عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن نباتة السعدي > طِلابُ المَعالي للمَنونِ صَديقُ

غير مصنف

مشاهدة
2160

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

طِلابُ المَعالي للمَنونِ صَديقُ

طِلابُ المَعالي للمَنونِ صَديقُ
وطولُ اللّيالي للنّفوسِ عَشيقُ
ولوْلا مُعادِي حِبِّهِ في صديقِهِ
لما كانَ فينا فائقٌ ومَفوقُ
تَسربلْ ثِيابَ الموتِ أو حُلَلَ الغِنى
تَعشْ ماجداً أو تعتلِقكَ عُلوقُ
فشرخُ الشّبابِ التُّرّهاتُ قِسيُّهُ
وحَظُّكَ من أفْواقِهنّ مُروقُ
وما طالعاتُ الشيبِ إلا أسنّةٌ
لهنّ بهاماتِ الرِّجالِ بَريقُ
وما الفقْرُ إلاّ للمذلّةِ صاحِبٌ
وما النّاسُ إلا للغَني صَديقُ
وتَقْبُحُ منهم أوْجهٌ في عُقولِنا
وتَحسُنُ في أبصارِنا وتَروقُ
لذاكَ مقَتُّ الحبَّ إلاّ أقَلَّهُ
فلَوْلا العُلا قلت المحبَّةُ مُوقُ
وما كلُّ ريحٍ في زَمانِكَ زَفْرَةٌ
ولا كلُّ برقٍ في فؤادِكَ فُوقُ
وأصغرُ عيبٍ في زمانِكَ أنّهُ
بهِ العِلْمُ جهلٌ والعَفافُ فُسوقُ
وكيفَ يُسَرُّ المرءُ فيهِ بمَطْلَبٍ
وما فيه شيءٌ بالسُّرورِ حَقيقُ
جعلنا سيوفَ الهندِ مأوى نفوسنا
وقلنا لها رحبُ البلادِ مَضيقُ
ولمّا تَنكّبنا العِراقَ بَدا لَنا
بعَرْعَر وجهٌ للسّماوَةِ روقُ
وخافتْ سُرانا فانثنينا لقلبِها
نمسحه حتّى استكانَ خُفوقُ
ولوْلاكَ سيفَ الدولةِ انقلبتْ بنا
هُمومٌ لها عندَ الزّمانِ حُقوقُ
تُغيرُ على أحْداثِهِ وصُروفهِ
فتَسبي بُنيّات الرّدَى وتَسوقُ
وما جلَّ خطبٌ لم يُصبكَ ذُبابُهُ
ألا كلُّ خطبٍ لم يُصِبْكَ دَقيقُ
فداؤكَ صَرفُ الدهرِ من حَدَثانِهِ
فَما الدهرُ إلاّ من يديكَ طَليقُ
أيَعرفُ ملكُ الرومِ وقعةَ مَرْعَشٍ
وكفُّ أخيهِ في الحديدِ وثيقُ
ويُنكِرُ يوماً بالأحَيْدِبِ كذّبتْ
بهِ البَيْضُ حَدَّ البيْضِ وهو صَدوقُ
به شرَقَتْ من خشيَةِ الموتِ بالخُصى
صُدورٌ وفارت بالقُلوبِ حُلوقُ
ولمّا زجرتَ الأعوَجيّةَ أو مضَتْ
على الأرضِ من أعْلى السّحابِ بُروقُ
فحطّتْ عليهم بغْتَةً كلَّ فارسٍ
بَروْدِ الحَواشي والطِّعانُ حَريقُ
إذا اعترضَ المُرّانُ دونَ عدوّه
تَخَطّى وأطْرافُ الرماحِ طَريقُ
فما كانَ إلاّ لحظَةً من مُسارِقٍ
إلى أنْ تركتَ الخامِعاتِ تفوقُ
وفرّتْ كِلابٌ قبلَ أنْ تُشْهَرَ الظُبا
ولم يبقَ منها في الحَناجِرِ ريقُ
لَعَمْري لَئِنْ قيسٌ تولّتْ وأدْبَرَتْ
