هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ | |
|
| أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ |
|
حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً | |
|
| أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ |
|
يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً | |
|
| مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ |
|
فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها | |
|
| رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ |
|
رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت | |
|
| يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ |
|
وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها | |
|
| وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ |
|
إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً | |
|
| بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ |
|
فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ | |
|
| إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ |
|
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ | |
|
| فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ |
|
عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت | |
|
| مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ |
|
قَرواءَ مَقذوفَةٍ بِالنَحضِ يَشعَفُها | |
|
| فَرطُ المِراحِ إِذا كَلَّ المَراسيلُ |
|
وَما يَزالُ لَها شَأوٌ يُوَقِّرُهُ | |
|
| مُحَرَّفٌ مِن سُيورِ الغَرفِ مَجدولُ |
|
إِذا تَجاهَدَ سَيرُ القَومِ في شَرَكٍ | |
|
| كَأَنَّهُ شَطَبٌ بِالسَروِ مَرمولُ |
|
نَهجٍ تَرى حَولَهُ بَيضَ القَطا قُبَصاً | |
|
| كَأَنَّهُ بِالأَفاحيصِ الحَواجيلُ |
|
حَواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَةً | |
|
| لَيسَت عَلَيهِنَّ مِن خوصٍ سَواجيلُ |
|
وَقَلَّ ما في أَساقي القَومِ فَاِنجَرَدوا | |
|
| وَفي الأَداوى بَقِيّاتٌ صَلاصيلُ |
|
وَالعيسُ تُدلَكُ دَلكاً عَن ذَخائِرِها | |
|
| يُنحَزنَ مِنهُنَّ مَحجونٌ وَمركولُ |
|
وَمُزجَياتٍ بِأَكوارٍ مُحَمًّلَةٍ | |
|
| شَوارُهُنَّ خِلالَ القَومِ مَحمولُ |
|
تَهدي الرِكابَ سَلوفٌ غَيرُ غافِلَةٍ | |
|
| إِذا تَوَقَّدَتِ الحِزّانُ وَالميلُ |
|
رَعشاءُ تَنهَضُ بِالذِفرى مُواكِبَةٌ | |
|
| في مِرفَقَيها عَن الدَفَّينِ تَفتيلُ |
|
عَيهَمَةٌ يُنتَحى في الأَرضِ مَنسِمُها | |
|
| كَما اِنتَحى في أَديمِ الصَرفِ إِزميلُ |
|
تَخدي بِهِ قُدُماً طَوراً وَتَرجِعُهُ | |
|
| فَحَدُّهُ مِن وِلافِ القَبضِ مَفلولُ |
|
تَرى الحَصى مُشفَتِرّاً عَن مَناسِمِها | |
|
| كَما تُجَلجِلُ بِالوَغلِ الغَرابيلُ |
|
كَأَنَّها يَومَ وِردِ القَومِ خامِسَةً | |
|
| مُسافِرٌ أَشعَبُ الرَوقَينِ مَكحولُ |
|
مُجتابُ نِصعٍ جَديدٍ فَوقَ نُقبَتِهِ | |
|
| وَلِلقَوائِمِ مِن خالٍ سَراويلُ |
