هَجَرَت غَضوبُ وَحُبَّ مَن يَتَحَبَّبُ | |
|
| وَعَدَت عَوادٍ دونَ وَليِكَ تَشعَبُ |
|
وَمِنَ العَوادي أَن تَقَتكَ بِبِغضَةٍ | |
|
| وَتَقاذُفٍ مِنها وَأَنَّكَ تُرقَبُ |
|
شابَ الغُرابُ وَلا فُؤادُكَ تارِكٌ | |
|
| ذِكرَ الغَضوبِ وَلا عِتابُكَ يُعتَبُ |
|
وَكَأَنَّما وافاكَ يَومَ لَقيتَها | |
|
| مِن وَحشِ وَجرَةَ عاقِدٌ مُتَرَبَّبُ |
|
خَرِقٌ غَضيضُ الطَرِف أَحوَرُ شادِنٌ | |
|
| ذو حُوَّةٍ أُنُفُ المَسارِبِ أَخطَبُ |
|
بِشَرَبَّةٍ دَمَث الكَثيبِ بِدورِهِ | |
|
| أَرطى يَعوذُ بِهِ إِذا ما يُرطَبُ |
|
يَتَقي بِهِ نَفيانَ كُلِّ عَشِيَّةٍ | |
|
| فَالماءُ فَوقَ مُتونِهِ يَتَصَبَّبُ |
|
يَقرو أَبارِقَهُ وَيَدنو تارَةً | |
|
| لِمَدافِىءٍ مِنها بِهِنَّ الحُلَّبُ |
|
إِنّي وَأَيديها وَكُلِّ هَدِيَّةٍ | |
|
| مِمّا تَثُجُّ لَها تَرائِبُ تَثعَبُ |
|
وَمُقامِهِنَّ إِذا حُبِسنَ بِمَأزِمٍ | |
|
| ضَيقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأَخشَبُ |
|
حَلِفَ اِمرىءٍ بَرٍّ سَرِفتِ يَمينَهُ | |
|
| وَلِكُلِّ ما تُبدي النُفوسُ مُجَرَّبُ |
|
إِنّي لَأَهواها وَفيها لِاِمرىءٍ | |
|
| جادَت بِنائِلِها إِلَيهِ مَرغَبُ |
|
وَلَقَد نَهَيتُكَ أَن تَكَلَّفَ نائِياً | |
|
| مِن دونِهِ فَوتٌ عَلَيكَ وَمَطلَبُ |
|
أَفَمِنكِ لا بَرقٌ كَأَنَّ وَميضَهُ | |
|
| غابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرامٌ مُثقَبُ |
|
سادٍ تَجَرَّمَ في البَضيعِ ثَمانِياً | |
|
| يُلوى بِعَيقاتِ البِحارِ وَيُجنَبُ |
|
لَمّا رَأَى عَمقاً وَرَجَّعَ عَرضُهُ | |
|
| رَعداً كَما هَدَرَ الفَنيقُ المُصعَبُ |
|
لَمّا رَأَى نَعمانَ حَلَّ بِكَرفِىءِ | |
|
| عَكَرَ كَما لَبَجَ النُزولَ الأَركُبُ |
|
وَالسِدرُ مُختَلَجٌ وَأُنزِلَ طافِياً | |
|
| ما بَينَ عَينَ إِلى نَباةَ الأَثأَبُ |
|
وَالأَثلُ مِن سَعيا وَحَليَةَ مُنزَلٌ | |
|
| وَالدَومُ جاءَ بِهِ الشُجونُ فَعُلْيَبُ |
|
ثُمَّ اِنتَهى بَصَري وَأَصبَحَ جالِساً | |
|
| مِنهُ لِنَجدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ |
|
وافَت بِأَسحَمَ فاحِمٍ لا ضَرَّهُ | |
|
| قَصَرٌ وَلا حَرِقُ المَفارِقِ أَشيَبُ |
|
كَذَوائِبِ الحَفَأِ الرَطيبِ غَطا بِهِ | |
|
| غَيلٌ وَمَدَّ بِجانِبَيهِ الطُحلُبُ |
|
وَمُنَصَّبٍ كَالأُقحُوانِ مُنَطَّقُ | |
|
| بِالظُلمِ مَصلوتِ العَوارِضِ أَشنَبُ |
