إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
متر مربع في السجن |
هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا |
كُلُّ شيء لنا تتماهى. وبابٌ هو الباب، |
بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ. |
بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ. |
لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي |
عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ |
أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟ |
زنزانتي لا تضيء سوى داخلي.. |
وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ |
ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك |
أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول، |
وأشياءَ أمِّي الصغيرة.. |
رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ |
أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ |
وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ |
وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ |
حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ |
وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ |
بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ |
لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ.. |
مقعدٌ في قطار |
مناديلُ ليست لنا |
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ |
ضوءُ المحطة |
وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ |
دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا |
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟ |
زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد |
نسافر بحثًا عن الصِّفْر |
لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا |
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ |
قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ |
في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ |
كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ |
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش |
نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات |
تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟ |
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟ |
بعيدٌ أنا عن بعيديَ |
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ |
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ |
نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه |
لا نستطيع عبور الصدى مرتين |
حجرة العناية الفائقة |
تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ |
لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ |
لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري |
تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ |
تبعثرتُ فوق السرير |
تقيَّأت |
غبتُ قليلاً عن الوعي |
متُّ |
:وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ |
إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟ |
ومتُّ.. ومتُّ تمامًا |
فما أهدأ الموت لولا بكاؤك |
ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ |
أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ |
وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي |
:هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة |
في أيِّ قلبٍ أُصبتُ? فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها |
أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟ |
لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ |
ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ |
بعثنا الرسائل |
قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ |
وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد |
ويا أيها القلب، كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ |
تمهَّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ |
:تمهَّل.. تمهَّلْ لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَها وهي تصرخ |
خُذني |
غرفة في فندق |
سلامٌ على الحب يوم يجيءُ |
ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ |
هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ |
نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ |
ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ.. |
سننسى بقايا كلام على مقعدين |
سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان |
سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة |
يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ |
كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟ |
كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟ |
يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ |
ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ.. |
المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ |
ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا |
أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟ |
أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟ |
أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟ |
سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ |