قِفا تَعرِفا بَينَ الرَحى فَقُراقِرٍ | |
|
| مَنازِلَ قَد أَقوَينَ مِن أُمِّ نَوفَلِ |
|
تَهادَت بِها هوجُ الرِياحِ كَأَنَّما | |
|
| أَجَلنَ الَّذي اِستودِعنَ مَنها بِمُنخُلِ |
|
مَنازِلُ يُبكينَ الفَتى فَكَأَنَّما | |
|
| تَسُحُّ بِغَربَي ناضِحٍ فَوقَ جَدوَلِ |
|
يَسُحّانِ ماءَ البِئرِ عَن ظَهرِ شارِفٍ | |
|
| بِأَمراسِ كَتّانٍ وَقِدٍّ مُوَصَّلِ |
|
كَما سالَ صَفوانٌ بِماءِ سَحابَةٍ | |
|
| عَلَت رَصَفاً وَاِستَكرَهَت كُلَّ مَحفِلِ |
|
تَراءَت لَها جِنِّيَّةٌ في مَساجِدٍ | |
|
| وَثَوبَي حَريرٍ فَوقَ مِرطٍ مُرَحَّلِ |
|
وَأَهلَلتُ لَمّا أَن عَرَفتُ بِأَنَّهُ | |
|
| عَلى الشَحطِ طَيفٌ مِن حَبيبٍ مُؤَمَّلِ |
|
وَحَلَّت بِأَرضِ المُنحَنى ثُمَّ أَصعَدَت | |
|
| بِعُقدَةَ أَو حَلَّت بِأَرضِ المُكَلَّلِ |
|
يَحُلُّ بِعِرقٍ أَو يَحُلُّ بِعَرعَرٍ | |
|
| فَفاءَت مَزارَ الزائِرِ المُتَدَلِّلِ |
|
وَخَرقٍ كَأَهدامِ العَباءِ قَطَعتُهُ | |
|
| بَعيدَ النِياطِ بَينَ قُفٍّ وَأَرمُلِ |
|
بِناجِيَةٍ وَجناءَ تَستَلِبُ القَطا | |
|
| أَفاحيصُهُ زَجري إِذا التَفَتَت حَلي |
|
وَنَحنُ قُعودٌ في الجَلاميدِ بَعدَما | |
|
| مَضى نِصفُ لَيلٍ بَعدَ لَيلٍ مُلَيَّلِ |
|
لَقَطنَ مِن الصَحراءِ وَالقاعِ قُرزُحاً | |
|
| لَهُ قُبَصٌ كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ |
|
إِذا صَدَرَت عَن مَنهَلٍ بَعدَ مَنهَلٍ | |
|
| إِلى مَنهَلٍ تَردي بِأَسمَرَ مُعمَلِ |
|
لَها مُقلَتا وَحشِيَّةٍ أُمِّ جُؤذَرٍ | |
|
| وَأَتلَعُ نَهّاضٌ مُقَلَّدُ جُلجُلِ |
|
إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبيطِ وَتامِكٍ | |
|
| عَلى صُلبِها كَأَنَّهُ نَصبُ مِجدَلِ |
|
وَإِنّي لَأَشوي لِلصِحابِ مَطِيَّتي | |
|
| إِذا نَزَلوا وَحشاً إِلى غَيرِ مَنزِلِ |
|
فَباتوا شِباعاً يَدهِنونَ قِسِيَّهُم | |
|
| لَهُم مِجلَدٌ مِنها وَعَلَّقتُ أَحبُلي |
|
وَأَضحَت عَلى أَعجازِ عوجٍ كَأَنَّها | |
|
| قِسِيُّ سَراءٍ قُرِّمَت لَم تُعَطَّلِ |
|
وَعَرجَلَةٍ مِثلِ السُيوفِ رَدَدتُها | |
|
| غَداةَ الصَباحِ بِالكَمِيِّ المُجَدَّلِ |
|
وَأَيسارِ صِدقٍ قَد أَفَدتُ جَزورَهُم | |
|
| بِذي أَوَدٍ خَبشِ المَذاقَةِ مُسبِلِ |
|
حِسانُ الوُجوهِ ما تُذَمُّ لِحامُهُم | |
|
| إِذا الناسُ حَلّوا جِزعَ حَمضٍ مُجَذَّلِ |
|
