أَتَهجُرُ نُعماً أَم تُديمُ لَها وَصلا | |
|
| وَكَم صَرَمَت نُعمٌ لِذي خُلَّةٍ حَبلا |
|
إِذا أَنتَ عَزَّيتَ الفُؤادَ عَن الصِبا | |
|
| تَذَكَّرتَ مِنها الأُنسَ وَالمَنطِقَ الرِسلا |
|
وذا أُشُرٍ عَذباً تَرِفُّ غُروبُهُ | |
|
| وسالِفَةً في طولِها جُدِلَت جَدلا |
|
وَنَحراً كَفاثورِ اللُجَينِ وَناهِداً | |
|
| وَبَطناً كَغِمدِ السَيفِ لَم يَدرِ ما الحَملا |
|
فَاِن تَكُ نُعمٌ صَرَّمتَني فَاِنَّها | |
|
| تَريشُ وَتَبرى لي إِذا جِئتُها النَبلا |
|
تَبَدّى فَتَدنو ثُمَّ تَنأى بِوَصلِها | |
|
| لِتَبلُغَ مِني أَو لِتَقتُلَني قَتلا |
|
فَما الحَبلُ مِن نُعمٍ بِباقٍ جَديدَهُ | |
|
| وَلا كائِنٍ إِلّا المَواعيدَ وَالمَطلا |
|
وَردَ قيانُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلُوا | |
|
| لِبَينِهِمُ أُدماً مُخَيّسَةً بُزلا |
|
رَفَعنَ غَداةَ البَينِ خَزّاً وَيُمنَةً | |
|
| وَأَكسِيَةً الديباجِ مُبطَنَةً خَملا |
|
عَلى كُلِّ فَتلاءِ الذراعينِ جَمرَةٍ | |
|
| تَمرُّ عَلى الحاذَينِ مطَّرِداً جَثلا |
|
وَأَصهَبَ نَضاحِ المَقَذِّ مُفَرَّجٍ | |
|
| جُلالٍ عَلى الحِزّانِ يَستَضلِعُ الحِملا |
|
فَأتَبَعتُ عَينيَّ الحُمولَ صَبابَةً | |
|
| وَشَوقاً وَقَد جاوَزنَ مِن عالِجٍ رَملا |
|
عِظامَ مَغيلِ الهامِ غُلباً رِقابُها | |
|
| مُعَرَّقَةَ الأَلحى يَمانِيَةً هُدلا |
|
إِذا اِحتَثَّها الحادي القَبيصُ تَجاسَرَت | |
|
| دَوامِجَ بِالمَوماةِ تَحسِبُها نَخلا |
|
ظَعائِنُ مِن أَوسٍ وَعُثمانَ كَالدُمى | |
|
| حَواصِنُ لَم يُخزِينَ عَمّاً وَلا بَغلا |
|
أوانسُ أَتراب وَعينٌ كَأَنها | |
|
| نِعاجُ الصريمِ أَو طَنَت بِالرُبا بَقلا |
|
أَوانِسُ يَركُضنَ المُروطَ كَأَنَّما | |
|
| يَطَأنَ إِذا اِستَوسَقنَ في جَدَدٍ وَحلا |
|
فيا أَيُّها المَرءُ الَّذي لَيسَ صامِتاً | |
|
| وَلا ناطِقاً إِن قالَ فَصلاً وَلا عَدلا |
|
إِذا قُلتَ فَاِعلَم ما تَقولُ ولا تَكُن | |
|
| كَحاطِبِ لَيلٍ يِجمَعُ الدِقَّ والجَزلا |
|
مُزَينَةُ قَومي إِن سَأَلتَ فَاِنَّهُم | |
|
| لَهُم عِزَّةٌ لا تَستَطيعُ لَها نَقلا |
|
وَلَو سِرتَ حَتّى مَطلَعِ الشَمسِ لَم تَجِد | |
|
| لِقَومٍ عَلى قَومي وَإِن كَرمُوا فَضلا |
|
أَعَفَّ وَأَوفى بِالصَباحِ فَوارِساً | |
|
| إِذا الخَيلُ جالَت في أَعِنَّتِها قُبلا |
|
نَقولُ فَيُرضى قَولُنا وَنُعينُهُ | |
|
| وَنَحنُ أُناسٌ نُحسِنُ القِيلَ وَالفِعلا |
|
وَنَحنُ نَفَينا عَن تِهامَةَ بِالقَنا | |
|
| وِبالَجُردِ يَمعَلنَ الرَقاقَ بِنا مَعلا |
|
مُدَرَّبَةً قُبَّ البُطونِ تَرى لَها | |
|
| مُتوناً طِوالاً أَدمِجَت وَشَوى عَبلا |
|
إِذا اِمتُرِيَت بِالقِدِّ جاشَت وَاَزبَدَت | |
|
| وَإِن واضَخَت تَعريبَها وبَلَت وَبلا |
|
لِكُلِّ فَتىً رِخوِ النِجادِ سمَيدَعٍ | |
|
| وَأَشمَطَ لَم يُخلَق جَباناً وَلا وَغلا |
|
بِأَيديهِمُ سُمرُ المُتونِ مَوارِنٌ | |
|
| وَمَشهورَةٌ هِندِيَّةٌ أُخضِلَت صَقلا |
|
إِذا ما فَرَغنا مِن قِراعِ كَتيبَةٍ | |
|
| نَصَبنا إِلى أُخرى تَكونُ لَنا شُغلا |
|
فَكَم مِن عَدُوٍّ قَد أَباحَت رِماحُنا | |
|
| وَكَم مِن صَديقٍ نالَ مِن سَيبِنا سَجلا |
|