سِهامُ لحاظٍ مِنْ قِسِيِّ الحواجبِ | |
|
| نَظَمْنَ الأسى في القَلْبِ مِنْ كلِّ جانبِ |
|
غَداةَ كتبنا في الخُدودِ رسائلاً | |
|
| بأَطْرافِ أقلامِ الدُّموعِ السّواكِبِ |
|
تلوحُ على لَبّاتنا ونُحورِنا | |
|
| وتبعثُها أَجْفانُنا للتّرائبِ |
|
وأَلْسُنُنا خُرْسٌ كأنّ خَلاخلاً | |
|
| حكينَ دِعَاجاً للحِسانِ الكَواعِبِ |
|
كَفَتْكَ النّوى عَذْلَ المُعَنّى فأَقْصِري | |
|
| بما رُمْتِ فيه مِنْ فراقِ الحبايبِ |
|
حَنَاهُ الهوى بالشّوقِ حتى كأنّما | |
|
| بأحشائِهِ للشّوْقِ لَدْغُ العَقاربِ |
|
يَبيتُ على فرشِ الضَّنَى مُتَململاً | |
|
| قَليلاً تَسَلِّيهِ كثيرَ المصائبِ |
|
فَريسةَ أشْجانٍ طَريحاً بِكَفِّها | |
|
| وما بينَ نابَيْ سَبْعِها والمَخَالبِ |
|
خَليليَّ خانَ الصَّبْرُ وانْقَطَعَ الكَرَى | |
|
| وقد أَحكمتْ عينايَ رَعْيَ الكواكبِ |
|
خَليليَّ عن عيني سَلا أََنْجُمَ الدُّجى | |
|
| تُخَبِّرُ بتَسهيدٍ عريضِ المَناكبِ |
|
خليليَّ كَمْ مِنْ لَوْعَةٍ قَدْ كَتمتُها | |
|
| فأعلنَها دَمْعي لِمُقْلَةِ صاحبي |
|
وهَتّكِ ستْراً في الحَشَا كان مُسْبَلاً | |
|
| على الشّوقِ حتّى عَنّفَتْني أَقاربي |
|
فما أَفْضَحَ الدَّمْعَ السّكوبَ إذا جرى | |
|
| وأَظْهَرَهُ لُطفاً لما في المَغايبِ |
|
سأكحلُ عيني مِنْ بعيدٍ بنظرةٍ | |
|
| إلى نارها بالرَّغمِ مِنْ أَنْفِ راقِبِ |
|
وهل تَمنعيني نَظْرَةً إِنْ بلغتُها | |
|
| ولو زهقت نَفْسُ الغَيورِ المُجانبِ |
|
وقَلَّ لعيني مِنْ بعيدٍ تأمُّلٌ | |
|
| ولَمْ أَرْضَ إلاَّ حينَ عَزَّتْ مطالبي |
|
فعلّلْتُ نفسي بالذي هو مُقْنعي | |
|
| وأَعْرضتُ إعراضَ البغيضِ المجانبِ |
|
صَفاءً وإخلاصاً وبُقْيا مَوَدَّةٍ | |
|
| لِعَهْدِ كريمٍ واصلٍ غيرِ قاضب |
|
وفي النّفْسِ مِنِّي قَدْ طَوَيْتُ مآرباً | |
|
| إلى مَنْ إليها حاجتي ومَآرِبي |
|
لها مِنْ مَهَاةِ الرَّمْلِ عَيْنٌ كَحيلةٌ | |
|
| ومِنْ خُضْرَةِ الرَّيْحانِ خُضْرَةُ شاربِ |
|
كأن غُلاماً حاذِقاً خَطّهُ لها | |
|
| فجاءَ كَنِصْفِ الصَّادِ مِنْ خَطِّ كاتبِ |
|
أقاتلتي أمّا أَنا فَمُسَالِمٌ | |
|
| وأَرْضَى بما تَرْضَيْنَ غيرُ مُحاربِ |
|
ولكنْ لقومي عندَ قَومِكِ بُغْيَةٌ | |
|
| وبينهُمُ فيها قِراعُ الكَتائبِ |
