تَعَمَّدتُ قَتلي في الهَوى وَتَعَمَّدا | |
|
| فَما أَثِمَت عَيني وَلا لَحظُهُ اِعتَدى |
|
كِلانا لَهُ عُذرٌ فَعُذري شَبيبَتي | |
|
| وَعُذرُكَ أَنّي هِجتُ سَيفاً مُجَرَّدا |
|
هَوينا فَما هُنّا كَما هانَ غَيرُنا | |
|
| وَلَكِنَّنا زِدنا مَعَ الحُبِّ سُؤدُدا |
|
وَما حَكَمَت أَشواقُنا في نُفوسِنا | |
|
| بِأَيسَرَ مِن حُكمِ السَماحَةِ وَالنَدى |
|
نُفوسٌ لَها بَينَ الجُنوبِ مَنازِلٌ | |
|
| بَناها التُقى وَاِختارَها الحُبُّ مَعبَدا |
|
وَفَتّانَةٍ أَوحى إِلى القَلبِ لَحظُها | |
|
| فَراحَ عَلى الإيمانِ بِالوَحيِ وَاِغتَدى |
|
تَيَمَّمتُها وَاللَيلُ في غَيرِ زَيِّهِ | |
|
| وَحاسِدُها في الأُفقِ يُغري بِيَ العِدا |
|
سَرَيتُ وَلَم أَحذَر وَكانوا بِمَرصَدٍ | |
|
| وَهَل حَذِرَت قَبلي الكَواكِبُ رُصَّدا |
|
فَلَمّا رَأَوني أَبصَروا المَوتَ مُقبِلاً | |
|
| وَما أَبصَروا إِلّا قَضاءً تَجَسَّدا |
|
فَقالَ كَبيرُ القَومِ قَد ساءَ فَألُنا | |
|
| فَإِنّا نَرى حَتفاً بِحَتفٍ تَقَلَّدا |
|
فَلَيسَ لَنا إِلّا اِتِّقاءُ سَبيلِهِ | |
|
| وَإِلّا أَعَلَّ السَيفَ مِنّا وَأَورَدا |
|
فَغَطّوا جَميعاً في المَنامِ لِيَصرِفوا | |
|
| شَبا صارِمي عَنهُم وَقَد كانَ مُغمَدا |
|
وَخُضتُ بِأَحشاءِ الجَميعِ كَأَنَّهُم | |
|
| نِيامٌ سَقاهُم فاجِئُ الرُعبِ مُرقِدا |
|
وَرُحتُ إِلى حَيثُ المُنى تَبعَثُ المُنى | |
|
| وَحَيثُ حَدا بي مِن هَوى النَفسِ ما حَدا |
|
وَحَيثُ فَتاةُ الخِدرِ تَرقُبُ زَورَتي | |
|
| وَتَسأَلُ عَنّي كُلَّ طَيرٍ تَغَرَّدا |
|
وَتَرجو رَجاءَ اللِصِّ لَو أَسبَلَ الدُجى | |
|
| عَلى البَدرِ سِتراً حالِكَ اللَونِ أَسوَدا |
|
وَلَو أَنَّهُم قَدّوا غَدائِرَ فَرعِها | |
|
| فَحاكوا لَهُ مِنها نِقاباً إِذا بَدا |
|
فَلَمّا رَأَتني مُشرِقَ الوَجهِ مُقبِلاً | |
|
| وَلَم تَثنِني عَن مَوعِدي خَشيَةُ الرَدى |
|
تَنادَت وَقَد أَعجَبتُها كَيفَ فُتَّهُم | |
|
| وَلَم تَتَّخِذ إِلّا الطَريقَ المُعَبَّدا |
|
فَقُلتُ سَلي أَحشاءَهُم كَيفَ رُوِّعَت | |
|
| وَأَسيافَهُم هَل صافَحَت مِنهُم يَدا |
|
فَقالَت أَخافُ القَومَ وَالحِقدُ قَد بَرى | |
|
| صُدورُهُمُ أَن يَبلُغوا مِنكَ مَقصِدا |
|
فَلا تَتَّخِذ عِندَ الرَواحِ طَريقَهُم | |
|
| فَقَد يُقنَصُ البازي وَإِن كانَ أَصيَدا |
|
فَقُلتُ دَعي ما تَحذَرينَ فَإِنَّني | |
|
| أُصاحِبُ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ أَيِّدا |
|
فَمالَت لِتُغريني وَمالَأَها الهَوى | |
|
| فَحَدَّثتُ نَفسي وَالضَميرُ تَرَدَّدا |
|
أَهُمُّ كَما هَمَّت فَأَذكُرُ أَنَّني | |
|
| فَتاكَ فَيَدعوني هُداكَ إِلى الهُدى |
|
كَذَلِكَ لَم أَذكُركَ وَالخَطبُ يَلتَقي | |
|
| بِهِ الخَطبُ إِلّا كانَ ذِكرُكَ مُسعِدا |
|
أَميرَ القَوافي إِن لي مُستَهامَةً | |
|
| بِمَدحٍ وَمَن لي فيكَ أَن أَبلُغَ المَدى |
|
أَعِرني لِمَدحيكَ اليَراعَ الَّذي بِهِ | |
|
| تَخُطُّ وَأَقرِضني القَريضَ المُسَدَّدا |
|
وَمُر كُلَّ مَعنىً فارِسِيٍّ بِطاعَتي | |
|
| وَكُلَّ نُفورٍ مِنهُ أَن يَتَوَدَّدا |
|
وَهَبنِيَ مِن أَنوارِ عِلمِكَ لَمعَةً | |
|
| عَلى ضَوئِها أَسري وَأَقفو مَنِ اِهتَدى |
|
وَأَربو عَلى ذاكَ الفَخورِ بِقَولِهِ | |
|
| إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدا |
|
سَلَبتَ بِحارَ الأَرضِ دُرَّ كُنوزِها | |
|
| فَأَمسَت بِحارُ الشِعرِ لِلدُرِّ مَورِدا |
|
وَصَيَّرتَ مَنثورَ الكَواكِبَ في الدُجى | |
|
| نَظيماً بِأَسلاكِ المَعاني مُنَضَّدا |
|
وَجِئتَ بِأَبياتٍ مِنَ الشِعرِ فُصِّلَت | |
|
| إِذا ما تَلَوها أُلقِيَ الناسُ سُجَّدا |
|
إِذا ذَكَروا مِنهُ النَسيبَ رَأَيتَنا | |
|
| وَداعي الهَوى مِنّا أَقامَ وَأَقعَدا |
|
وَإِن ذَكَروا مِنهُ الحَماسَ حَسِبتَنا | |
|
| نَرى الصارِمَ المَخضوبَ خَدّاً مُوَرَّدا |
|
وَلَو أَنَّني نافَرتُ دَهري وَأَهلَهُ | |
|
| بِفَخرِكَ ما أَبقَيتُ في الناسِ سَيِّدا |
|