|
كَسُلافَةِ العِنَبِ العَصيرِ مِزاجُهُ | |
|
| عودٌ وَكافورٌ وَمِسكٌ أَصهَبُ |
|
خَصِرٌ كَأَنَّ رُضابَهُ إِذ ذُقتَهُ | |
|
| بَعدَ الهُدوءِ وَقَد تَعالى الكَوكَبُ |
|
أَريُ الجَوارِسِ في ذُؤابَةِ مُشرِفٍ | |
|
| فيهِ النُسورُ كَما تَحَبّى المَوكِبُ |
|
مِن كُلِّ مُعنِقَةٍ وَكُلِّ عِطافَةٍ | |
|
| مِمّا يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزعَبُ |
|
مِنها جَوارِسُ لِلسَّراةِ وَتَأتَري | |
|
| كَرَباتِ أَمسِلَةٍ إِذا تَتَصَوَّبُ |
|
فَتَكَشَّفَت عَن ذي مُتونٍ نَيِّرٍ | |
|
| كَالرَيطِ لا هِفٌّ وَلا هُوَ مُخرَبُ |
|
وَكَأَنَّ ما جَرَسَت عَلى أَعضادِها | |
|
| حينَ اِستَقَلَّ بِها الشَرائِعُ مَحلَبُ |
|
حَتّى أُشِبَّ لَها وَطالَ إِيابُها | |
|
| ذو رُجلَةٍ شَثنُ البَراثِنِ جَحنَبُ |
|
مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَملَهُ | |
|
| صُفنٌ وَأَخراصٌ يَلُحنَ وَمِسأَبُ |
|
صَبَّ اللَهيفُ لَها السُبوبَ بِطَغيَةٍ | |
|
| تُنبي العُقابَ كَما يُلَطُّ المُجنَبُ |
|
وَكَأَنَّهُ حينَ اِستَقَلَّ بَريدِها | |
|
| مِن دونِ وَقبَتِها لَقاً يَتَذَبذَبُ |
|
فَقَضى مَشارَتَهُ وَحَطَّ كَأَنَّهُ | |
|
| خَلَقٌ وَلَم يَنشَب بِما يَتَسَبسَبُ |
|
فَأَزالَ ناصِحَها بِأَبيَضَ مُفرَطٍ | |
|
| مِن ماءِ أَلهابٍ عَلَيهِ التَألَبُ |
|
وَمِزاجُها صَهباءُ فَتَّ خِتامَها | |
|
| قَرِطٌ مِنَ الخُرسِ القِطاطِ مُثَقَّبُ |
|
فَكَأَنَّ فاها حينَ صُفِّيَ طَعمُهُ | |
|
| وَاللَهِ أَو أَشهى إِلَيَّ وَأَطيَبُ |
|
فَاليَومَ إِمّا تُمسِ فاتَ مَزارُها | |
|
| مِنّا وَتُصبِح لَيسَ فيها مَأرَبُ |
|
فَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ | |
|
| أَنَسٌ لَفيفٌ ذو طَوائِفَ حَوشَبُ |
|
في مَجلِسٍ بيضِ الوُجوهِ يَكُنُّهُم | |
|
| غابٌ كَأَشطانِ القَليبِ مُنَصَّبُ |
|
مُتَقارِبٌ أَنسابُهُم وَأَعِزَّةٌ | |
|
| توقى بِمِثلِهِمُ الظُلامُ وَتُرهَبُ |
|
فَإِذا تُحومِيَ جانِبٌ يَرعَونَهُ | |
|
| وَإِذا يَجيءُ نَذيرُهُ لَم يَهرُبوا |
|
بُذَخاءُ كُلُّهُمُ إِذا ما نوكِروا | |
|
| يُتقى كَما يُتقى الطَلِيُّ الأَجرَبُ |
|
ذو سَورَةٍ يَحمي المُضافَ وَيَحتَمي | |
|
| مَصِعٌ يَكادُ إِذا يُساوَرُ يَكلَبُ |
|
بَيناهُمُ يَوماً كَذلِكَ راعَهُم | |
|
| ضَبرٌ لِباسُهُم الحَديدُ مُؤَلَّبُ |
|
