وَلَدي قَد طالَ سُهدي وَنَحيبي | |
|
| جِئتُ أَدعوكَ فَهَل أَنتَ مُجيبي |
|
جِئتُ أَروي بِدُموعي مَضجَعاً | |
|
| فيهِ أَودَعتُ مِنَ الدُنيا نَصيبي |
|
لا تَخَف مِن وَحشَةِ القَبرِ وَلا | |
|
| تَبتَئِس إِنّي مُوافٍ عَن قَريبِ |
|
أَنا لا أَترُكُ شِبلي وَحدَهُ | |
|
| في جَديبٍ موحِشٍ غَيرِ رَحيبِ |
|
أَوَ حينَ اِبتَزَّ دَهري قُوَّتي | |
|
| وَذَوى عودي وَوافاني مَشيبي |
|
وَاِكتَسى غُصنُكَ مِن أَوراقِهِ | |
|
| تَحتَ شَمسِ العِزِّ وَالجاهِ الخَصيبِ |
|
وَرَجَونا فيكَ ما لَم يَرجُهُ | |
|
| مُنجِبُ الأَشبالِ في الشِبلِ النَجيبِ |
|
يَنتَويكَ المَوتُ في شَرخِ الصِبا | |
|
| وَالشَبابُ الغَضُّ في البُردِ القَشيبِ |
|
لَم يَدَع آسيكَ جُهداً إِنَّما | |
|
| غابَ عِلمُ اللَهِ عَن عِلمِ الطَبيبِ |
|
إيهِ يا عَبدَ الحَميدِ اُنظُر إِلى | |
|
| والِدٍ جَمِّ الأَسى بادي الشُحوبِ |
|
ذاهِلٍ مِن فَرطِ ما حَلَّ بِهِ | |
|
| بَينَ أَترابِكَ يَمشي كَالغَريبِ |
|
كُلَّما أَبصَرَ مِنهُم واحِداً | |
|
| هَزَّهُ الشَوقُ إِلى وَجهِ الحَبيبِ |
|
يَسأَلُ الأَغصانَ في أَزهارِها | |
|
| عَن أَخيها ذَلِكَ الغُصنِ الرَطيبِ |
|
يَسأَلُ الأَقمارَ في إِشراقِها | |
|
| عَن مُحَيّا غابَ مِن قَبلِ المَغيبِ |
|
غَمَرَ الحُزنُ نَواحي نَفسِهُ | |
|
| وَأَذابَت لُبَّهُ سودُ الخُطوبِ |
|
فَهوَ لا يَنفَعُهُ العَيشُ وَهَل | |
|
| تَصلُحُ الأَبدانُ مِن غَيرِ قُلوبِ |
|
طالِعي يا شَمسُ قَبراً ضَمَّهُ | |
|
| بِالتَحايا في شُروقٍ وَغُروبِ |
|
وَاِسكُني يا رَحمَةَ اللَهِ بِهِ | |
|
| وَاِجعَلي فَيضَكِ مُنهَلَّ السُكوبِ |
|