابِي | |
|
| وَأَغنَتْه المَحامِدُ أَن يُحابى |
|
وَلَمّا أَن تَحَجَّب بِالمَعالي | |
|
| عَلى أَعدائِهِ رفع الحِجابا |
|
وَقولوا لِلَّذينَ رَضوا زماناً | |
|
| فَردَّهمُ الوشاةُ بِنا غِضابا |
|
عَدَتنا عَن دِياركم العَوادي | |
|
| وَرابَ مِنَ الزّيارَةِ ما أَرابا |
|
فَلا جَوٌّ نَشيم بهِ بروقاً | |
|
| وَلا أَرضٌ نشمّ لَها تُرابا |
|
وَما كُنّا نَخافُ وَإِن جَنَينا | |
|
| بِأَنَّ الهَجرَ كانَ لَنا عِقابا |
|
أَقيلونا الذّنوبَ فَإِنَّ فيكُمْ | |
|
| وَعِندَكُمُ لِمُجرِمِكُمْ متابا |
|
وَلا تَستَبدِعوا خَطأَ المَوالي | |
|
| فَإِنَّ العَبدَ يُبدع إِنْ أَصابا |
|
بَعُدنا عَنكُمُ وَلَنا أعادٍ | |
|
| يَزيدُهُمُ تَباعُدنا اِقتِرابا |
|
فَرَوْنا بِالشِّفارِ فَما أكلّوا | |
|
| لَهُم في فَرْينا ظُفْراً ونابا |
|
وَكُنّا إِذ أَمِنّاهُمْ عَلَينا | |
|
| رُعاةَ البهْمِ إِذْ أَمِنوا الذّئابا |
|
أَيا ملكَ المُلوكِ أَصِخْ لقولٍ | |
|
| أُجِلّكَ أَن يَكونَ لَكُمْ عِتابا |
|
تُسَكّنُنِي المَهابَةُ عَنهُ طَوراً | |
|
| وَيُؤمِنني وَفاؤُك أَن أَهابا |
|
وَلَولا أَنَّ حِلمَك عِدْلُ رَضْوى | |
|
| فَرَقْتُكَ أَن أُراجِعكَ الخِطابا |
|
خَدمتك حينَ أَسلمكَ الأَداني | |
|
| وَخلّى الجارُ نُصرَتنا وَهابا |
|
وَكُنتُ أَخوضُ فيما تَرتَضيهِ | |
|
| عَلى الأَعداءِ أَيّاماً صِعابا |
|
أَخافُ الموتَ قدّاماً وخلفاً | |
|
| وَأَرقُبُه مَجيئاً أَو ذَهابا |
|
وَأَكرع مِن عدوّكَ كلَّ يومٍ | |
|
| وَما اِستَسقيتُه صَبراً وصابا |
|
وَكَم جَذب السُّعاة عَلَيكَ ضَبْعِي | |
|
| فَما أَوسَعتُهم إلّا جِذابا |
|
أَلا لا تَغبُننّ الحلمَ رأياً | |
|
| صَواباً في اِمرِئٍ غبِنَ الصّوابا |
|
وَقُلْ لِلمُجلِبينَ علَيَّ مهْلاً | |
|
| فَقَد أَدركتُمُ فيهِ الطِّلابا |
|
أَسُخطاً بَعدَ سُخطٍ وَاِزوِراراً | |
|
| وَنأياً بَعد نأيٍ وَاِجتِنابا |
|
وَأَنتَ أَرَيتَنا في كلِّ باغٍ | |
|
| غَفرتَ ذنوبَهُ العَجَبَ العُجابا |
|
فَما لِي لا تُسوّيني بِقَومٍ | |
|
| رَقَوْا في كيدِ دَولَتك الهِضابا |
|
وَدَرّوا بَعد ما رشحوا فَأَضحَوا | |
|
| وَقَد مَلأوا مِنَ الشرّ الجِرابا |
|
هَنيئاً يا مُلوكَ بَني بُويهٍ | |
|
| بِأنّ بهاءَكُمْ ملك الرّقابا |
|
وَحازَ المُلكَ لا إِرثاً وَلَكِنْ | |
|
| بِحَدّ السيفِ قَسْراً وَاِغتِصابا |
|
وَلَمّا أَن عَوى بِالسيفِ كَلبٌ | |
|
| وَجَرَّ إِلى ضَلالَتهِ كِلابا |
|
وَظنّكَ لاهياً عَنه ويُرمى | |
|
| قَديماً بِالغَباوةِ مَن تَغابى |
|
رَأى لِيناً عَليهِ فَظَنَّ خَيراً | |
|
| وَيَلقَى اللّينَ من لَمس الحُبابا |
|
دَلَفتَ إِلَيهِ في عُصَبِ المَنايا | |
|
| إِذا أَمّوا طِعاناً أَو ضِرابا |
|
وجوهاً مِن ندىً تُلفى رِقاقاً | |
|
| وَعِندَ ردىً تُلاقيها صِلابا |
|
وَأبصرها عَلى الأهوازِ شُعثاً | |
|
| تَخال بِهنَّ مِن كَلَبٍ ذآبا |
|
عَلَيها كُلّ أَروعَ شمّريٍّ | |
|
| يهاب من الحميَّة أن يَهابا |
|
|
| يُمنِّيهم فَأَورَدَهم شَرابا |
|
وَتَحسَبُهم وَقَد زَحفوا لُيوثاً | |
|
| فَلَمّا أَجفَلوا حسِبوا ذِئابا |
|
أَعدّهُم لهُ صحباً فَكانوا | |
|
| هُنالكَ في مَنيّتهِ صِحابا |
|
فَأَصبَح لا يرى إِلّا اِبتِساماً | |
|
| وَأَمسى لا يَرى إِلّا اِنتِحابا |
|
وَباتَ معلّقاً في رَأسِ جذعٍ | |
|
| إِهاباً لَو تركتَ لهُ إِهابا |
|
وَحَلَّق شاحب الأَوصالِ حتّى | |
|
| عُقابُ الجوّ تحسبهُ عُقابا |
|
تعافُ الطّير جيفتَه وَتَأبى | |
|
|
وَما تَرَكَ اِنتِقامُك فيه لمّا | |
|
| سَطوتَ بِهِ طَعاماً أو شرابا |
|
فَدُم يا تاجَ مُلكِ بَني بُويهٍ | |
|
| تَخَطّاك المقادِرُ أن تُصابا |
|
وَلا ملك الأَنامَ سِواك مولَى | |
|
| وَلا قَصدوا سِوى نُعماكَ بابا |
|
وَضلّتْ نائِبات الدّهر جَمْعاً | |
|
| شِعابكَ أَن تلمّ بها شعابا |
|
وَطابَت لي حَياتُكَ ثُمَّ طالَتْ | |
|
| فَخَيرُ العَيشِ ما إِن طالَ طابا |
|