تَحميهُمُ شَهباءُ ذاتُ قَوانِسٍ | |
|
| رَمّازَةٌ تَأبى لَهُم أَن يُحرَبوا |
|
مِن كُلِّ فَجٍّ تَستَقيمُ طِمِرَّةٌ | |
|
| شَوهاءُ أَو عَبلُ الجُزارَةِ مِنهَبُ |
|
خاظي البَضيعِ لَهُ زَوافِرُ عَبلَةٌ | |
|
| عوجٌ وَمَتنٌ كَالجَديلَةِ سَلهَبُ |
|
وَحَوافِرٌ تَقَعُ البَراحَ كَأَنَّما | |
|
| أَلِفَ الزِماعَ بِها سِلامٌ صُلَّبُ |
|
يَهتَزُّ في طَرَفِ العِنانِ كَأَنَّهُ | |
|
| جِذعٌ إِذا فَرَعَ النَخيلَ مُشَذَّبُ |
|
فَحَبَت كَتيبَتُهُم وَصَدَّقَ رَوعَهُم | |
|
| مِن كُلِّ فَجٍّ غارَةٌ لا تَكذِبُ |
|
لا يُكتَبونَ وَلا يُكَتُّ عَديدُهُم | |
|
| حَفَلَت بِجَيشِهِمُ كَتائِبُ أَوعَبوا |
|
وَإِذا يَجيءُ مُصَمِّتٌ مِن غارَةٍ | |
|
| فَيَقولُ قَد آنَستُ هَيجاً فَاِركَبوا |
|
طاروا بِكُلِّ طِمِرَّةٍ مَلبونَةٍ | |
|
| جَرداءَ يَقدُمُها كُمَيتٌ شَرجَبُ |
|
فُرُموا بِنَقعٍ يَستَقِلُّ عَصائِباً | |
|
| في الجَوِّ مِنهُ ساطِعٌ وَمُكَثَّبُ |
|
فَتَعاوَروا ضَرباً وَأُشرِعَ بَينَهُم | |
|
| أَسَلاتُ ما صاغَ القُيونُ وَرَكَّبوا |
|
مِن كُلِّ أَظمى عاتِرٍ لا شانَهُ | |
|
| قِصَرٌ وَلا راشُ الكُعوبِ مُعَلَّبُ |
|
خِرقٍ مِن الخَطِّيِّ أُغمِضَ حَدُّهُ | |
|
| مِثلِ الشِهابِ رَفَعتَهُ يَتَلَهَّبُ |
|
مِمّا يُتَرَّصُ في الثِقافِ يَزينُهُ | |
|
| أَخذى كَخافِيَةِ العُقابِ مُحَرَّبُ |
|
لَذٍّ بِهَزَّ الكَفِّ يَعسِلُ مَتنُهُ | |
|
| فيهِ كَما عَسَلَ الطِريقَ الثَعلَبُ |
|
فَأَبارَ جَمعَهُمُ السُيوفُ وَأَبرَزوا | |
|
| عَن كُلِّ راقِنَةٍ تُجَرُّ وَتُسلَبُ |
|
وَاِستَدبَروهُم يُكفِئونَ عُروجَهُم | |
|
| مَورَ الجَهامِ إِذا زَفَتهُ الأَزيَبُ |
|
يا لَيتَ شِعري أَلا مَنجى مِنَ الهَرَمِ | |
|
| أَم هَل عَلى العَيش بَعدَ الشَيبِ مِن نَدَمِ |
|
وَالشَيبُ داءٌ نَجيسٌ لا دَواءَ لَهُ | |
|
| لِلمَرءِ كانَ صَحيحاً صائِبَ القُحَمِ |
|
وَسنانُ لَيسَ بِقاضٍ نَومَةً أَبَداً | |
|
| لَولا غَداةُ يَسيرُ الناسُ لَم يَقُمِ |
|
في مَنكِبَيهِ وَفي الأَصلابِ واهِنَةٌ | |
|
| وَفي مَفاصِلِهِ غَمزٌ مِنَ العَسَمِ |
|
إِن تَأتِهِ في نَهارِ الصَيفِ لا تَرَهُ | |
|
| إِلّا يُجَمِّعُ ما يَصلى مِنَ الحُجَمِ |
|
حَتّى يُقالَ وَراءَ البَيتِ مُنتَبِذاً | |
|
| قَم لا أَبا لَكَ سارَ الناسُ فَاِحتَزِمِ |
|
فَقامَ تُرعَدُ كَفّاهُ بِمِحجَنِهِ | |
|