|
فإنْ تَقتليني تَبعثي الحربَ خدعةً | |
|
| علينا فَرَوِّي وانْظُرِي في العَواقِبِ |
|
فإنْ يَخْلُ لي وجهُ الحبيبِ فإنّني | |
|
| سَأَنْشُرُ ما أَضْمَرْتُ بينَ الحَقَائبِ |
|
وإِلاَّ فإنَّ السِّتْرَ عندي مُكَتّمٌ | |
|
| دَفينٌ على مَرِّ اللّيالي الذَّواهِبِ |
|
لئلاَّ يرى الواشونَ قُرَّةَ أَعْيُنٍ | |
|
| ولا يجدوا فينا مَعاباً لعائبِ |
|
وقَدْ زَعموا أَنِّي بغيركِ مُغْرَمٌ | |
|
| وعنكِ عَزُوفٌ كالصَّدوفِ المُوارِبِ |
|
ولا والثنايا الغُرِّ مِنْ فِيكِ إنَّها | |
|
| لكالغَيثِ أَدَّتْهُ أَكُفُّ السّحائبِ |
|
تَمُجُّ مُداماً عُتِّقَتْ فَتَنَفّسَتْ | |
|
| بأَحْشَاءِ سَحٍّ عُدْمُلِيٍّ كراهِبِ |
|
على قَودِ رحل قائمٍ غير قاعدٍ | |
|
| له بُرْنُسٌ يَعْتَدُّهُ في المناسبِ |
|
تَمَزَّقَ عنها الدَّهْرُ مِنْ طولِ لَبْثِها | |
|
| ولَمْ يتمزَّقْ في بلاءِ جلاببِ |
|
بِجِلْبَابِ نارٍ قَدْ تَجَلْبَبَ جِسْمُها | |
|
| وآخر مِنْ طينٍ وليس بلازبِ |
|
ويغشاهما ثَوْبٌ رقيبٌ سَداؤُهُ | |
|
| رقيقُ الحواشي مِنْ نَسيجِ العناكبِ |
|
طَرقنا أباها في جُيوشٍ من الدُّجا | |
|
| وأَيْدي الثُّرَيّا في نواصي المَغَاربِ |
|
فقامَ إلينا مُسرعاً لسُرورنا | |
|
| يُفَدِّي يُحَيِّينا كَبَعْضِ الأَقارِبِ |
|
فقلتُ لهُ هات المدامَ فإنّنا | |
|
| عَكَفْنا عليها مِنْ صُدورِ الرَّكائبِ |
|
فَشَمّرَ رِدْنَيْهِ وقامَ مُبادراً | |
|
| إلى وُقُفٍ شُعْثٍ قيامَ نواصِبِ |
|
فَشَدَّ على الأَقصى فَضَرَّجَ خصرَهُ | |
|
| بمثلِ جَناحٍ مِنْ دَمِ الجوفِ شاخِبِ |
|
وأقْبَلَ يسعى بالزُّجاجَةِ ضاحكاً | |
|
| مُدِلاً بها مُستْبشراً غيرَ خائبِ |
|
كأنَّ سَحيقَ المِسْكِ في جَنَباتها | |
|
| إذا الْتَمَعَتْ تَفْري رداءَ الغَياهِبِ |
|
كأنَّ نَسيمَ الكأسِ عندَ ردائها | |
|
| تَبَسّمُ عودٍ في صُدورِ المحارب |
|
كأنَّ دموعَ العاشقينَ تَرقرقَتْ | |
|
| بِأَكْؤُسها تَجري على كلِّ شاربِ |
|
لما كنتُ إلاَّ مُقْصَداً بكِ مُغرقاً | |
|
| ولستُ إلى أُنثى سِواكِ براغِبِ |
|
إذاً فرماني الدَّهْرُ عن قَوْسِ هجركُمْ | |
|
| بأَسْهُمِهِ ذاتِ الشُّجونِ الصَّوائبِ |
|
فقلَّ كَرَى عيني لِهَمٍّ مُسَهِّدٍ | |
|
| وفِكْرٍ طويلِ الذَّيْلِ بالقلبِ لاعبِ |
|