يا أجمل الأقدار في سفر ارتحالات الحياهْ
|
يا بلسم العمرِ النديَّ..وقصةً أَحيَتْ صباهْ
|
يا نسمةً سحريَّةً مالت على قلبي الصغيرْ
|
لم يحتملْ ضوعَ الرحيقِ بروضها الطلقِ النضيرْ
|
فانساب عشقاً عامريَّاً شدوُهُ جاب السحابْ
|
لا..ليس يُثنيهِ التعثُّرُ في تجاعيدِ الضبابْ
|
في أُفْقِ هالاتِ الشعورِ يلوحُ بدراً ساطعا
|
لا ينتهي فيه الضياءُ..برغم شجوِهِ يانعا
|
مُخضَرَّةٌ أفلاكُهُ..يختال في وَهَجِ النقاءْ
|
مَزْهُوَّةٌ أجواؤُهُ...يزدانُ حبَّاً وارتقاءْ
|
مَشدوهَةٌ فيك الدقائقُ والمرايا والفِكرْ
|
معزوفةُ الأملِ المُقدَّسِ أنت..أم لغةُ المطَرْ؟!
|
فيَّاحَةٌ أصداءُ همسِكَ كاختلاجاتِ الربيعْ
|
كالطفل تعبرُ مهجتي، فتذوبُ أنسجةُ الصقيعْ
|
لك سحر أنفاس النخيلِ مع اندياحاتِ الشَفَقْ
|
وتعانُقِ الفكرِ البديعِ مع اليراعةِ والورقْ
|
وبراءةِ الحلُمِ الصبيِّ بثوبِهِ الزّاهي القشيبْ
|
وغموضِ ألحانِ البحارِ إذا تناجتْ في المَغيبْ
|
ياروعةَ الترْحالِ بين مواكبِ الحرفِ الأنيقْ
|
قد فاضَ شوقٌ يصطلي ما بين زفْراتِ الشهيقْ
|
إنْ كنت وهماً قد ترقرَقَتِ الرؤى في منبَعِكْ
|
إنْ كنت حقّاً هاك أقصى مَطْمَحي أنِّي معكْ
|
كم غِبتَ عنِّيَ وارتحلتَ مع الليالي المُنهَكَاتْ
|
وتوارتِ الأهدابُ بعدكَ عن سُويْعات السُّباتْ
|
وتخاذلَ الشعرُ الصديقُ أمام تِعياءِ القلمْ
|
وتناثرَ التوقُ المُحَيَّرُ شارداً..يخشى الندمْ
|
وتركتني أحسو تهاويلَ الظنونِ بغربتي
|
لا..ليس يصحبُني سوى نزفِ الدموعِ وحرقتي
|
وأظلُّ أسترِقُ الأمانيَ من أساريرِ الصباحْ
|
وأقولُ أنَّكَ عائدٌ...بيديكَ أدواءُ الجراحْ
|
أوَمَا علمت بأنَّني من دونِ نبضِكَ لا أكونْ؟!
|
وبأنَّ كلَّ مواسمي يغتالُها فصلُ السكونْ؟!
|
أَوَمَا علمت بأنَّكَ الحلمُ المُوَشَّى بالنجومْ؟!
|
وبأنَّكَ النَغَمُ الفتونُ يُحيكهُ الوترُ الرَّخيمْ؟!
|
آهٍ لقلبٍ كم تراعشَ تحت مدرارِ الشعورْ
|
ينتابُهُ الرَّهَفُ المُسافرُ فوق أجنحةِ الطيورْ
|
فتراكَ عينيَ هائماً في مهْمَهٍ عَسِرِ الوصولْ
|
قدماكَ يُثقلُها التعسُّفُ وسْطَ ديجورٍ ضليلْ
|
وأمامك البطْحَاءُ مُوغلَةُ التخفيَّ...ساهيهْ
|
تتشعَّبُ الأسرارُ في جَنَباتِها المُتَنَائيهْ
|
وشغافُ قلبكَ مُترعاتٌ بالترقُّبِ والأملْ
|
والخوفُ طاغٍٍ يستبي سحرَ التماعاتِ المُقَلْ
|
إيهٍ رفيقيَ..كلُّ حزنٍ يعتريكَ صداهُ فيَّا
|
كلُّ المشارفِ ترتئيكَ، وتجتني الرَّهَقَ الشهيَّا
|
تَتَموكبُ الأنداءُ نحوكَ علّها تُشفي الوَنَى
|
وترطِّبُ الظمأَ الجهيدَ... بِرِوحِها رَوْحُ السما
|
هيَّا..ستأخذُكَ المشاعرُ صوب هاتيك الرُّبى
|
الناضراتِ المائساتِ على تراتيلِ الصّبا
|
السابحاتِ بحضنِ أعطارِ الزهور الأخضَلِ
|
المُرهَفَاتِ السّمعِ للخطوِ الحبيبِ المُقْبِلِ
|
وأنا هنا نزقُ القصيدِ يتوقُ بيتَ الإكتمالْ
|
فاكتبْهُ بحرَ قصائدٍ تجتاحُ أفئدةَ الخيالْ
|
أنا كم أحاصرُ لهفةً بالحبِّ كادت تحترِقْ
|
وأغالبُ الدّمعاتِ خوفَ توجُّدٍ مني انبَثَقْ
|
يا كلَّ واحاتِ السلام بعالم الطهر البعيدْ
|
ياكلَّ أجنحةِ الضياءِ بمطلعِ الفجرِ الوليدْ
|
يارنَّةَ العودِ الشجيَّةَ في أفاويقِ المساءْ
|
يا رعشةَ الناي الحزينِ يسومُها دمعُ الشقاءْ
|
يا لمعةَ النيلِ البهيّةَ تحت أعراشِ الأصيلْ
|
يا دفء جَوْناءِ الشتاءِ..وغُنجَ أنسامِ الحقولْ
|
أشهدتُكُمْ..أنِّي المُتيَّمةُ الأسيرةُ في مَدَاهْ
|
إنْ ضرّني فيهِ الجوى..أو شفَّني أَلَماً جَفَاهْ
|