| قَد عادَ رَهباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ |
|
تَاللَهِ يَبقى عَلى الأَيّامِ ذو حِيَدٍ | |
|
| أَدفى صَلودٌ مِنَ الأَوعالِ ذو خَدَمِ |
|
يَأوي إِلى مُشمَخِرّاتٍ مُصَعِّدَةٍ | |
|
| شُمٍّ بِهِنَّ قُروعُ القانِ وَالنَشَمِ |
|
مِن فَوقِهِ شَعَفٌ قَرٌّ وَأَسفَلُهُ | |
|
| جِىٌّ تَنَطَّقَ بِالظَيّانِ وَالعَتَمِ |
|
مُوَكَّلٌ بِشُدوفِ الصَومِ يَنظُرُها | |
|
| مِنَ المَغارِبِ مَخطوفُ الحَشا زَرمُ |
|
حَتّى أُتيحَ لَهُ رامٍ بِمُجدَلَةٍ | |
|
| جَشءٍ وَبيضٍ نَواحيهِنَّ كَالسَجَمِ |
|
فَظَلَّ يَرقُبُهُ حَتّى إِذا دَمَسَت | |
|
| ذاتُ العِشاءِ بِأَسدافٍ مِنَ الغَسَم |
|
ثُمَّ يَنوشُ إِذا آدَ النَهارُ لَهُ | |
|
| بَعدَ التَرَقُّبِ مِن نيمٍ وَمِن كَتَمِ |
|
دَلّى يَدَيهِ لَهُ سَيراً فَأَلزَمَهُ | |
|
| نَفّاحَةً غَيرَ إِنباءٍ وَلا شَرِمِ |
|
فَراغَ مِنهُ بِجَنبِ الرَيدِ ثُمَّ كَبا | |
|
| عَلى نَضِىٍّ خِلالَ الصَدرِ مُنحَطِم |
|
وَلا صُوارٌ مُذَرّاةٌ مَناسِجُها | |
|
| مِثلُ الفريدِ الَّذي يَجرى مِنَ النُظُمِ |
|
ظَلَّت صَوافِنَ بِالأَرزانِ صادِيَةً | |
|
| في ماحِقٍ مِن نَهارِ الصَيفِ مُحتَدِمِ |
|
قَد أوبِيَت كُلَّ ماءٍ فَهِيَ طاوِيَةٌ | |
|
| مَهما تُصِب أُفُقاً مِن بارِقٍ تَشِمِ |
|
حَتّى شَآها كَليلٌ مَوهِناً عَمِلٌ | |
|
| باتَت طِراباً وَباتَ اللَيلَ لَم يَنَمِ |
|
كَأَنَّ ما يَتَجَلّى عَن غَوارِبِهِ | |
|
| بَعدَ الهُدوءِ تَمَشّي النارُ في الضَرَمِ |
|
حَيرانُ يَركَبُ أَعلاهُ أَسافِلَهُ | |
|
| يُخفى جَديدَ تُرابِ الأَرضِ مُنهَزِمُ |
|
فَأَسأَدَت دَلَجاً تُحيى لِمَوقِعِهِ | |
|
| لَم تَنتَشِب بوعوثِ الأَرضِ وَالظُلَمِ |
|
حَتّى إِذا ما تَجَلّى لَيلُها فَزِعَت | |
|
| مِن فارِسٍ وَحَليفِ الغَربِ مُلتَئِمِ |
|
فَاِفتَنَّها في فَضاءِ الأَرضِ يَأفِرُها | |
|
| وَأَصحَرَت عَن قِفافٍ ذاتِ مُعتَصَمِ |
|
أَنحى عَلَيها شُراعِيّاً فَغادَرَها | |
|
| لَدى المَزاحِفِ تَلّى في نُضوخِ دَمِ |
|
فَكانَ حَتفاً بِمِقدارٍ وَأَدرَكَها | |
|
| طولُ النَهارِ وَلَيلٌ غَيرُ مُنصَرِمِ |
|
هَل اِقتَنى حَدَثانُ الدَهرِ مِن أَنَسٍ | |
|
| كانوا بِمَعيَطَ لا وَخشٍ وَلا قَزَمِ |
|
كَيداً وَجَمعاً بِآناسٍ كَأَنَّهُمُ | |
|
| أَفنادُ كَبكَبَ ذاتُ الشَثِّ وَالخَزَمِ |
|
يُهدى اِبنُ جُعشُمٍ الأَنباءَ نَحوَهُمُ | |
|
