عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > عماد الدين الأصفهاني > كيفَ قُلتم في مقلتيهِ فتورُ

غير مصنف

مشاهدة
659

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كيفَ قُلتم في مقلتيهِ فتورُ

كيفَ قُلتم في مقلتيهِ فتورُ
وأَراها بلا فتورٍ تجورُ
لو بَصُرْتُمْ بلحظه كيفَ يَسْبي
قُلتُم ذاكَ كاسرٌ لا كَسيرُ
مُوترٌ قَوْسَ حاجبيهِ لإصما
ءِ فؤادي كأنهُ مَوْتورُ
لا تَسَلْني عن اللحاظِ فعقلي
طافحٌ من عُقارِهن عَقيرُ
كيف يَصْحو من سُكره مُستهامٌ
مَزجَتْ كأسَهُ العُيونُ الحُورُ
أَوْرَثتْه سقامَها الحَدَقُ النج
لُ وأَهدتْ له النحولَ الخصورُ
ما تَصيدُ الأُسدَ الخوادِرَ إلا
ظَبَياتُ كناسهن الخُدورُ
كُل غُصنيهِ الموشحِ هَيْفا
ءَ على البَدْرِ جَيْبُها مَزور
وجناتٌ تُجنى الشقائق منها
وثنايا كأَنها المنثورُ
وبنفسي مُعنبرُ الصَدغِ والعا
رض فوقَ العبيرِ منه العبيرُ
مقْطَعٌ للقُلوبِ يَقطعُ فيها
باقتدارٍ وخَطهُ المَنشورُ
فتأمَل منه عذاريهِ تعلم
أَن معذولَ حُبهِ معذورُ
مُنثني العطفِ مُنتشي الطرفِ في في
هِ الحُميا وطَرْفُهُ المخمورُ
أَيسَ العاذلون مني فيه
مثلما خابَ في قبولي المشيرُ
ألأمْرِ المَلامِ يَنْقادُ قلبي
وعليهِ من الغَرامِ أَميرُ
قلْ لحُلْوٍ حالٍ من الحُسنِ في هج
رِكَ حالي حَزْنٌ وعَيْشي مَريرُ
بفؤادي حَلَلْتَ والنارُ فيه
فيه منكَ جنةٌ وسَعيرُ
نارُ قلبي لضيفِ طيفك تبدو
كل ليلٍ فيهتدي ويَزُورُ
وأَرَى الطَيفَ ليس يَشْفي غليلي
كيفَ يَشفْي الغليلَ زَوْرٌ زُوْرُ
ما مُدامٌ يُديرها ثَملُ العط
فِ بنَفْسي كؤوسُها والمدُيرُ
بنْتُ كرمٍ تُجلَى على ابنِ كريمٍ
وجهُهُ من شُعاعها مُستنيرُ
من سَنا كأْسها المعاصمُ والأَن
فُسُ فيها أَساوِرٌ وسُرورُ
ولها في الكؤوسِ في حالة المَزْ
جِ حبابٌ وفي النفوسِ حُبورُ
وكأن الحبابَ في الكأسِ منها
شَرَرٌ فوقَ نارهِ مُستطيرُ
طابَ للشاربينَ منها الهوا
ءانِ فَلَذ الممدودُ والمقصورُ
من يَدَيْ ساحرِ اللواحظِ قلبي
بهواهُ مُسْتَهْتَرٌ مَسْحُورُ
للحُميا في فيهِ طعمٌ وفي عي
نيهِ سُكْرٌ وفوقَ خديه نُورُ
من سجايا الصلاحِ أَبْهى وهذا
مَثَلٌ دونَ قَدْرِه مذكورُ
ما رياضٌ بنَوْرِها زاهراتٌ
غَردتْ في غُصونهن الطيورُ
كل غصنٍ عليه من خَلعِ النوْ
رِ رداءٌ ضافٍ ووشيٌ حَبيرُ
وُرْقُها في منابرِ الأَيكِ منها
واعظاتٌ من شأنها التذكيرُ
وكأن الروضَ الأَنيقَ كتابٌ
وكأَن الأَشجارَ فيه سطورُ
أشبَهَ الشرْبُ فيه شارِبَ أَلْمَى
