رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي |
طِلاَبُ النازحاتِ مِنَ الهمومِ |
وكَم لاقيتُ بَعْدَكِ مِنْ أُمورٍ |
وَأهوالٍ أشُدُّ لها حَزِيمي |
أُكَلِّفُها وَتَعْلَمُ أنّ هَوْئِي |
يُسَارِعُ فِي بُنَى الأمْر الجسيمِ |
وخَصْمٍ قَدْ أقَمْتُ الدَّرْءَ مِنْهُ |
بلا نَزِقِ الخِصَامِ ولا سَؤومِ |
ومولًى قَدْ دفعتُ الضَّيْمِ عَنْهُ |
وقد أمْسى بمنزلَةِ المَضِيمِ |
وَخَرْقٍ قَدْ قَطَعتُ بِيَعْملاَتٍ |
مُمَلاَّتِ المناسم واللّحُومِ |
كَسّاهُنَّ الهواجرُ كلَّ يومٍ |
رَجيِعًا بالمغَابِنِ كالعَصِيمِ |
إذا هَجَدَ القَطَا أفْزَعْنَ مِنْهُ |
أوَامِنَ في مُعَرَّسه الجُثُومِ |
رَحَلْنَ لشُقَّةٍ وَنَصَبْنَ نَصْبًا |
لِوَغْراتِ الهواجِر والسَّمُومِ |
فكنَّ سَفيِنَها وَضَرَبْنَ جَأْشًا |
لخَمْسٍ في مُلَجِّجَةٍ أَزُومِ |
أجَزْتُ إلى مَعَارِفِها بِشُعْثٍ |
وَأطلاحٍ مِن العِيديِّ هِيمِ |
فَخُضْنَ نِيَاطَهَا حَتى أُنِيخَتْ |
على عافٍ مَدَارِجُهُ سَدُومِ |
فَلاَ وأبِيكَ مَا حيٌّ كحيٍّ |
لِجارٍ حلَّ فيهمْ أوْ عَديمِ |
ولا لِلضَّيْف إنْ طَرَقَتْ بَلِيلٌ |
بأفنانِ العِضَاهِ وبَالهَشِيِمِ |
وَرَوُحِّتِ اللِّقَاحُ بِغَيْرِ دَرٍّ |
إلى الحُجُرَاتِ تُعْجِلُ بالرَّسِيمِ |
وَخَوَّدَ فَحْلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ |
بِدَارِ الرِّيحِ تَخْويدَ الظَّليمِ |
إذا ما دَرُّهَا لم يَقْرِ ضيفًا |
ضَمِنَّ لهُ قِراهُ مِن الشُّحومِ |
فَلا نَتَجَاوَزُ العَطِلاَتِ مِنها |
إلى البَكْرِ المُقَارِبِ والكَزُومِ |
ولَكِنَّا نُعِضُّ السيفَ مِنهَا |
بأسْوُقِ عَافيَاتِ اللحمِ كُومِ |
وَكَمْ فينا إذا ما المحلُ أبْدى |
نُحَاس القَوْمِ مِن سَمْحٍ هضُومِ |
يُبَاري الريحَ لَيس بِجانَبِيٍّ |
وَلا دَفِنٍ مُرُوءَتُهُ لئيمِ |
إذا عُدَّ القَديمُ وجدتَ فِينَا |
كرائِمَ مَا يُعَدُّ مِن القدِيمِ |
وجدتَ الجاهَ والآكالَ فِينا |
وَعَاديَّ المآثرِ والأرُومِ |