إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وفقدتُ القدرةَ أنْ أحلُمْ |
فالواقِعُ مُرْ |
الواقعُ كالكهفِ المُظلِمْ |
وطريقي للعالَمِ مُبهَمْ |
أتَعثَّرُ |
مَنْ ذا يَنشِلُني |
مِن واقعِ حاضِرِنا المؤلِمْ |
وفَقدتُ القدرةَ أنْ أحلُمْ |
مثلَ الإنسانْ |
فأنا إنسانٌ آليٌّ |
لَمْ يَعرفْ دِفْءَ الأوطانْ |
لم يَعرفْ حبًّا أو نَبضًا |
لم يَشعُرْ في الناسِ بِقلبٍ |
يُعطيهِ أمانْ |
لمْ يَعرفْ بيتًا يُؤويهِ |
لم يَملِكْ يومًا عُنوانْ |
في الصبحِ يُدارْ |
يَتَحرَّكُ في كلِّ مكانْ |
لا يَتَكلَّمْ |
لا يتألَّمْ |
باللهِ عليكمْ هل أحلُمْ!! |
وفَقدتُ القدرةَ أنْ أحلُمْ |
فالناسُ وُجوهٌ مُكتئبةْ |
وقُلوبٌ كبيوتٍ خَرِبةْ |
ضَحكاتٌ صارتْ مُفتعَلةْ |
إحساسٌ دومًا بالغُربةْ |
وبأنَّ حُقوقي مُغتَصَبةْ |
لا أفعلُ أبدًا ما أرغَبْ |
لا أشكو أبدًا لو أتعَبْ |
باللهِ عليكم هل أحلُمْ!! |
وفَقدتُ القدرةَ أن أحلُمْ |
في عصرِ الحربِ النوويَّةْ |
والإشعاعاتِ الذريَّةْ |
فالموتٌ يُطارِدُ أحلامي |
في كلِّ الكُرةِ الأرضيَّةْ |
أخشَى يا عصرَ المدَنيَّةْ |
أنْ ألقَى في صدرِ امرأتي |
يومًا قُنبُلَةً زَمَنيَّةْ |
وفَقدتُ القدرةَ أن أحلُمْ |
فالشمسُ تَجيءُ بلا دِفءٍ |
الصبحُ يجيءُ بلا ضَوءٍ |
فالشمسُ لدينا مُحترِقةْ |
والناسُ طُيورٌ مَفزوعَةْ |
لا تأمنْ .. |
أبدًا مِن غادِرْ |
فزماني صيَّادٌ ماهرْ |
يَتصيَّدُ فينا الأحلامْ |
يَتركُنا أشلاءَ حُطامْ |
وأُحاولُ ألا أستسلِمْ |
لكنِّي المُرغَمُ أن أُهزَمْ |
باللهِ عليكم هل أحلُمْ؟!! |