| لا مُنتَأَى عَن حِياضِ المَوتِ وَالحُمَمِ |
|
يَخشى عَلَيهِم مِنَ الأَملاكِ بائِجَةً | |
|
| مِنَ البَوائِجِ مِثلَ الخادِرِ الرُزَمِ |
|
ذا جُرأَةٍ تُسقِطُ الأَحبالَ رَهبَتُهُ | |
|
| مَهما يَكُن مِن مَسامٍ مَكرَهٍ يَسُمِ |
|
يُدعَونَ حُمساً وَلَم يَرتَع لَهُم فَزَعٌ | |
|
| حَتّى رَأَوهُم خِلالَ السَبيِ وَالنَعَمِ |
|
بِمُقرَباتٍ بِأَيديهِم أَعِنَّتُها | |
|
| خوصٍ إِذا فَزِعوا أُدغِمنَ في اللُجُمِ |
|
يوشونَهُنَّ إِذا ما نابَهُم فَزَعٌ | |
|
| تَحتَ السَنَوَّرَ بِالأَعقابِ وَالجِذَمِ |
|
فَأَشرَعوا يَزَنِّياتٍ مُحَرَّبَةً | |
|
| مِثلَ الكَواكِبِ يَسّاقَونَ بِالسِمَمِ |
|
كَأَنَّما يَقَعُ البُصرِيُّ بَينَهُمُ | |
|
| مِنَ الطَوائِفِ وَالأَعناقِ بِالوَذَمِ |
|
يُجَدَّلونَ مُلوكاً في طَوائفِهِم | |
|
| ضَرباً خَراديلَ كَالتَشقيقِ في الأُدَمِ |
|
ماذا هُنالِكَ مِن أَسوانَ مُكتَئِبٍ | |
|
| وَساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعدَةٍ حِطَمِ |
|
وَخِضرِمٍ زاخِرٍ أَعراقُهُ تَلِفٍ | |
|
| يُؤوي اليَتيمَ إِذا ما ضُنَّ بِالذِمَمِ |
|
وَشَرجَبٍ نَحرُهُ دامٍ وَصَفحَتُهُ | |
|
| يَصيحُ مِثلَ صِياحِ النَسرِ مُنتَحِمِ |
|
مُطَرِّفٍ وَسطَ أولى الخَيلِ مُعتَكِرٍ | |
|
| كَالفَحلِ قَرقَرَ وَسطَ الهَجمَةِ القَطِمِ |
|
وَحُرَّةٍ مِن وَراءِ الكورِ وارِكَةٌ | |
|
| في مَركَبِ الكُرهِ أَو تَمشي عَلى جَشَمِ |
|
يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً | |
|
| يَرفُلنَ بَعدَ ثِيابِ الخالِ في الرُدُمِ |
|
فَاِستَدبَروهُم فَهاضوهُم كَأَنَّهُم | |
|
| أَرجاءُ هارٍ زَفاهُ اليَمُّ مُنثَلِمِ |
|
فَجَلَّزوا بِأُسارى في زِمامِهِمُ | |
|
| وَجامِلٍ كَحَريمِ الطَودِ مُقتَسَمِ |
|
وَما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَسقى دَبوبَها | |
|
| دُفاقٌ فَعَروانُ الكَراثِ فَضيمُها |
|
أُتيحَ لَها شَثنُ البَنانِ مُكَدَّمٌ | |
|
| أَخو حُزَنٍ قَد وَقَّرَتهُ كُلومُها |
|
قَليلُ تِلادِ المالِ إِلّا مَسائِباً | |
|
| وَأَخراصَهُ يَغدو بِها وَيُقيمُها |
|
رَأى عارِضاً يَهوى إِلى مُشمَخِرَّةٍ | |
|
| قَد أَحجَمَ عَنها كُلُّ شَيءٍ يَرومُها |
|
فَما بَرِحَ الأَسبابُ حَتّى وَضَعنَهُ | |
|
| لَدَى الثَولِ يَنفي جَثَّها وَيَؤومُها |
|
فَلَمّا دَنا الإِبرادُ حَطَّ بِشَورِهِ | |
|
| إِلى فَضَلاتٍ مُستِحيرٍ جُمومُها |
