ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ | |
|
| وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ |
|
وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها | |
|
| في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ |
|
وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ | |
|
| فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ |
|
وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً | |
|
| تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ |
|
وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ | |
|
| مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ |
|
وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ | |
|
| كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ |
|
أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا | |
|
| بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ |
|
أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ | |
|
| أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ |
|
أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ | |
|
| أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ |
|
أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً | |
|
| في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ |
|
وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها | |
|
| فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ |
|
قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم | |
|
| إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا |
|
فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم | |
|
| مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا |
|
وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً | |
|
| وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ |
|
وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ | |
|
| هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا |
|
إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا | |
|
| وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا |
|
وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم | |
|
| لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا |
|
وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها | |
|
| أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ |
|
وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها | |
|
| فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ |
|
وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها | |
|
| أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا |
|
أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا | |
|
| وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا |
|
إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا | |
|
| أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ |
|
إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم | |
|
| فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ |
|
حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ | |
|
| لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ |
|
حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ | |
|
| نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ |
|
حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا | |
|
| وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ |
|
أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم | |
|
| ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا |
|
فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً | |
|
| فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ |
|
فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا | |
|
| فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ |
|
وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم | |
|
| فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ |
|
أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم | |
|
| مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا |
|
فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ | |
|
| فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ |
|