أَخضر النبتِ والرضابُ نميرُ
وكأَن الهَزارَ راهبُ دَيْرٍ
بألحانهِ تَحَلى الزبورُ
وكأن القمري مقرىء آيٍ
قد صفا منه صوتهِ والضميرُ
كمعاني مَدْحيك حُسناً ومن أَي
نَ يُباري البحرَ الخضَم الغديرُ
مستجيرٌ جَوْري وإني منه
بابنِ أَيوبَ يوسفٍ مستجيرُ
أَنتَ مَنْ لم يَزَلْ يَحن إليهِ
وهو في المَهدِ سَرْجُهُ والسريرُ
فضلهُ في يَدِ الزمانِ سوارٌ
مثلما رأيُه على المُلْكِ سُورُ
كَرَمٌ سابغٌ وجُودٌ عميمٌ
وندىً سائغٌ وفضلٌ غزيرُ
راحةٌ أم سحابةٌ وبَنانٌ
أَم غَمامٌ وأَنحلٌ أَم بحورُ
كل يومٍ إلى عداكَ من الدهْ
رِ عَداكَ المَخُوفُ والمحذورُ
وتَولى وليكَ الطالعُ السع
دُ وعادَى عدوكَ التقديرُ
سارَ بالمكرُماتِ ذِكرُكَ في الدن
يا وإن اليسيرَ منها يَسيرُ
للحَيا والحياءِ ما إن في كف
كَ والوجهِ سائلٌ وعَصيرُ
لقد اسْتُعْذِبَتْ لديكَ المرارا
تُ كما اسْتُهِلْتْ إليكَ الوعورُ
من دم الغادرينَ غادرتَ بالأَم
سِ صعيدَ الصعيدِ وهو غديرُ
ولكلٍ مما تطاولت فيهم
أَملٌ قاصرٌ وعمرٌ قصيرُ
لاذَ بالنيلِ شاورٌ مثل فرعو
نَ فذل اللاجي وعز العبورُ
شارك المشركين بغياًن وقدماً
شاركتها قريظةٌ والنضيرُ
والذي يدعي الإمامة بالقا
هرةِ ارتاعَ إنه مقهورُ
وغدا المَلْكُ خائفاً من سُطاكم
ذا ارتعاد كأَنه مقرور
وبنو الهنفري هانُوا ففروا
ومن الأُسدِ كل كلبٍ فرورُ
إنما كان للكلابِ عواءٌ
حيثما كان للأُسودِ زئيرُ
وقليبٌ عندَ الفرارِ سليبٌ
فهو بالرعبِ مطلقٌ مأسورُ
لم يبقوا سوى الأَصاغر للسب
ي فودوا أَن الكبيرَ صغيرُ
وحميتَ الأسكندريةَ عنهم
ورحى حربهم عليهم تدورُ
حاصروها وما الذي بانَ من ذَب
كَ عنها وحفظها محصورُ
كحصارِ الأَحزابِ طَيْبَةَ قدماً
وبني الهدى بها منصور
فاشكر اللهَ حين أَولاكَ نصراً
فهو نعمَ المولى ونعمَ النصيرُ
ولكم أَرجفَ الأَعادي فقلنا
ما لما تذكُرونه تأْثيرُ
ولجأْنا إلى الإلهِ دُعاءً
فلوجهِ الدعاءِ منهُ سُفورُ
وعلمنا أَن البعيدَ قريبٌ
عندَهُ والعسيرَ سَهْلٌ يسيرُ
ورقَبْنا كالعيدِ عَوْدَكَ فاليو
مَ بهِ للأَنامِ عيدٌ كَبيرُ
مثلما يرقُبُ الشفاءَ سقيمٌ
أو كما يَرْتَجي الثراءَ فَقيرُ
عادَ من مصرَ يوسفٌ وإلى يع
قوبَ بالتهنئاتِ جاءَ البشيرُ
عادَ منها بالحمدِ والحمدُ لل
هِ تعالىَ فإنه المشكورُ
فلأَيوبَ من إيابِ صلاح الد
ينِ يومٌ به تُوفى النذورُ
وكذا إذ قميصُ يوسفَ لاقَى
وَجْهَ يعقوبَ عادَ وهو بَصيرُ
ولكم عودةٌ إلى مصر بالنص
رِ على ذكرِها تمر العصورُ
فاستردوا حق الإمامةِ ممن
خانَ فيها فإنهُ مستعيرُ
