عَفا بَطنُ قَوٍّ مِن سُلَيمى فَعالِزُ | |
|
| فَذاتُ الغَضا فَالمُشرِفاتُ النَواشِزُ |
|
فَكُلُّ خَليلٍ غَيرُ هاضِمِ نَفسِهِ | |
|
| لِوَصلِ خَليلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ |
|
وَمَرتَبَةٍ لا يُستَقالُ بِها الرَدى | |
|
| تَلافى بِها حِلمي عَنِ الجَهلِ حاجِزُ |
|
وَعَوجاءَ مِجذامٍ وَأَمرِ صَريمَةٍ | |
|
| تَرَكتُ بِها الشَكَّ الَّذي هُوَ عاجِزُ |
|
كَأَنَّ قُتودي فَوقَ جَأبٍ مُطَرَّدٍ | |
|
| مِنَ الحُقبِ لاحَتهُ الجِدادُ الغَوارِزُ |
|
طَوى ظِمأَها في بَيضَةِ القَيظِ بَعدَ ما | |
|
| جَرَت في عِنانِ الشِعرِيَينِ الأَماعِزُ |
|
فَظَلَّت بِيَمئودٍ كَأَنَّ عُيونَها | |
|
| إِلى الشَمسِ هَل تَدنو رُكِيٌّ نَواكِزُ |
|
لَهُنَّ صَليلٌ يَنتَظِرنَ قَضاءَهُ | |
|
| بِضاحي عَذاةٍ أَمرَهُ وَهوَ ضامِزُ |
|
فَلَمّا رَأَينَ الوِردَ مِنهُ صَريمَةً | |
|
| مَضَينَ وَلاقاهُنَّ خِلٌّ مُجاوِزُ |
|
وَلَمّا رَأى الإِظلامَ بادَرَهُ بِها | |
|
| كَما بادَرَ الخَصمُ اللَجوجُ المُحافِزُ |
|
وَيَمَّمَها مِن بَطنِ ذَروَةَ رُمَّةً | |
|
| وَمِن دونِها مِن رَحرَحانَ مَفاوِزُ |
|
عَلَيها الدُجى مُستَنشَآتٍ كَأَنَّها | |
|
| هَوادِجُ مَشدودٌ عَلَيها الجَزاجِزُ |
|
تَفادى إِذا اِستَذكى عَلَيها وَتَتَّقي | |
|
| كَما تَتَّقي الفَحلَ المَخاضُ الجَوامِزُ |
|
وَمَرَّت بِأَعلى ذي الأَراكِ عَشِيَّةً | |
|
| فَصَدَّت وَقَد كادَت بِشَرجٍ تُجاوِزُ |
|
وَهَمَّت بِوِردِ القُنَّتَينِ فَصَدَّها | |
|
| حَوامي الكُراعِ وَالقِنانُ اللَواهِزُ |
|
وَصَدَّت صُدوداً عَن ذَريعَةِ عَثلَبٍ | |
|
| وَلِاِبنَي غِمارٍ في الصُدورِ حَزائِزُ |
|
وَلَو ثَقِفاها ضُرِّجَت مِن دِمائِها | |
|
| كَما جُلِّلَت فيها القِرامَ الرَجائِزُ |
|
وَحَلَّأَها عَن ذي الأَراكَةِ عامِرٌ | |
|
| أَخو الخُضرِ يَرمي حَيثُ تُكوى النَواحِزُ |
|
قَليلُ التِلادِ غَيرَ قَوسٍ وَأَسهُمٍ | |
|
| كَأَنَّ الَّذي يَرمي مِنَ الوَحشِ تارِزُ |
|
مُطِلّاً بِزُرقٍ ما يُداوى رَمِيُّها | |
|
| وَصَفراءَ مِن نَبعٍ عَلَيها الجَلائِزُ |
|
تَخَيَّرَها القَوّاسُ مِن فَرعِ ضالَةٍ | |
|
| لَها شَذَبٌ مِن دونِها وَحَواجِزُ |
|
نَمَت في مَكانٍ كَنَّها وَاِستَوَت بِهِ | |
|
| فَما دونَها مِن غيلِها مُتَلاحِزُ |
|
فَما زالَ يَنجو كُلَّ رَطبٍ وَيابِسٍ | |
|
| وَيَنغَلُّ حَتّى نالَها وَهوَ بارِزُ |
|
فَأَنحى إِلَيها ذاتَ حَدٍّ غُرابُها | |
|
| عَدُوٌّ لِأَوساطِ العِضاهِ مُشارِزُ |
|
فَلَمّا اِطمَأَنَّت في يَدَيهِ رَأى غِنىً | |
|
| أَحاطَ بِهِ وَاِزوَرَّ عَمَّن يُحاوِزُ |
|
فَمَظَّعَها عامَينِ ماءَ لِحائِها | |
|
| وَيَنظُرُ مِنها أَيَّها هُوَ غامِزُ |
|
أَقامَ الثِقافُ وَالطَريدَةُ دَرأَها | |
|
| كَما قَوَّمَت ضِغنَ الشَموسِ المَهامِزُ |
|
فَوافى بِها أَهلَ المَواسِمِ فَاِنبَرى | |
|
| لَها بَيِّعٌ يُغلي بِها السَومَ رائِزُ |
