أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ | |
|
| وَكَيفَ تُحَيّا المَنزِلاتُ البَلاقِعُ |
|
حَنَنتُ غَداةَ البَينِ مِن لَوعَةِ الهَوى | |
|
| كَما حَنَّ مَقصورٌ لَهُ القَيدُ نازِعُ |
|
وَظَلَّت لِعَيني قَطرَةٌ مَرَحَت بِها | |
|
| عَلى الجَفنِ حَتّى قَطرُها مُتَتابِعُ |
|
وَلَيسَ بِناهي الشَوقِ عَن ذي صَبابَةٍ | |
|
| تَذكَّرَ إِلفاً أَن تَفيضَ المَدامِعُ |
|
وَقَد لَحَّ هَذا النَأيُ حَتّى تَقَطَّعَت | |
|
| حِبالُ الهَوى وَالنَأيُ لِلوَصلِ قاطِعُ |
|
وَما أَكثَرَ التَعويلُ إِلّا لَجاجَةٌ | |
|
| وَما السِرُّ بَينَ الناسِ إِلّا وَدائِعُ |
|
تقولُ بِمِرجِ الدَيرِ إِذ هي صُحبَتي | |
|
| تَعَزَّ وَقَد أَيقَنتُ أَنّي جازِعُ |
|
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ مَرتَعُ طِفلِها | |
|
| أَراكٌ وَسِدرٌ بِالمِراضَينِ يانِعُ |
|
بِأَحسَنَ مِنها إِذ تَقولُ لِتربِها | |
|
| سَليهِ يُخَبِّرنا مَتى هُوَ راجِعُ |
|
فَقُلتُ لَها وَاللَهِ ما مِن مُسافِرٍ | |
|
| يُحيطُ لَهُ عِلمٌ بِما اللَهُ صانِعُ |
|
فَصَدَّت كَما صَدَّت شَموسُ جِبالُها | |
|
| مَدى الفَوتِ لَم تَقدِر عَلَيها الأَصابِعُ |
|
وَقالَت لَقَد بَلّاكَ أَن لَستُ زائِلاً | |
|
| يَجوبُ بِكَ الحِزقَ القِلاصُ الخَواضِعُ |
|
فَقُلتُ لَها الحاجاتُ يَطلُبُها الفَتى | |
|
| فَعُذرٌ يُلاقي بَعدَها أَو مَنافِعُ |
|
أَقولُ لِنَدمانَيَّ وَالحُزنُ دونَنا | |
|
| وَشُمُّ العَوالي مِن جُفافٍ فَوارِعُ |
|
أَنارٌ بَدَت بَينَ المَسَنّاةِ وَالحِما | |
|
| لِعَينِكَ أَم بَرقٌ تَلَألَأَ لامِعُ |
|
فَإِن تَكُ ناراً فَهيَ نارٌ يَشُبُّها | |
|
| قَلوصٌ وَتَزهاها الرِياحُ الزَعازِعُ |
|
وَإِن يَكُ بَرقاً فَهوَ بَرقُ سَحابَةٍ | |
|
| لَها رَيِّقٌ لَن يُخلِفَ الشَيمَ رائِعُ |
|
أَلَم تَعلَمي أَنَّ الفُؤادَ يُصيبُهُ | |
|
| لِذِكراكِ أَحياناً عَلى النَأيِ صادِعُ |
|
فَيَلتاثُ حَتّى يَحسِبَ القَومُ أَنَّهُ | |
|
| بِهِ وَجَعٌ أَو أَنَّهُ مُتَواجِعُ |
|
سَقَتكِ السَواقي المُدجِناتُ عَلى الصَبا | |
|
| أَثيبي مُحِبّاً قَبلَ ما البَينُ صانِعُ |
|
فَقَد كُنتِ أَيّامَ الفراقِ قَريبَةً | |
|
| مُجاوِرَةً لَو أَنَّ قُربَكِ نافِعُ |
|
وَقَد زَعَمَت أُمُّ المُهَنَّدِ أَنَّني | |
|
| كَبِرتُ وَأَنَّ الشَيبَ في الرَأسِ شائِعُ |
|
وَما تِلكَ إِلّا رَوعَةٌ في ذُؤابَتي | |
|
| وَأَيُّ فَتاءٍ لَم تُصِبهُ الرَوائِعُ |
|
وَإِنّي وَإِن شابَت مَفارِقُ لِمَّتي | |
|
| لَكالسَيفِ أَفنى جَفنُهُ وَهُوَ قاطِعُ |
|
يُصانُ إِذا ما السِلمُ أَدجى قِناعَهُ | |
|
| وَقَد جُرِّبَت في الحَربِ مِنهُ الوَقائِعُ |