وافترعها بكراً لها في مدى الده
رِ رواحٌ في مدحكم وبكورُ
أنا سَيرْتُ طالعُ العَزْمِ مني
وإلى قَصدِكَ انتهى التسييرُ
وأرى خاطري لمدحكَ إلفاً
إنما يألَفُ الخطيرَ الخطيرُ
بعقودٍ من دُر نظمي في ال
مدحِ تحلى بها العُلى لا النحورُ
ولكَ المأثراتُ في الشرقِ والمغ
ربِ يُروى حديثُها المأثورُ
وببغدادَ قيلَ إن دمشقا
ما بها للرجا سواك مجيرُ
ما يرى ناظرٌ نظيرَكَ فيها
فهي رَوْضٌ بما تجودُ نضيرُ
لطاوي الإقبالِ عندكَ نشرٌ
وَلميْتِ الآمال منكَ نُشورُ
ومن النائباتِ أَني مقيمٌ
بدمشقٍ وللمقامِ شُهورُ
لا خليلٌ يقولُ هذا نزيلٌ
لا أميرٌ يقولُ هذا سميرُ
لستُ أَلقى سوى وجوهٍ وأَيْدٍ
وقلوبٍ كأنَهن صُخورُ
سُرِقَتْ كسوَتي وبانَ من الكل
توانٍ في رَدها وقصورُ
واعتذارُ الجميعِ أَن الذي تم
قضاءٌ في لوحهِ مسطورُ
ولَعَمْري هذا صحيحٌ كما قا
لوا ولكن قلبي به مكسورُ
أَجيرانَ جيرونَ مالي مُجيرُ
سوى عطفكُمْ فاعدِلوا أو فجوروا
وما لي سوَى طيفكمْ زائرٌ
فلا تمنعُوهُ إذا لم تَزُوروا
يَعز علي بأن الفؤادَ
لديكُمُ أسيرٌ وعنكُمْ أَسيرُ
وما كُنتُ أَعلمُ أني أعي
شُ بَعْدَ الترقِ إني صَبُورُ
وفتْ أَدمعي غيرَ أن الكَرَى
وقلبي وصبريَ كُلٌّ غَدُورُ
إلى ناسِ باناس ليس صَبْوةٌ
لها الوجدُ داعٍ وذكرى مُثيرُ
يَزيدُ اشتياقي وينمُو كما
يزيدٌ يزيدُ ثَوارا يَثورُ
ومن بردى بَرْدُ قلبي المَشُوق
فها أَنا من حَرهِ مُستَجيرُ
وبالمَسْرجِ مَرْجو عيشي الذي
على ذكرهِ العذْبِ عَيْشي مَريرُ
نأَى بيَ عنكم عَدو لَدودٌ
ودَهْرٌ خَؤونٌ وحَظٌّ عَثورُ
فقدتكُمُ فَفَقَدْتُ الحياةَ
ويومَ اللقاءِ يكونُ النشُورُ
أيا راكبَ النضْوِ يُنضي الركابَ
تسيرُ وخطب سُراه يَسيرُ
يَؤُم دمشقَ ومنْ دونها
تُجابُ سُهولُ الفَلا والوُعُورُ
وجلقُ مَقْصدُه المُسْتَجارُ
لقد سَعدَ القاصدُ المُستجيرُ
إذا ما بلغتَ فبلغهُمُ
سلاماً تأرجَ منه العبيرُ
تطاوَلْ بسؤليَ عند القُصَيْر
فَمنْ نَيْله اليومَ باعي قصيرُ
وكنْ لي بريداً ببابِ البريد
فأَنتَ بأَخبارِ شوقي خَبيرُ
أُعَنْوِنُ كتبي بشكوى العناء
وفيهن من بث شجوي سطورُ
متى تجد الري بالقَرْيَتين
خوامسُ أَثرَ فيها الهجيرُ
ونحو الجُلَيْجل أُزجي المطي
لقد جَل هذا المرامُ الخطيرُ
تُراني أُنيخُ بأَدْنَى ضُمَيرٍ
مطايا بَراها الوَجا والضمورُ
وعند القُطَيْفَةِ المشتهاةِ
قُطوفٌ بها للأَماني سُفورُ
ومنها بكوريَ نحو القُصَيْرِ
ومنيةُ عُمريَ ذاكَ البُكورُ
ويا طيبَ بُشرايَ من جلقٍ
إذا جاءَني بالنجاحِ البشيرُ