|
مُسَفَّعُ الوَجهِ في أَرساغِهِ خَدَمٌ | |
|
| وَفَوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَينِ تَحجيلُ |
|
باكَرَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ | |
|
| كَأَنَّهُ مِن صِلاءِ الشَمسِ مَملولُ |
|
يَأوي إِلى سَلفَعٍ شَعثاءَ عارِيَةٍ | |
|
| في حِجرِها تَولَبٌ كَالقِردِ مَهزولُ |
|
يُشلي ضَوارِيَ أَشباهاً مُجَوَّعَةً | |
|
| فَلَيسَ مِنها إِذا أُمكِنَّ تَهليلُ |
|
يَتبَعنَ أَشعَثَ كَالسِرحانِ مُنصَلِتاً | |
|
| لَهُ عَلَيهِنَّ قَيدَ الرُمحِ تَمهيلُ |
|
فَضَمَّهُنَّ قَليلاً ثُمَّ هاجَ بِها | |
|
| سُفعٌ بِآذانِها شَينٌ وَتَنكيلُ |
|
فَاِستَثبَتَ الرَوعُ في إِنسانِ صادِقَةٍ | |
|
| لَم تَجرِ مِن رَمَدٍ فيها المَلاميلُ |
|
فَاِنصاعَ وَاِنصَعنَ يَهفو كُلُّها سَدِكٌ | |
|
| كَأَنَّهُنَّ مِنَ الضُمرِ المَزاجيلُ |
|
فَاِهتَزَّ يَنقُضُ مَدرِيَّينِ قَد عَتُقا | |
|
| مُخاوِضٌ غَمَراتِ المَوتِ مَخذولُ |
|
شَرَوى شَبيهَينِ مَكروباً كُعوبُهُما | |
|
| في الجَنبَتَينِ وَغى الأَطرافِ تَأسيلُ |
|
كِلاهُما يَبتَغي نَهكَ القِتالِ بِهِ | |
|
| إِنَّ السِلاحَ غَداةَ الرَوعِ مَحمولُ |
|
يُخالِسُ الطَعنَ إيشاغاً عَلى دَهَشٍ | |
|
| بِسَلهَبٍ سِنخُهُ في الشَأنِ مَمطولُ |
|
حَتّى إِذا مَضَّ طَعناً في جَواشِنِها | |
|
| وَروقُهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مَعلولُ |
|
وَلّى وَصُرِّعنَ في حَيثُ اِلتَبَسنَ بِهِ | |
|
| مُضَرَّجاتٌ بِأَجراحٍ وَمَقتولُ |
|
كَأَنَّهُ بَعدَ ما جَدَّ النَجاءُ بِهِ | |
|
| سَيفٌ جَلا مَتنَهُ الأَصناعُ مَسلولُ |
|
مُستَقبِلَ الريحِ يَهفو وَهوَ مُبتَرِكٌ | |
|
| لِسانُهُ عَن شِمالِ الشِدقِ مَعدولُ |
|
يَخفي التُرابَ بِأَظلافٍ ثَمانِيَةٍ | |
|
| في أَربَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرضَ تَحليلُ |
|
مُرَدَّفاتٍ عَلى أَطرافِها زَمَعٌ | |
|
| كَأَنَّها بِالعُجاياتِ الثَآليلُ |
|
لَهُ جَنابانِ مِن نَقعٍ يُثَوِّرُهُ | |
|
| فَفَرجُهُ مَن حَصى المَعزاءِ مَكلولُ |
|
وَمَنهَلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ | |
|
| مِمّا تَسوقُ إِلَيهِ الريحُ مَجلولُ |
|
كَأَنَّهُ في دِلاءِ القَومِ إِذ نَهَزوا | |
|
| حَمٌّ عَلى وَدَكٍ في القِدرِ مَجمولُ |
|
أَورَدتُهُ القَومَ قَد رانَ النُعاسُ بِهِم | |
|
| فَقُلتُ إِذ نَهِلوا مِن جَمِّهِ قيلوا |
|
حَدَّ الظَهيرَةِ حَتّى تَرحَلوا أُصُلاً | |
|
| إِنَّ السِقاءَ لَهُ رَمٌّ وَتَبليلُ |
|
لَمّا وَرَدنا رَفَعنا ظِلَّ أَردِيَةٍ | |
|
| وَفارَ بِاللَحمِ لِلقَومِ المَراجيلُ |
|
وَرداً وَأَشقَرَ لَم يُنهِئهُ طابِخُهُ | |
|
| ما غَيَّرَ الغَليُ مِنهُ فَهوَ ماكولُ |
|
ثُمِّتَ قُمنا إِلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ | |
|
| أَعرافُهُنَّ لِأَيدينا مَناديلُ |
|
ثُمَّ اِرتَحَلنا عَلى عيسٍ مُخَدَّمَةٍ | |
|
| يُزجي رَواكِعَها مَرنٌ وَتَنعِيلُ |
|
