أَزهيرُ هَل عنَ شَيبَةٍ مِن مَعدِلِ |
أَم لا سَبيلَ إِلى الشَبابِ الأَوَّلِ |
أَم لا سَبيلَ إِلى الشَبابِ وَذِكرُهُ |
أَشهى إِلَيَّ مِنَ الرَحيقِ السَلسَلِ |
ذَهَبَ الشَبابُ وَفاتَ مِنّي ما مَضى |
وَنَضا زُهَيرَ كَريهَتي وَتَبَطُّلي |
وَصَحَوتُ عَن ذِكرِ الغَواني وَاِنتَهي |
عُمُري وَأَنكَرتُ الغَداةَ تَقَتُّلي |
أَزُهيرُ إِن يَشِبُ القَذالُ فَإِنَّني |
رُبَ هَيضَلٍ مَرِسٍ لَفَفتُ بِهَيضَلِ |
فَلَفَفتُ بَينَهُمُ لِغَيرِ هَوادَةٍ |
إِلّا لِسَفكٍ لِلدِّماءِ مُحَلَّلِ |
حَتّى رَأَيتُ دِماءَهُم تَغشاهُمُ |
وَيُفَلُّ سَيفٌ بَينَهُم لَم يُسلَل |
أَزُهَيرُ إِن يُصبِح أَبوكِ مُقَصِّراً |
طِفلاً يَنوءُ إِذا مَشى لِلكَلكَلِ |
يَهدي العَمودُ لَهُ الطَريقَ إِذا هُمُ |
ظَعَنوا وَيَعمِدُ لِلطَّريقِ الأَسهَلِ |
فَلَقَد جَمَعتُ مِنَ الصِحابِ سَرِيَّةً |
خُدبا لِداتٍ غَيرَ وَخشٍ سُخَّلِ |
سُجَراءَ نَفسي غَيرَ جَمعِ أُشابَةٍ |
حُشُداً وَلا هُلكِ المَفارِشِ عُزَّلِ |
لا يُجفِلونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا |
أولى الوَعاوِعِ كَالغَطاطِ المُقبِلِ |
يَتَعَطَّفونَ عَلى البَطيءِ تَعَطُّفَ ال |
عوذِ المَطافِلِ في مُناخِ المَعقِلِ |
وَلَقَد سَرَيتُ عَلى الظَلامِ بِمَغشَمٍ |
جَلدٍ مِنَ الفِتيانِ غَيرِ مُهَبَّلِ |
مِمّا حَمَلنَ بِهِ وَهَنَّ عَواقِدٌ |
حُبُكَ الثِيابِ فَشَبَّ غَيرَ مُثَقَّلِ |
حَمَلَت بِهِ في لَيلَةٍ مَزءودَةٍ |
كَرها وَعَقدُ نِطاقِها لَم يُحلَلِ |
فَأَتَت بِهِ حوشَ الجَنانِ مُبَطَّنا |
سُهُدا إِذا ما نامَ لَيلُ الهَوجَلِ |
وَمُبَرَّأً مِن كُلِّ غُبَّرِ حَيضَةٍ |
وَفَسادِ مُرضِعَةٍ وَداءٍ مُغيِلِ |
فَإِذا طَرَحتَ لَهُ الحَصاةَ رَأَيتَهُ |
يَنزو لِوَقعَتِها طُمورَ الأَخيَلِ |
ما إِن يَمَسُّ الأَرضَ إِلّا مَنكِبٌ |
مِنهُ وَحَرفُ الساقِ طَيَّ المِحمَلِ |
وَإِذا رَمَيتَ بِهِ الفِجاجَ رَأَيتَهُ |
يَنضو مَخارِمَها هُوَيَّ الأَجدَلِ |
وَإِذا نَظَرتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجهِهِ |
بَرَقَت كَبَرقِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ |
وَإِذا يَهُبُّ مِنَ المَنامِ رَأَيتَهُ |
كَرُتوبِ كَعبِ الساقِ لَيسَ بِزُمَّلِ |
صَعبُ الكَريهَةِ لا يُرامُ جَنابُهُ |
ماضي العَزيمَةِ كَالحُسامِ المِقصَلِ |
يَحمي الصِحابَ إِذا تَكونُ عَظيمَةٌ |
وَإِذا هُم نَزَلوا فَمَأوى العُيَّلِ |
وَلَقَد شَهِدتُ الحَيَّ بَعدَ رُقادِهِم |
تُفلى جَماجِمُهُم بِكُلِّ مُقَلَّلِ |
حَتّى رَأَيتُهُم كَأَنَّ سَحابَةً |
صابَت عَلَيهِم وَدقُها لَم يُشمَلِ |
نَضَعُ السُيوفَ عَلى طَوائِفَ مِنهُمُ |
فَنُقيمُ مِنهُم مَيلَ ما لَم يُعدَلِ |
مُتَكَوِّرينَ عَلى المَعاري بَينَهُم |
ضَربٌ كَتَعطاطِ المَزادِ الأَنجَلِ |
نَغدو فَنَترُكُ في المَزاحِفِ مِن ثَوى |
وَنُمِرُّ في العَرَقاتِ مِن لَم يُقتَلِ |
وَلَقَد رَبَأتُ إِذا الرِجالُ تَواكَلوا |
حَمَّ الظَهيرَةِ في اليَفاعِ الأَطوَلِ |
في رَأسِ مُشرِفَةِ القَذالِ كَأَنَّما |
أَطرُ السَحابِ بِها بَياضُ المِجدَلِ |
وَعَلَوتُ مُرتَبِئاً عَلى مَرهوبَةٍ |
حَصّاءَ لَيسَ رَقيبُها في مَثمِلِ |
عَيطاءَ مُعنِقَةٍ يَكونُ أَنيسُها |
وَرقَ الحَمامِ جَميمُها لَم يُؤكَلِ |
وَضَعَ النَعاماتِ الرِجالُ بَريدِها |
مِن بَينَ شَعشاعٍ وَبَينِ مُظَلَّلِ |
أَخرَجتُ مِنها سَلقَةً مَهزولَةً |
عَجفاءَ يَبرُقُ نابُها كَالمِعوَلِ |
فَزَجَرتُها فَتَلَفَّتَت إِذ رُعتُها |
كَتَلَفُّتِ الغَضبانِ سُبَّ الأَقبَلِ |
وَمَعي لَبوسٌ لِلبَئيسِ كَأَنَّهُ |
رَوقٌ بِجَبهَةِ ذي نِعاجِ مُجفِلِ |
وَلَقَد صَبَرتُ عَلى السَمومِ يَكُنُّني |
قَرِدٌ عَلى الليتَينِ غَيرُ مُرَجَّلِ |
صَديانَ أَخذى الطَرفِ في مَلمومَةٍ |
لَونُ السَحابِ بِها كَلَونِ الأَعبَلِ |
مُستَشعِراً تَحتَ الرِداءِ وِشاحَةً |
عَضباً غَموضَ الحَدِّ غَيرَ مُفَلَّلِ |
وَمَعابِلاً صُلعَ الظُباتِ كَأَنَّها |
جَمرٌ بِمَسهَكَةٍ تُشَبُّ لِمُصطَلي |
نُجُفاً بَذَلتُ لَها خَوافِيَ ناهِضٍ |
حَشرِ القَوادِمِ كَاللِفاعِ الأَطحَلِ |
فَإِذا تُسَلُّ تَخَلخَلَت أَرياشُها |
خَشفَ الجَنوبِ بِيابِسٍ مِن إِسحِلِ |
وَجَليلَةِ الأَنسابِ لَيسَ كَمِثلِها |
مِمَّن تَمَتَّعُ قَد أَتَتها أَرسُلي |
ساهَرتُ عَنها الكالِئَينِ كِلاهُما |
حَتّى اِلتَفَتُّ إِلى السِماكِ الأَعزَلِ |
فَدَخَلتُ بَيتاً غَيرَ بَيتِ سَناخَةٍ |
وَاِزدَرتُ مُزدارَ الكَريمِ المُعوِلِ |
فَإِذا وَذلِكَ لَيسَ إِلّا حينَهُ |
وَإِذا مَضى شَىءٌ كَأَنَّ لَم يُفعَلِ |