ويستبشرُ الأَصدقاءُ الكرامُ
هنالكَ بي وتُوفى النذورُ
تُرَى بالسلامةِ يوماً يكون
ببابِ السلامةِ مني عُبورُ
وأَن جوازي بباب الصغيرِ
لَعَمري من العُمرِ حَظٌّ كَبيرُ
وما جنةُ الخُلْدِ إلا دِمشقٌ
وفي القلبِ شوقاً إليها سَعيرُ
ميادِينُها الخُضُر فيحُ الرحابِ
وسَلْسالها العَذْبُ صافٍ نميرُ
وجامعُها الرحبُ والقُبةُ ال
مُنيفَةُ والفَلَكُ المُستديرُ
وفي قبةِ النسْرِ لي سادةٌ
بهم للكارمِ أُفْقٌ مُنيرُ
وبابُ الفراديسِ فرْدَوسُها
وسُكانُها أَحسَنُ الخلقِ حورُ
والأرزة فالسهمُ فالنيْربان
فجناتُ مِزتِها فالكُفورُ
كأن الجواسقَ مأهولةً
بروج تَطَلعُ منها البدورُ
بنَيْرَبها تَتَبرا الهمومُ
بربوتها يتربى السرورُ
وما غَر في الربوة العاشقي
نَ بالحُسنِ إِلا الربيبُ الغَريرُ
وعند المُغارة يومَ الخميسِ
أَغارَ على القَلْبِ مني مُغيرُ
وعندَ المُنَيْبعِ عينُ الحياةِ
مَدَى الدهرِ نابعةُ ما تغورُ
بجسرِ ابن شواش تم السكون
لنفسي بنفسيَ تلك الجسورُ
وما أنسَ لا أنسَ أُنسَ العُبورِ
على جسْرِ جسْرين إني جَسورُ
وكم بت أَلهو بقربِ الحبي
بِ في بيتِ لِهْيا ونامَ الغَيورُ
فأَينَ اغتباطيَ بالغُوطتينِ
وتلكَ الليالي وتلك القُصورُ
لمُقْرِىء مَقْرَى كقُمريها
غناءٌ فصيحٌ وشَدْوٌ جَهيرُ
وأشجارُ سَطْرَى بَدَتْ كالسطُو
رِ نَمقَهُن البليغُ البصيرُ
وأَينَ تأملْتَ فُلْكٌ يَدُورُ
وعينٌ تقورُ وبحرٌ يمورُ
وأَينَ نظرتَ نسيمٌ يَرِق
وزهرٌ يَرُوقُ وروضُ نَضيرُ
كأَن كمائمَ نُوارِها
شُنوفٌ تركَبُ فيها شُذورُ
ومثلُ اللآلي سقيطُ الندى
على كل منثورِ نَوْرٍ نثيرُ
مَدارُ الحياةِ حَياها المُدِر
مَطارُ الثراءِ ثراها المَطيرُ
وموعدُها رَعْدُها المستطيلُ
وواعدُها بَرْقُها المستطيرُ
إلامَ القساوَة يا قاسيُون
وبين السنا يتجلى سَنيرُ
لديكَ حبيبي ومنكَ الحُبا
وعندكَ حُبي وفيكَ الحبورُ
فيا حَسْرَتا غبْتُ عن بلدةٍ
بها حَظيتْ بالحُظوظِ الحضور
ومُنذ ثَوَى نور دِينِ الإل
هِ لم يبقَ للشامِ والدين نُورُ
وإني لأَرجو من الله أنْ
يُقَدرَ بعد الأُمورِ الأُمورُ
وللناسِ بالمَلكِ الناصرِ الص
لاحِ صلاحٌ ونَصْرٌ وَخيرُ
لأَجل تَلافيهِ لم يتلَفُوا
لأَجلِ حيا برهِ لم يَبُوروا
بفيضِ أَياديهِ غيثُ النجاح
لأَهلِ الرجاءِ سَموحٌ دَرور
مليكٌ بجَدواه يَقْوَى الضعيفُ
ويثرَى المقُل ويَغْنَى الفَقيرُ
أَرى الصدقَ في ملكهِ المستقيم
ومُلك سواه ازوِرارٌ وزورُ
لعزَ الوَلي وذل العَدُو
نوالٌ مبر وبأْسٌ مُبيرُ
بنعمته للعفاةِ الحُبورُ
بسطوتهِ للعُداةِ الثبُورُ