|
وَلَستُ بِجَثّامٍ يَبيتُ وَهَمُّهُ | |
|
| قَصيرٌ وَإِن ضاقَت عَلَيهِ المَضاجِعُ |
|
إِذا اِعتَنَقَتني بَلدَةٌ لَم أَكُن لَها | |
|
| نَسيباً وَلَم تُسدَف عَلَيَّ المَطالِعُ |
|
وَظَلماءَ مِذكارٍ كَأَنَّ فُروجَها | |
|
| قَبائِلُ مِسحٍ أَترَصَتهُ الصَوانِعُ |
|
نَصَبتُ لَها وَجهي وَصَدرَ مَطِيَّتي | |
|
| إِلى أَن بَدا ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ |
|
لِأُبلِيَ عُذراً أَو لِأَسمَعَ حُجَّةً | |
|
| عُنيتُ بِها وَالمُنكِرُ الضَيمَ دافِعُ |
|
وَكُنتُ اِمرَءاً مِن خَيرِ جَحوانَ عُطِّفَت | |
|
| عَلَيَّ الرَوابي مِنهُمُ وَالفَوارِعُ |
|
نَمَتني فُروعٌ مِن دِثارِ بِنِ فَقَعَسٍ | |
|
| وَمَن نَوفَلٍ تِلكَ الرُؤوسُ الجَوامِعُ |
|
فَيا أَيُّها القَومُ الأُلى يَنبَحونَني | |
|
| كَما نَبَحَ اللَيثَ الكِلابُ الضَوارِعُ |
|
فَلا اللَهُ يَشفي غَيظَ ما في صُدورِهُم | |
|
| وَلا أَنا إِن باعَدتُمُ الوُدَّ تابِعُ |
|
وَإِنّي عَلى مَعروفِ أَخلاقِيَ الَّتي | |
|
| أُزايِلُ مِن أَلقابِها وَأُجامِعُ |
|
لَذو تُدراءٍ لا يَغمِزُ القَومُ عَظمَهُ | |
|
| بِضَعفٍ وَلا يَرجونَ ما هُوَ مانِعُ |
|
وَما قَصَّرَت بي هِمَّتي دونَ رَغبَةٍ | |
|
| وَلا دَنَّسَتني مُذ نَشَأتُ المَطامِعُ |
|
وَإِنّي إِذا ضاقَت عَلَيكُم بُيوتُكُم | |
|
| لَيَعلَمُ قَومي أَنَّ بَيتِيَ واسِعُ |
|
فَيَلجَأُ جانيهِم إِلَينا وَتَنتَهي | |
|
| إِلَينا النُهى مِن أَمرِهِم وَالدَسائِعُ |
|
وَما مِن بَديعاتِ الخَلائِقِ مُخزِياً | |
|
| إِذا كَثُرَت في المُحدَثينَ البَدائِعُ |
|
وَما لامَ قَومي في حِفاظٍ شَهِدتُهُ | |
|
| نِضالي إِذا لَم يَأتَلِ الغَلوَ فازِعُ |
|
وَمازِلتُ مَحمولاً عَلَيَّ ضَغينَةً | |
|
| وَمُطَّلَعُ الأَضغانِ مُذ أَنا يافِعُ |
|
إِلى أَن مَضَت لِيَ أربَعونَ وَجُرِّبَت | |
|
| طَبيعَةُ صُلبٍ حينَ تُبلى الطَبائِعُ |
|
جَرَيتُ أَفانينَ الرِهانِ فَما جَرى | |
|
| مَعي مُعجَبٌ إِلّا اِنتَهى وَهُوَ ظالِعُ |
|
لَنا مَعقِلٌ في كُلِّ يَومِ حَفيظَةٍ | |
|
| إِذا بَلَغَت طولَ القُنَيِّ الأَساجِعُ |
|
وَقائِد دَهمٍ قَد حَوَتهُ رِماحُنا | |
|
| أَسيراً وَلَم يَحوينَهُ وَهُوَ ظالِعُ |
|
فَلِلسَيِئِ في أَطلالِهِنَّ مَهابَةٌ | |
|
| وَلِلقَومِ في أَطرافِهِنَّ مَصارِعُ |
|
لِقَومي عَلَيَّ الطَولُ وَالفَضلُ إِنَّني | |
|
| إِذا جَمَعَتني وَالخُطوبُ المَجامِعُ |
|
وَهُم عُدَّتي في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ | |
|
| وَأَقرانُ أَقراني الَّذين أُصارِعُ |
|
خُلِقنا تِجاراً بِالطِعانِ وَلَم نَكُن | |
|
| تِجارَ مُلاءٍ نَشتَري وَنُبايِعُ |
|