وَأَلوَت بِريعانِ الكَنيفِ وَزَعزَعَت | |
|
| رُؤوسَ العِضاهِ مِن نَوافِحَ شَمأَلِ |
|
تَرى أَثَرَ العافينَ حَولَ جِفانِهِم | |
|
| كَما اِختَلَفَت وِرداً مَناسِمُ هُمَّلِ |
|
عَلى حَوضِها بِالجَوِّ جَوِّ قُراقِرٍ | |
|
| إِذا رَوِيَت مِن مَنهَلٍ لَم تَحَوَّلِ |
|
أَلا تِلكَ أَخلاقُ الفَتى قَد أَتَيتُها | |
|
| فَلا تَسأَلوني وَاِسأَلوا كُلَّ مُبتَلي |
|
غَداةَ بَني عَبسٍ بِنا إِذ تَنازَلوا | |
|
| بِكُلِّ رَقيقِ الحَدِّ لَم يَتَفَلَّلِ |
|
مِنَ الحَيِّ إِذ هَرَّت مَعَدٌّ كَتيبَةً | |
|
| مُظاهِرَةً نَسجَ الحَديدِ المُسَربَلِ |
|
إِذا نَزَلَت في دارِ حَيٍّ بَرَتهُمُ | |
|
| وَأَحمَت عَلَيهِم كُلَّ مَبدىً وَمَنهَلِ |
|
أَقَمنا لَهُم فيها سَنابِكَ خَيلِنا | |
|
| بِضَربٍ يَفُضُّ الدارِعينَ مُنَكَّلِ |
|
إِلى اللَيلِ حَتّى ما تَرى غَيرَ مُسلَمٍ | |
|
| قَتيلٍ وَمَجموعِ اليَدَينِ مُسَلسَلِ |
|
وَنَحنُ قَتَلنا الأَجدَلَينِ وَمالِكاً | |
|
| أَبا مُنذِرٍ وَالجَمعُ لَم يَتَزَيَّلِ |
|
وَقُرصاً أَزالَتهُ الرِماحُ كَأَنَّما | |
|
| تَرامَت بِهِ مِن حالِقٍ فَوقَ مَهيَلِ |
|
وَحُجراً قَتَلنا عُنوَةً فَكَأَنَّما | |
|
| هَوى مِن حَفافي صَعبَةِ المُتَنَزَّلِ |
|
فَما أَفلَحَت في الغَزوِ كِندَةُ بَعدَها | |
|
| وَلا أَدرَكوا مِثقالَ حَبَّةِ خَردَلِ |
|
سِوى كَلِماتٍ مِن أَغانِيِّ شاعِرٍ | |
|
| وَقَتلى تَمَنّى قَتلَها لَم تُقَتَّلِ |
|
وَنَحنُ قَتَلنا بِالفُراتِ وَجِزعِهِ | |
|
| عَدِيّاً فَلَم يُكسَر بِهِ عودُ حَرمَلِ |
|
فَلَم أَرَ حَيّاً مِثلَهُم حينَ أَقبَلوا | |
|
| وَلَم أَرَ حَيّاً مِثلَنا أَهلَ مَنزِلِ |
|
فَقُلنا أَقيموا إِنَّهُ يَومَ مَأقِطٍ | |
|
| قِسِيٌّ تَبُذُّ المُقرِفينَ مُعَضَّلِ |
|
بِأَيديهِمُ هِندِيَّةٌ تَختَلي الطُلى | |
|
| كَما فَضَّ جاني حَنظَلٍ نَضرَ حَنظَلِ |
|
بِكُلِّ فَتىً يَعصى بِكُلِّ مُهَنَّدٍ | |
|
| نَدٍ غَيرِ مِبطانِ العَشِيّاتِ عَثجَلِ |
|
كَعِجلِ الهِجانِ الأَدمِ لَيسَ بِرُمَّحٍ | |
|
| وَلا شِنَجٍ كَزِّ الأَنامِلِ زُمَّلِ |
|
وَمِن لا تَكُن عادِيَّةٌ يُهتَدى بِها | |
|
| لِوالِدِهِ يُفخَر عَلَيهِ وَيُفسَلِ |
|
عَزَزنا فَما لِلمَجدِ مِن مُتَحَوَّلٍ | |
|
| سِوى أَهلِهِ مِن آخَرينَ وَأُوَّلِ |
|
وَقَد عَلِمَت عُليا مَعَدٍّ بِأَنَّنا | |
|
| عَلى الهَولِ أَهلُ الراكِبِ المُتَغَلغِلِ |
|