هُرَيرَةَ وَدَّعها وَإِن لامَ لائِمُ | |
|
| غَداةَ غَدٍ أَم أَنتَ لِلبَينِ واجِمُ |
|
لَقَد كانَ في حَولٍ ثَواءٍ ثَوَيتَهُ | |
|
| تَقَضّي لُباناتٍ وَيَسأَمُ سائِمُ |
|
مُبَتَّلَةٌ هَيفاءُ رَودٌ شَبابُها | |
|
| لَها مُقلَتا رِئمٍ وَأَسوَدُ فاحِمُ |
|
وَوَجهٌ نَقِيُّ اللَونِ صافٍ يَزينُهُ | |
|
| مَعَ الحَليِ لَبّاتٌ لَها وَمَعاصِمُ |
|
وَتَضحَكُ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّهُ | |
|
| ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ |
|
هِيَ الهَمُّ لا تَدنو وَلا يَستَطيعُها | |
|
| مِنَ العيسِ إِلّا الناجِياتُ الرَواسِمُ |
|
رَأَيتُ بَني شَيبانَ يَظهَرُ مِنهُمُ | |
|
| لِقَومِيَ عَمداً نِغصَةٌ وَمَظالِمُ |
|
فَإِن تُصبِحوا أَدنى العَدُوُّ فَقَبلَكُم | |
|
| مِنَ الدَهرِ عادَتنا الرِبابُ وَدارِمُ |
|
وَسَعدٌ وَكَعبٌ وَالعِبادُ وَطَيِّئٌ | |
|
| وَدودانُ في أَلفافِها وَالأَراقِمُ |
|
فَما فَضَّنا مِن صانِعٍ بَعدَ عَهدِكُم | |
|
| فَيَطمَعَ فينا زاهِرٌ وَالأَصارِمُ |
|
وَلَن تَنتَهوا حَتّى تَكَسَّرَ بَينَنا | |
|
| رِماحٌ بِأَيدي شُجعَةٍ وَقَوائِمُ |
|
وَحَتّى يَبيتَ القَومُ في الصَفِّ لَيلَةً | |
|
| يَقولونَ نَوَّر صُبحُ وَاللَيلُ عاتِمُ |
|
وُقوفاً وَراءَ الطَعنِ وَالخَيلُ تَحتَهُم | |
|
| تُشَدُّ عَلى أَكتافِهِنَّ القَوادِمُ |
|
إِذا ما سَمِعنَ الزَجرَ يَمَّمنَ مُقدَماً | |
|
| عَلَيها أُسودُ الزارَتَينِ الضَراغِمُ |
|
أَبا ثابِتٍ أَو تَنتَمونَ فَإِنَّما | |
|
| يَهيمُ لِعَينَيهِ مِنَ الشَرِّ هائِمُ |
|
مَتى تَلقَنا وَالخَيلُ تَحمِلُ بُزَّنا | |
|
| خَناذيذَ مِنها جِلَّةٌ وَصَلادِمُ |
|
فَتَلقَ أُناساً لا يَخيمُ سِلاحُهُم | |
|
| إِذا كانَ حَمّاً لِلصَفيحِ الجَماجِمُ |
|
وَإِنّا أُناسٌ يَعتَدي البَأسَ خَلفُنا | |
|
| كَما يَعتَدي الماءَ الظِماءُ الحَوائِمُ |
|
فَهانَ عَلَينا ما يَقولُ اِبنُ مُسهِرٍ | |
|
| بِرَغمِكَ إِذ حَلَّت عَلَينا اللَهازِمُ |
|
يَزيدُ يَغُضُّ الطَرفَ دوني كَأَنَّما | |
|
| زَوى بَينَ عَينَيهِ عَلَيَّ المَحاجِمُ |
|
فَلا يَنبَسِط مِن بَينِ عَينَيكَ ما اِنزَوى | |
|
| وَلا تَلقَني إِلّا وَأَنفُكَ راغِمُ |
|
فَأُقسِمُ بِاللَهِ الَّذي أَنا عَبدُهُ | |
|
| لِتَصطَفِقَن يَوماً عَلَيكَ المَآتِمُ |
|
يَقُلنَ حَرامٌ ما أُحِلَّ بِرَبِّنا | |
|
| وَتَترُكُ أَموالاً عَلَيها الخَواتِمُ |
|
أَبا ثابِتٍ لا تَعلَقَنكَ رِماحُنا | |
|
| أَبا ثابِتٍ أُقعُد وَعِرضُكَ سالِمُ |
|
أَفي كُلِّ عامٍ تَقتُلونَ وَنَتَّدي | |
|
| فَتِلكَ الَّتي تَبيَضُّ مِنها المَقادِمُ |
|
وَذَرنا وَقَوماً إِن هُمُ عَمَدوا لَنا | |
|
| أَبا ثابِتٍ وَاِجلِس فَإِنَّكَ ناعِمُ |
|
طَعامُ العِراقُ المُستَفيضُ الَّذي تَرى | |
|
| وَفي كُلِّ عامٍ حُلَّةٌ وَدَراهِمُ |
|
أَتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتلِ سَراتِنا | |
|
| وَتَزعُمُ بَعدَ القَتلِ أَنَّكَ سالِمُ |
|
أَبا ثابِتٍ إِنّا إِذا تَسبِقُنَّنا | |
|
| سَيُرعَدُ سَرحٌ أَو يُنَبَّهُ نائِمُ |
|
بِمُشعِلَةٍ يَغشى الفِراشَ رَشاشُها | |
|
| يَبيتُ لَها ضَوءٌ مِنَ النارِ جاحِمُ |
|
تَقُرُّ بِهِ عَينُ الَّذي كانَ شامِتاً | |
|
| وَتَبتَلُّ مِنها سُرَّةٌ وَمَآكِمُ |
|
وَتُلقى حَصانٌ تَخدُمُ اِبنَةَ عَمِّها | |
|
| كَما كانَ يُلقى الناصِفاتُ الخَوادِمُ |
|
إِذا اِتَّصَلَت قالَت أَبَكرَ بنَ وائِلٍ | |
|
| وَبَكرٌ سَبَتها وَالأُنوفُ رَواغِمُ |
|