أَزُهَيرُ هَل عَن شَيبَةٍ مِن مَعكِمِ |
أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَرِّمِ |
يَبكي خَلاوَةُ أَن يُفارِقَ أُمَّهُ |
وَلَسَوفَ يَلقاها لَدى المُتَهَوَّمِ |
أَخَلا وَإِنَّ الدَهرَ مُهلِكُ مَن تَرى |
مِن ذي بَنينِ وَأُمِّهِم وَمِن اِبنِمِ |
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ |
قُبٌّ يَرِدنَ بِذي شُجونٍ مُبرِمِ |
يَرتَدنَ ساهِرَةً كَأَنَّ جَميمَها |
وَعَميمَها أَسدافُ لَيلٍ مُظلِمِ |
في مَرتَعِ القُمرِ الأَوابِدِ أُسقِيَت |
دِيَمَ العَماءِ وَكُلَّ غَيثٍ مُثجِمِ |
واهى العُروضِ إِذا اِستَطارَ بُروقُهُ |
ذاتَ العِشاءِ بِهَيدَبٍ مُتَهَزِّمِ |
وَكَأَنَّ أَصواتَ الخَموشِ بِجَوِّهِ |
أَصواتُ رَكبٍ في مَلاً مُتَرَنِّمِ |
عَجِلَ الرِياحُ لَهُم فَتَحمِلُ عيرُهُم |
مُصطافَةً فَضَلاتِ ما في القُمقُمِ |
فَرَأَينَ قُلَّةَ فارِسٍ يَعدو بِهِ |
مُتَفَلِّقُ النَسَيَينِ نَهدُ المَحزِمِ |
ذو غَيِّثٍ بَثرٍ يَبُذُّ قَذالُهُ |
إِذا كانَ شَغشَغَةٌ سِوارَ المُلجِمِ |
وَكَأَنَّ أَوشالَ الجَدِيَّةِ وَسطَها |
سَرَفُ الدِلاءِ مِنَ القَليبِ الخِضرِمِ |
مُتَبَهِّراتٍ بِالسِجالِ مِلاؤُها |
يَخرُجنَ مِن لَجَفٍ لَها مُتَلَقِّمِ |
فَاِهتَجنِ مِن فَزَعٍ وَطارَ جِحاشُها |
مِن بَينَ قارِمِها وَما لَم يَقرِمِ |
وَهَلاً وَقَد شَرَعَ الأَسِنَّةُ نَحوَها |
مِن بَينِ مُحتَقٍّ بِها وَمُشَرَّمِ |