أنا أرضى بالذي قَلَّ ودَلْ |
خيمةٌ في وطني دونَ وَجَلْ |
خيمةٌ أغسلُ باللثم بها |
يدَ أمي كلما الصبحُ أطَلْ |
ورغيفٌ دافيءٌ تخبزُهُ |
«أمُ شيماءَ».. وكوزٌ من وشَلْ |
مُنْذُ جيلينِ ومازلتُ على |
سَفَرٍ بين قنوطٍ وأمَلْ |
لا الضحى ضاحَكَ أحداقي ولا |
طمْأنَ الليلُ فؤاداً وَمُقَلْ |
أمسَكَ الصبحُ عن القلبِ فما |
زارني إلا وفي العينِ طَفَلْ |
كَذِبَ التاريخُ.. مازال على |
وطني للشِرْكِ «لاةٌ» و«هُبَلْ» |
تعِبَتْ من تَعَبي أشرعةٌ |
كلّما أنشُرها الساحلُ زَلْ |
وَنَأتْ عن سُفني الريحُ سوى |
زَفَراتٍ بَرْدُها لَفْحُ شُعَلْ |
ياهلالَ العيدِ هلْ مِنْ خَبَرٍ |
عن فراتينِ وسهلٍ وَجَبَلْ؟ |
مرَّ «عيدانِ وعشرونَ» وما |
عادَني جارٌ.. ولا الهَمُّ ارْتحَلْ |
وَأحَلَّتْ كبريائي غُرْبَةٌ |
نَبَشَتْ روحي بأشواكِ المَلَلْ |
وَسَّعَتْ صَحْني ولكنْ ضَيَّقَتْ |
بينَ حُصْني وسرايا من عِلَلْ |
سيدي ياناسِكَ النخلِ ويا |
خاشعَ الطين وعذريَّ القُبَلْ |
أنا أدري أنَّ بيْ من شَغَفٍ |
لبساتينكَ بعضاً من خَبَلْ |
نَكَثَ العشقُ بقلبي فكبا |
ربَّ مجنونٍ بـ«ليلاهْ» عَقلْ |
قَنَعَتْ بالصاب كأسي وَجَفَتْ |
بعد نهريكَ رحيقاً وَعَسَلْ |
وَتطَبَّعْتُ على الحزنِ فما |
طابَ لي بعد لياليكَ جَذَلْ |
فَلِمَنْ أفتح أحداقي إذا |
لم تكن كُحْلَ جفوني والمُقَلْ؟ |
إنني ياسيدي الطفلُ الذي |
خَبَرَ العشقَ غريراً فاكْتَهَلْ |
لم يزلْ ينبض شوقاً لغدٍ |
قلبيَ الطفلُ.. و«ليلى» لم تَزَلْ |
سيدي.. مولايَ.. فامْنَحْني ولو |
زَبَداً منكَ وصحناً من غَلَلْ |
ومن الأرضِ ذراعاً واحداً |
أنا أرضى بالذي قَلَّ وَدَلْ! |