عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > بدر شاكر السياب > جيكور شابت

العراق

مشاهدة
3082

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جيكور شابت

جيكور شابت
ما نفضت الندى عن ذرى العشب فيها،
ما لثمت الضباب الذي يحتويها
جئتها و الضحى يزرع الشمس في كل حقل وسطح
مثل أعواد قمح.
فر قلبي إليها كطير إلى عشه في الغروب.
هل تراه استعاد الذي مر من عمره كل جرح
وابتسام؟
أبعد انطفاء اللهيب
يستطيع الرماد اتقادا؟ من أين؟ من أي جمره؟
يا صباي الذي كان للكون عطرا وزهورا وتيها...
كأن يومي كعام، تعد المسره
فيه نبضا لقلبي تفجر منها على كل زهره
كانت الأرض تلقي صباها لأول مره...
كأن قابيلها بذرة مستسره...
كان للأرض قلب، أحس به في الدروب
في البساتين في كل نهر يروي بنيها.
آه جيكور جيكور....
ما للضحى كالأصيل
يسحب النور مثل الجناح الكليل؟
ما لأكواخك المقفرات الكئيبه
يحبس الظل فيها نحيبه؟
أين أين الصبايا يوسوسن بين النخيل
عن هوى كالتماع النجوم الغريبه
أو يجررن أذيالهن التي لونتهن أقمار صيف
أو شموس خريفية، عند شط ظليل
والشفاه ابتسامات حب وخوف؟؟؟؟
عجائز أو في القبور ...
عجائز يغزلن حول الصلاء
ويروين، عبر الكرى والفتور،
أقاصيص عن جنة في بيوت خواء،
لأحفادهن اليتامى.
وجيكور شابت وولى صباها
وأمسى هواها
رمادا، إذا ما
تأوهن هزته ريح.
أثارته حتى ارتمى في صداها
هباء وذرا تضيق الصدور
به عن مداها.
أين جيكور؟
جيكور ديوان شعري،
موعد بين ألواح نعشي وقبري
كركرات المياه التي كسر الشمس منها ارتجاف،
والأنين الذي منه كنا نخاف
صاعدا مثل مد تنز القبور
عنه، والشمس تمتص من كل نهر،
ودرابك في الأرض تنقرهن البذور
وهي تنشق في كل فجر
ذكريات ... كما يترك الصوت من ميت
في خيال رنينه
مثل ناي تشظى وأبقي أنينه
إيه جيكور، عندي سؤال، أما تسمعينه؟
هل ترى أنت في ذكرياتي دفينه
أم ترى أنت قبر لها؟ فابعثيها
وابعثيني
وهيهات! ما للصبى من رجوع
إن ماضي قبري وإني قبر ماضي:
موت يمد الحياة الحزينه؟
أم حياة تمد الردى بالدموع؟
ما نفضت الندى عن ذرى العشب فيها
بدر شاكر السياب

جيكور 2/4/1962 جنازتي في الغرفة الجديده تهتف بي أن أكتب القصيده فأكتب ما في دمي وأشطب حتى تلين الفكرة العنيده وغرفتي الجديده واسعة أوسع لي من قبري إذا اعتراني تعب من يقظة فالنوم منها أعذب ينبع حتى من عيون الصخر، حتى من المدفأة الوحيده تقوم في الزاوية البعيده. *** وترفع الجنازة اليابسة المهدمه من رأسها ترنو إلى الجدران والسقف والمرأة والقناني. ما للزوايا مظلمه كأنهن الأرض للإنسان تريد أن تحطمه بالمال والخمور والغواني. والكذب في القلب وفي اللسان، تريد أن تعيده للغابة البليده؟ وصفحة المرآة ما لها تطل خاويه ما أثمرت بغانيه، بالشفة المرجان تنيرها كالشفق العينان كهذه المرآه ستصبح الأرض بلا حياه. وفي الليالي الداجيه، في ذلك السكون ليس فيه إلا الريح العاويه *** وهكذا الشاعر حين يكتب القصيده فلا يراها بالخلود تنبض، سيهدم الذي بني، يقوض أحجارها ثم يمل الصمت والسكونا. وحين تأتي فكرة جديده، يسحبها مثل دثار يحجب العيونا فلا ترى. إن شاء أن يكونا فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض إلا على رمادها المحترق منتثرا في الأفق... وتولد القصيده لندن 10/1/1963
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2006/09/15 02:03:21 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com