عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن نباتة السعدي > أمَا رائِعٌ ينتابُني فيروعُ

غير مصنف

مشاهدة
905

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أمَا رائِعٌ ينتابُني فيروعُ

أمَا رائِعٌ ينتابُني فيروعُ
من الدّهْرِ إلا ما تقولُ ولوعُ
يقولُ ألا تبغي الغِنى بمذلةٍ
وما الفقْرُ إلا ذلَةٌ وخُشوعُ
رأتْ أمَلاً بيضُ الصّوارِمِ دونَه
سُجودٌ على هاماتِنا وركوعُ
فإنّ لَنا في حادثِ الدّهرِ همّةً
ستترُكه شتّى ونحْنُ جَميعُ
ولوْلا اتقاءُ الضيمِ كانت خطوبُه
تُطيعُ هَوانا مرةً ونُطيعُ
إذاً لعشِقْنا في الزّمانِ سيوفَنا
ولكنّهُ في العاشقينَ خُضوعُ
لعَمْري لقد كانَ الحُسامُ ابنُ تَغلِبٍ
فتىً مَحْلهُ للمُعْتَفينَ رَبيعُ
وكنتُ أظُنُّ البينَ لو جَدَّ جدُّهُ
لما بقيتْ لي مقلةٌ ودموعُ
فلمّا استقلتْ للفِراقِ جِمالُهم
تبسمتُ إلاّ ما تُجِنُّ ضُلوعُ
ملكتُ دموعي والجُفونُ حوافلُ
ونبهتُ صَبري والغَرامُ ضَجيعُ
تركْنا لشدادِ بنِ نعمةَ زادَهُ
عشيةَ يُقري ضيفَهُ ويَجوعُ
مخافةَ ضيفٍ بعدَنا أنْ يلومَهُ
فيقطَعَ حَدَّ السيفِ وهو قَطوعُ
دَعوتُ علياً للمكارمِ لم تُذَدْ
وللمجدِ لم يمنَعْ حِماهُ مَنيعُ
فأيُّ فتىً نبهتُه فأجابَني
بلبيكَ والمستيقظونَ هُجوعُ
يَغضونَ عن حالي الجَفونَ وكلُّهم
بصيرٌ بحالي لو يشاءُ سَميعُ
وللهِ في ابنِ المرزبان خبيئةٌ
ستذعَر أملاكَ الوَرى وتَروعُ
فتىً ما لهُ في غيرِ مدحِكَ مَطمَعٌ
وكلُّ كريمٍ في المديحِ طَموعُ
عدو كَراهُ ليلُهُ كنهارِهِ
إلى المجْدِ محلولُ العِذارِ خَليعُ
يعِفُّ عن الماءِ الزلالِ تنزُّهاً
وفيه صَدى من غُلّةٍ ونُزوعُ
لَحا اللهُ نَيلاً في التماسِ مَنالِهِ
لسانٌ إلى عِرضِ الكَريمِ سَريعُ
إذا كانَ ما يكفي الفَتى ما يكُفُّهُ
فأنفعُ شيءٍ في الحياةِ قُنوعُ
معينٌ على البلوى أخاه بنفسه
إذا عنَّ مورودٌ وعنّ شروعُ
فدَتْكَ ملوكٌ منعُها وحجابُها
سيوفٌ على أموالِها ودُروعُ
هُمُ حَفظوها للنفوسِ ذَخيرةً
فما حفظوها والنفوسُ تَضيعُ
كأنْ لم تَرعنا الرائعاتُ ولم تَطر
بآبائِنا في الهالكينَ صُروعُ
أُصولُ فناءٍ بِنَّ نحنُ فُروعُها
ونحنُ أصُولٌ والبنونَ فُروعُ
فلا كنتُ من دهرٍ مؤمَّلُ أهلِهِ
يقولُ لمهدي الحمدِ كيفَ يَبيعُ
ليحوِ رفيعُ القومِ رفدَكَ كلَّهُ
ولا ضيرَ أن يَحوي نَداكَ وَضيعُ
كفيتُكَ في الدُنْيا ملامةَ صاحبٍ
يُسِرُّ يداً أسدَيتَها فتَشيعُ
يذَمِّمُهُ من لا يَزيدُكَ حَمدُهُ
ومن كتَم النَّعْماءَ فهو مُذيعُ
وإنّ اعتِقادي أنْ أتيتُكَ مِدْحَةً
تقابلُ ما أولَيْتَني لَبَديعُ
جنيتُ بتقصيري عليكَ جِنايَةً
وأنتَ لمنْ يَجن عليكَ شَفيعُ
فأقسمتُ لا أرجو الحَيا وهو ضاحِكٌ
ولا أتَوقّى الخَطْبَ وهوَ فَظيعُ
أآمُلُ مأمُولاً سِواكَ لخَلَّةٍ
وما النّاسُ إلاّ آخِذٌ ومَنوعُ
ويَذعَرُني خطبٌ رَجاؤكَ دونَهُ
فأجزعَ منهُ إنّني لجَزوعُ
رأتْني صُروفُ الدّهْرِ نحوكَ راجِعاً
فهنَّ على أعقابِهنّ رُجوعُ
فلا بَلَغَ الباغي عليكَ مُرادَهُ
ولا رفَعَ الرّاقي إليكَ طُلوعُ
ولا زلتَ تَغزو من همومِكَ في ظُباً
تَلوحُ وهاماتُ الرِّجالِ وُقوعُ
ابن نباتة السعدي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2011/07/05 01:54:26 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com