يَدلَحنَ بِالماءِ في وُفرٍ مُخَرِّبَةٍ | |
|
| مِنها حَقائِبُ رُكبانٍ وَمعدولُ |
|
نَرجو فَواضِلَ رَبٍّ سَيبُهُ حَسَنٌ | |
|
| وَكُلُّ خَيرٍ لَدَيهِ فَهوَ مَقبولُ |
|
رَبٌّ حَبانا بِأَموالٍ مُخَوَّلَةٍ | |
|
| وَكُلُّ شَيءٍ حَباهُ اللَهُ تَخويلُ |
|
وَالمَرءُ ساعٍ لِأَمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ | |
|
| وَالعَيشُ شُحٌّ وَإِشفاقٌ وَتَأميلُ |
|
وَعازِبٍ جادَهُ الوَسمِيُّ في صَفَرٍ | |
|
| تَسري الذِهابُ عَلَيهِ فَهوَ مَوبولُ |
|
وَلَم تَسَمَّع بِهِ صَوتاً فَيُفزِعَها | |
|
| أَوابِدُ الرُبدِ وَالعينُ المَطافيلُ |
|
كَأَنَّ أَطفالَ خيطانِ النَعامِ بِهِ | |
|
| بَهمٌ مُخالِطُهُ الحَفّانُ وَالحولُ |
|
أَفزَعتُ مِنهُ وُحوشاً وَهيَ ساكِنَةٌ | |
|
| كَأَنَّها نَعَمٌ في الصُبحِ مَشلولُ |
|
بِساهِمِ الوَجهِ كَالسِرحانِ مُنصَلِتٍ | |
|
| طِرفٍ تَكامَلَ فيهِ الحُسنُ وَالطولُ |
|
خاظي الطَريقَةِ عُريانٍ قَوائِمُهُ | |
|
| قَد شَفَّهُ مِن رُكوبِ البَردِ تَذبيلُ |
|
كَأَنَّ قُرحَتَهُ إِذ قامَ مُعتَدِلاً | |
|
| شَيبٌ يُلَوَّحُ بِالحِنّاءِ مَغسولُ |
|
إِذا أُبِسَّ بِهِ في الأَلفِ بَرَّزَهُ | |
|
| عوجٌ مُرَكَّبَةٌ فيها بَراطيلُ |
|
يَغلو بِهِنَّ وَيَثني وَهوَ مُقتَدِرٌ | |
|
| في كَفتِهِنَّ إِذا اِستَرغَبنَ تَعجيلُ |
|
وَقَد غَدَوتُ وَقَرنُ الشَمسِ مُنفَتِقٌ | |
|
| وَدونَهُ مِن سَوادِ اللَيلِ تَجليلُ |
|
إِذ أَشرَفَ الديكُ يَدعو بَعضَ أُسرَتِهِ | |
|
| لَدى الصَباحِ وَهُم قَومٌ مَعازيلُ |
|
إِلى التِجارِ فَأَعداني بِلِذَّتِهِ | |
|
| رِخوُ الإِزارِ كَصَدرِ السَيفِ مَشمولُ |
|
خِرقٌ يَجِدُّ إِذا ما الأَمرُ جَدَّ بِهِ | |
|
| مُخالِطُ اللَهوِ وَاللَذّاتِ ضِلّيلُ |
|
حَتّى اِتَّكَأنا عَلى فُرشٍ يُزَيِّنُها | |
|
| مِن جَيِّدِ الرَقمِ أَزواجٌ تَهاويلُ |
|
فيها الدَجاجُ وَفيها الأُسدُ مُخدِرَةً | |
|
| مِن كُلِّ شَيءٍ يُرى فيها تَماثيلُ |
|
في كَعبَةٍ شادَها بانٍ وَزَيَّنَها | |
|
| فيها ذُبالٌ يُضيءُ اللَيلَ مَفتولُ |
|
لَنا أَصيصٌ كَجِذمِ الحَوضِ هَدَّمَهُ | |
|
| وَطءُ العِراكِ لَدَيهِ الزِقُّ مَغلولُ |
|
وَالكوبُ أَزهَرُ مَعصوبٌ بِقُلَّتِهِ | |
|
| فَوقَ السِياعِ مِنَ الرَيحانِ إِكليلُ |
|
مُبَرَّدٌ بِمِزاجِ الماءِ بَينَهُما | |
|
| حُبٌّ كَجَوزِ حِمارِ الوَحشِ مَبزولُ |
|
وَالكوبُ مَلآنُ طافٍ فَوقَهُ زَبَدٌ | |
|
| وَطابَقُ الكَبشِ في السَفّودِ مَخلولُ |
|
يَسعى بِهِ مِنصَفٌ عَجلانُ مُنتَطِقٌ | |
|
| فَوقَ الخِوانِ وَفي الصاعِ التَوابيلُ |
|
ثُمَّ اِصطَبَحتُ كُمَيتاً قَرقَفاً أُنُفاً | |
|
| مِن طَيِّبِ الراحِ وَاللَذّاتُ تَعليلُ |
|
صِرفاً مِزاجاً وَأَحياناً يُعَلِّلُنا | |
|
| شِعرٌ كَمُذهَبَةِ السَمّانِ مَحمولُ |
|
تُذري حَواشِيَهُ جَيداءُ آنِسَةٌ | |
|
| في صَوتِها لِسَماعِ الشَربِ تَرتيلُ |
|
تَغدو عَلَينا تُلَهّينا وَنُصفِدُها | |
|
| تُلقى البُرودُ عَلَيها وَالسَرابيلُ |
|