|
إِلى فَضَلاتٍ مِن حِبِىٍّ مُجَلجِلٍ | |
|
| أَضَرَّت بِهِ أَضواجُها وَهُضومُها |
|
فَشَرَّجَها حَتّى اِستَمَرَّ بِنُطفَةٍ | |
|
| وَكانَ شِفاءً شَوبُها وَصَميمُها |
|
فَذلِكَ ما شَبَّهتُ فا أُمِّ مَعمَرٍ | |
|
| إِذا ما تَوالي اللَيلِ غارَت نُجومُها |
|
أَلا قالَت أُمامَةُ إِذ رَأَتني | |
|
| لِشانِئِكَ الضَراعَةُ وَالكُلولُ |
|
تَحَوَّبُ قَد تَرى أَنّي لَحِملٌ | |
|
| عَلى ما كانَ مُرتَقَبٌ ثَقيلُ |
|
جَمالَكِ إِنَّما يُجديكِ عَيشٌ | |
|
| أُمَيمَ وَقَد خَلا عُمري قَليلُ |
|
وَإِنّي يا أُمَيمَ لَيَجتَديني | |
|
| بِنُصحَتِهِ المُحَسَّبُ وَالدَخيلُ |
|
وَلا نَسَبٌ سَمِعتُ بِهِ قَلاني | |
|
| أُخالِطُهُ أُمَيمَ وَلا خَليلُ |
|
أَنِدُّ مِنَ القِلى وَأَصونُ عِرضي | |
|
| وَلا أَذَأُ الصَديقَ بِما يَقولُ |
|
وَإِنّي لِاِبنُ أَقوامٍ زِنادي | |
|
| زَواخِرُ وَالغُصونُ لَها أُصولُ |
|
وَما إِن يَتَّقي مِن لا تَقيهِ | |
|
| مَنِيَّتُهُ فَيُقصِرُ أَو يُطيلُ |
|
وَما يُغَني اِمرِأً وَلدٌ أَحَمَّت | |
|
| مَنِيَّتُهُ وَلا مالٌ أَثيلُ |
|
وَلَو أَمسَت لَهُ أُدمٌ صَفايا | |
|
| تُقَرقِرُ في طَوائِفِها الفُحولُ |
|
مُصَعِّدَةٌ حَوارِكُها تَراها | |
|
| إِذا تَمشي يَضيقُ بِها المَسيلُ |
|
إِذا ما زارَ مُجنَأَةً عَلَيها | |
|
| ثِقالُ الصَخرِ وَالخَشَبُ القَطيلُ |
|
وَغودِرَ ثاوِياً وَتَأَوَّبَتهُ | |
|
| مُذَرَّعَةٌ أُمَيمَ لَها فَليلُ |
|
لَها خُفّانِ قَد ثُلِبا وَرَأسٌ | |
|
| كَرَأسِ العَودِ شَهبَرَةٌ نَؤولُ |
|
تَبيتُ اللَيلَ لا يَخفى عَلَيها | |
|
| حِمارٌ حَيثُ جُرَّ وَلا قَتيلُ |
|
كَمَشيِ الأَقبَلِ الساري عَلَيها | |
|
| عِفاءٌ كَالعَباءَةِ عَفشَليلُ |
|
فَذاحَت بِالوَتائِرِ ثُمَّ بَدَّت | |
|
| يَدَيها عِندَ جانِبِهِ تَهيلُ |
|
هُنالِكَ حينَ يَترُكُهُ وَيَغدو | |
|
| سَليباً لَيسَ في يَدِهِ فَتيلُ |
|
وَلَو أَنَّ الذَّي يُتقى عَلَيهِ | |
|
| بِضَحيانٍ أَشَمَّ بِهِ الوُعولُ |
|
عَذاةٍ ظَهرَهُ نَجدٌ عَلَيهِ | |
|
| ضَبابٌ تَنتَحيهِ الريحُ ميلُ |
|
إِذا سَبَلُ الغَمامِ دَنا عَلَيهِ | |
|
| يَزِلُّ بِرَيدِهِ ماءٌ زَلولُ |
|
كَأَنَّ شُؤونَهُ لَبّاتُ بُدنٍ | |
|
| خِلافَ الوَبلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُ |
|
لَآبَتهُ الحَوادِثُ أَو لَأَمسى | |
|
| بِهِ فَتقٌ رَوادِفُهُ تَزولُ |
|