هو الشمسُ أَفلاكُه في البلادِ
ومَطْلَعُهُ سَرْجهُ والسريرُ
إذا ما سطا أَو حَبا واجتبَى
فما الليثُ مَنْ حاتمٌ ما ثَبيرُ
إيابُ ابن أَيوبَ نحو الشآمِ
على كل ما ترتجيهِ ظهورُ
بيوسفَ مصرٍ وأَيامه
تَقَر العُيونُ وتَشفَى الصدورُ
رأَتْ منك حمصُ لها كافياً
فواتاك منها القوي العسيرُ
مليكٌ ينادي رجائي ندَاهُ
ومولى جَداهُ بحمدي جَديرُ
وكم قد فللتَ جموعَ الفرنج
بحد اعتزامٍ شباهُ طريرُ
بضربٍ تَحذفُ منه الرؤوسُ
وطَعنٍ تَخسف منه النحورُ
وغادرتَ غادرهم بالعَراءِ
ومن دمهِ كل قَطرٍ غَديرُ
بجردٍ عليها رجالُ الهياج
كأَن صُقوراً عليها صُقورُ
من التركِ عند دَبابيسها
صحاحُ الطلَى والهوادِي كُسورُ
سهامُ كنائنها الطائرات
لَهُن قلوبُ الأَعادي وكورُ
وعندهم مثل صَيْد الصوارِ
إذا حاولوا الفتحَ صَيدا وصُورُ
بجيشكَ أزعجتَ جأشَ العَدُو
فما نَضَرٌ منه إلا نَفورُ
تركتَ مصارعَ للمشركينَ
بطونُ القشاعمِ فيها قُبورُ
تزاحمُ فرسانَها الضارياتُ
فتصدِمُ فيها النسورَ النسُورُ
وإن تَولدَ بكرِ الفُتوحِ
إذا ضُرِبَتْ بالذكور الذكورُ
إلي شكا الفَضلُ نَقصَ الزمانِ
وهل فَاضلٌ في زماني شكورُ
حَذارك من سطوةِ الجاهلينَ
وذو العلمِ من كل جهلٍ حذورُ
وهل يلدُ الخيرَ أو يستقيمُ
زمانٌ عقيمٌ وفَضلٌ عَقيرُ
شكَتْ بكْرُ فضلي تَعْنيسَها
فما يجلُبُ الود كفءٌ كَفور
فقلتُ لفضلي أَفاقَ الزمانِ
ودر المُرادُ ودارَ الأَثيرُ
وعاشَ الرجاءُ وماتَ الإياسُ
وسُر الحجا وأَنارَ الضميرُ
ووافى المليكُ الذي عَدْلُهُ
لذي الفضلِ من كل ضَيْمٍ يُجيرُ
فلستُ أُبالي بعَيْث الذئاب
إذا ما انتحى لي ليثٌ هصورُ
ملَكتَ فأَسْجحْ فما للبلادِ
سواكَ مجيرٌ ومولىً نصيرُ
وفي معصمِ المْلكِ للعز منك
سوارٌ ومنكَ على الدين سورُ
لكَ اللهُ في كل ما تبتغيهِ
بحقٍ ظهيرٌ ونعمَ الظهيرُ
أما المفسدونَ بمصر عَصَوْكَ
وهذي ديارهمُ اليومَ قورُ
أَما الأدعياءُ بها إذ نشطت
لإبعادهمْ زال منكَ الفتورُ
ويومُ الفرنج إذا ما لقُوكَ
عبوسٌ برغمهم قمطريرُ
نهوضاً إلى القدسِ يشفي الغليلَ
بفتحِ الفتوحِ وماذا عسيرُ
سَلِ الله تسهيلَ صعب الخطوب
فهو على كل شيءٍ قديرُ
إليكَ هجرتُ ملوكَ الزمان
فمالكَ واللهِ فيهم نظيرُ
وفجركَ فيه القرى والقران
جميعاً وفجرُ الجميع الفجورُ
وأَنتَ تريقُ دماءَ الفرنجِ
وعندهمُ لا تُراقُ الخمورُ
عماد الدين الأصفهاني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2011/07/15 01:35:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com