بهمومنا لا بالخمور سكارى |
وليأسنا لا للعداة أُسارى |
نمتار سُهداً حين يقربنا الدجى |
ونفرّ من ضوء الشموس نهارا |
نلقي على الينبوع زلّة نارنا |
أن ليس يطفىء لو غفونا نارا |
ونقيم بين قلوبنا ويقيننا |
للشك سدّاً مانعاً وجداراً |
نعدو وراء السافحين دماءنا |
أن يمنحوا بستاننا أمطارا |
كم مبدلٍ بالمكرمات خطيئة |
واختار في وضح النهار عِثارا |
يمضي نميراً للمبيح نجيعه |
ويدكّ فوق الأقربين ديارا |
زمن رأينا فيه كلّ رزيئة |
ضِعنا به فوق الدروب نِثارا |
فكأننا لسنا عشير المصطفى |
هذا الذي رفع الجهاد شعارا |
وكأنما «الصديق» لم يغرس لنا |
شجراً أفاء بظله الأمصارا |
وكأنما «الفاروق» ما صلّى بنا |
في «القدس» لمّا فرّق الأشرارا |
وكأنما «عثمان» لم يسرح لنا |
من مقلتيه على دجى أنوارا |
وكأن «خيبر» لم يقوّض بابها |
يوماً «عليٌّ» حين كرّ وثارا |
وكأننا.. وكأننا.. وكأننا.. |
صرنا على دين اليهود غيارى |
مدّ القريب يداً لغاصب أرضه |
أمّا البعيد فقد حباه مزارا |
************ |
زمن ينيب به الكبار صغارا |
كي يُرجعوا شرفاً لنا وذمارا |
أمّا الأسنة والسيوف وخيلنا |
فلقد أنابت في الوغى أحجارا |
زمن يصير الجبن فيه بطولة |
والعار مجداً والكرامة عارا |
زمن تبيع به السياسة أمّة |
والقيد يصبح في الخنوع سوارا |
تخشى من الموت الجميل شهادة |
ونكاد نحسب شوك ذلّ غارا |
نعدو لنرتشف السراب ونستقي |
ضرع الهجير ونأنف الأنهارا |
فعلام هاتيك الجموع استشهدت |
إن كان قائدها أقام حوارا |
سقط القناع عن القناع فلم تعدْ |
تلك البيارق تلفتُ الأنظارا |
ربّاه قد شلّ اليسار يميننا |
ويميننا ربّاه شلّ يسارا |
عَطُلَتْ سواعدنا وأوهن عزمنا |
خدرٌ وأدمنت الخيول خوارا |
ولقد نمجّد في السياسة فاجراً |
باسم النضال ونشتم الأبرارا |
حتّام نلقي اللوم في أعدائنا |
إن كان صرح جهادنا منهارا |
ياقدس قد رخص النضال وأرخصت |
شهب المناصب باسمك الأسعارا |
ياقدس قد باعوك سرّاً فاسألي |
«طابا» عساها تكشف الأسرارا |
ياقدس ما خان الجهاد.. وإنما |
خان الذي باسم الجهاد تبارى |
أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست» |
سرّاً وبايع باسمنا الأحبارا |
لا تأملي باللائمين عدوّنا |
نصراً، ولا بعدونا إيثارا |