|
فَقالَ لَهُ هَل تَشتَريها فَإِنَّها | |
|
| تُباعُ بِما بيعَ التِلادُ الحَرائِزُ |
|
فَقالَ إِزارٌ شَرعَبِيٌّ وَأَربَعٌ | |
|
| مِنَ السِيَراءِ أَو أَواقٍ نَواجِزُ |
|
ثَمانٍ مِنَ الكيرِيِّ حُمرٌ كَأَنَّها | |
|
| مِنَ الجَمرِ ما ذَكّى عَلى النارِ خابِزُ |
|
وَبُردانِ مِن خالٍ وَتِسعونَ دِرهَماً | |
|
| وَمَع ذاكَ مَقروظٌ مِنَ الجِلدِ ماعِزُ |
|
فَظَلَّ يُناجي نَفسَهُ وَأَميرَها | |
|
| أَيَأتي الَّذي يُعطى بِها أَم يُجاوِزُ |
|
فَقالوا لَهُ بايِع أَخاكَ وَلا يَكُن | |
|
| لَكَ اليَومَ عَن رِبحٍ مِنَ البَيعِ لاهِزُ |
|
فَلَمّا شَراها فاضَتِ العَينُ عَبرَةً | |
|
| وَفي الصَدرِ حُزّازٌ مِنَ الوَجدِ حامِزُ |
|
وَذاقَ فَأَعطَتهُ مِنَ اللينِ جانِباً | |
|
| كَفى وَلَهاً أَن يُغرِقَ السَهمَ حاجِزُ |
|
إِذا أَنبَضَ الرامونَ عَنها تَرَنَّمَت | |
|
| تَرَنُّمَ ثَكلى أَوجَعَتها الجَنائِزُ |
|
قَذوفٌ إِذا ما خالَطَ الظَبيَ سَهمُها | |
|
| وَإِن ريغَ مِنها أَسلَمَتهُ النَواقِزُ |
|
كَأَنَّ عَلَيها زَعفَراناً تُميرُهُ | |
|
| خَوازِنُ عَطّارٍ يَمانٍ كَوانِزُ |
|
إِذا سَقَطَ الأَنداءُ صينَت وَأُكرِمَت | |
|
| حَبيراً وَلَم تُدرَج عَلَيها المَعاوِزُ |
|
فَلَمّا رَأَينَ الماءَ قَد حالَ دونَهُ | |
|
| زُعافٌ لَدى جَنبِ الشَريعَةِ كارِزُ |
|
شَكَكنَ بِأَحساءِ الذِنابِ عَلى هُدىً | |
|
| كَما تابَعَت سَردَ العِنانِ الخَوارِزُ |
|
وَلَمّا اِستَغاثَت وَالهَوادي عُيونُها | |
|
| مِنَ الرُهبِ قُبلٌ وَالنُفوسُ نَواشِزُ |
|
فَأَلقَت بِأَيديها وَخاضَت صُدورُها | |
|
| وَهُنَّ إِلى وَحشِيِّهِنَّ كَوارِزُ |
|
نَهِلنَ بِمُدّانٍ مِنَ الماءِ مَوهِناً | |
|
| عَلى عَجَلٍ وَلِلفَريصِ هَزاهِزُ |
|
غَدَونَ لَهُ صُعرَ الخُدودِ كَما غَدَت | |
|
| عَلى ماءِ يَمئودَ الدِلاءُ النَواهِزُ |
|
يُحَشرِجُها طَوراً وَطَوراً كَأَنَّما | |
|
| لَها بِالرُغامى وَالخَياشيمِ جارِزُ |
|
وَلَمّا دَعاها مِن أَباطِحِ واسِطٍ | |
|
| دَوائِرُ لَم تُضرَب عَلَيها الجَرامِزُ |
|
حَذاها مِنَ الصَيداءِ نَعلاً طِراقُها | |
|
| حَوامي الكُراعِ المُؤيِداتُ العَشاوِزُ |
|
فَأَقبَلَها نِجادَ قَوَّينَ وَاِنتَحَت | |
|
| بِها طُرُقٌ كَأَنَّهُنَّ نَحائِزُ |
|
حَداها بِرَجعٍ مِن نُهاقٍ كَأَنَّهُ | |
|
| بِما رَدَّ لَحياهُ إِلى الجَوفِ راجِزُ |
|
فَأَورَدَهُنَّ المَورَ مَورَ حَمامَةً | |
|
| عَلى كُلِّ إِجرِيّائِها هُوَ رائِزُ |
|
يُكَلِّفُها طَوراً مَداهُ إِذا اِلتَوى | |
|
| بِهِ الوِردُ وَاِعوَجَّت عَلَيهِ المَجاوِزُ |
|
مُحامٍ عَلى عَوراتِها لا يَروعُها | |
|
| خَيالٌ وَلا رامي الوُحوشِ المُناهِزُ |
|
فَأَصبَحَ فَوقَ النَشزِ نَشزِ حَمامَةٍ | |
|
| لَهُ مَركَضٌ في مُستَوى الأَرضِ بارِزُ |
|
وَظَلَّت تَفالى بِاليَفاعِ كَأَنَّها | |
|
| رِماحٌ نَحاها وِجهَةَ الريحِ راكِزُ |
|