لَما عَقْدُ قيسٍ في الحروبِ وَثيقُ
دَعوا بعدها لبسَ العَمائِمِ إنّما
رؤوسُكُم بالمرهَفاتِ تَليقُ
ولا تَلبَسوا خزَّ العِراقِ وقَزَّهُ
فكلٌّ يلبسُ المُخزياتِ لَبيقُ
وأعوزَ جِرْمٍ يقطِفُ القيدُ خَطوَهُ
شَريقٌ بأسرابِ الدموعِ خَنيقُ
وأفلتَ نَقْفورٌ يُرَقِّعُ جِلْدَه
وفيهِ لآثارِ السِّلاحِ خُروقُ
يَجُرّ العَوالي والسِّهامَ بجِسْمِهِ
كمحتطبٍ للحِملِ ليسَ يُطيقُ
وقد ظنّ لمّا استَعْجَلَ الفَرَّ أنّهُ
على نفسهِ عندَ الفرارِ شَفيقُ
ولو كانَ يَهْوى مَجدَها لأراقَها
وللطّعنِ في حَبِ القُلوبِ شَهيقُ
إذا لم تكن هذي الحياةُ عزيزةً
فماذا إلى طولِ الحياةِ يشوقُ
ألا إنّ خوفَ الموتِ مرّرَ طعْمَهُ
وخوفُ الفَتى سيفٌ عليه ذَلوقُ
وإنّكَ لو تَسْتَشْعِر العيشَ في الرّدَى
تحلّيْتَ طعمَ الموتِ حينَ تَذوقُ
أحَقاً بني ثَوبان أنّ جُيوشَكُم
تكادُ بها الأرضُ الفضاءُ تَضيقُ
سَيَفْرُسُها عمّا قليلٌ ضَراغِمٌ
دماءُ الأعادي عِنْدَهُنّ رَحيقُ
فلا تُوعدونا بالسيوفِ جَهالةً
فيضنَى مُحبٌّ أوْ يموتَ مَشوقُ
فإنّ المَباتيرَ التي في أكُفّكُمْ
تَحِنُّ إليْها أنْفُسٌ وتَتوقُ
ولا غروَ حتى تُسفِرَ الشّمسُ حيّةً
ويُصْبِحَ وجهُ الجوِّ وهو طَليقُ
إذا نظرتْ أرضَ الخليجِ بأعْيُنٍ
منَ النَّورِ قامتْ للصّوارِمِ سوقُ
وما هي إلا شِدّةٌ تسبقُ الدُجى
إلَيها ولو أنّ النّهارَ مَحيقُ
فإنْ عاقَ عنها سرعةَ الخيلِ عائِقٌ
فقتلاكُمُ ملءَ الفِجاجِ تَعوقُ
بلادٌ تساوتْ شمْسُها ووِهادُها
فكُلُّ حَضيْضٍ بالجَماجِمِ نيقُ
خليليَّ قد لجّ الزّمانُ ولجّ بي
مُرادٌ بأحداثِ الزّمانِ تَعوقُ
فَقولا لأنْواعِ المصائِبِ أقْصِري
تعَلّمْتُ ما يكْفي الفَتَى ويَفوقُ
فإنْ كنتِ بِرِّي تطْلُبينَ فإنّهُ
من البِرِّ في بعْضِ الأمورِ عُقوقُ
وأيّ فَتىً غنيتُما وسَقيتُما
فتى فيه نفثُ السِّحْرِ ليس يحيقُ
فَتىً تطْرَبُ الألحانُ من فرحٍ بِهِ
وتسكَرُ منه الخَمرُ وهو مُفيقُ
إذا ما هززْتَ الصارمَ ابنَ نُباتَةٍ
فصَمِّمْ بهِ أنّ الحُسامَ عنيقُ
فلو شئْتُ علمتُ المكارمَ شيمتي
ولكنني بالمَكرُماتِ رَفيقُ
أخافُ عليها أنْ تجودَ بنفسها
إذا ما أتاها في الزّمانِ مَضيقُ
ابن نباتة السعدي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2011/07/05 01:20:36 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com