قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ | |
|
| وَغالَبتُ فيكَ الشَوقَ وَهوَ قَديرُ |
|
وَأَنشَأتُ في صَدري لِحُسنِكَ دَولَةً | |
|
| لَها الحُبُّ جُندٌ وَالوَلاءُ سَفيرُ |
|
فُؤادي لَها عَرشٌ وَأَنتَ مَليكُهُ | |
|
| وَدونَكَ مِن تِلكَ الضُلوعِ سُتورُ |
|
وَما اِنتَقَضَت يَوماً عَلَيكَ جَوانِحي | |
|
| وَلا حَلَّ في قَلبي سِواكَ أَميرُ |
|
كَتَمتُ فَقالوا شاعِرٌ يُنكِرُ الهَوى | |
|
| وَهَل غَيرُ صَدري بِالغَرامِ خَبيرُ |
|
وَلَو شِئتُ أَذهَلتُ النُجومَ عَنِ السُرى | |
|
| وَعَطَّلتُ أَفلاكاً بِهِنَّ تَدورُ |
|
وَأَشعَلتُ جِلدَ اللَيلِ مِنّي بِزَفرَةٍ | |
|
| غَرامِيَّةٍ مِنها الشَرارُ يَطيرُ |
|
وَلَكِنَّني أَخفَيتُ ما بي وَإِنَّما | |
|
| لِكُلِّ غَرامٍ عاذِلٌ وَعَذيرُ |
|
أَرى الحُبَّ ذُلّاً وَالشِكايَةَ ذِلَّةً | |
|
| وَإِنّي بِسَترِ الذِلَّتَينِ جَديرُ |
|
وَلي في الهَوى شِعرانِ شِعرٌ أُذيعُهُ | |
|
| وَآخَرُ في طَيِّ الفُؤادِ سَتيرُ |
|
وَلَولا لَجاجُ الحاسِدينَ لَما بَدا | |
|
| لِمَكنونِ سِرّي في الغَرامِ ضَميرُ |
|
وَلا شَرَعَت هَذا اليَراعَ أَنامِلي | |
|
| لِشَكوى وَلَكِنَّ اللَجاجَ يُثيرُ |
|
عَلى أَنَّني لا أَركَبُ اليَأسَ مَركَباً | |
|
| وَلا أُكبِرُ البَأساءَ حينَ تُغيرُ |
|
فَكَم حادَ عَنّي الحَينُ وَالسَيفُ مُصلَتٌ | |
|
| وَهانَ عَلَيَّ الأَمرُ وَهوَ عَسيرُ |
|
وَكَم لَمحَةٍ في غَفلَةِ الدَهرِ نَفَّسَت | |
|
| هُموماً لَها بَينَ الضُلوعِ سَعيرُ |
|
فَقَد يَشتَفي الصَبُّ السَقيمُ بِزَورَةٍ | |
|
| وَيَنجو بِلَفظٍ عاثِرٌ وَأَسيرُ |
|
عَسى ذَلِكَ العامُ الجَديدُ يَسُرُّني | |
|
| بِبُشرى وَهَل لِلبائِسينَ بَشيرُ |
|
وَيَنظُرُ لي رَبُّ الأَريكَةِ نَظرَةً | |
|
| بِها يَنجَلي لَيلُ الأَسى وَيُنيرُ |
|
مَليكٌ إِذا غَنّى اليَراعُ بِمَدحِهِ | |
|
| سَرَت بِالمَعالي هِزَّةٌ وَسُرورُ |
|
أَمَولايَ إِنَّ الشَرقَ قَد لاحَ نَجمُهُ | |
|
| وَآنَ لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ |
|
تَفاءَلَ خَيراً إِذ رَآكَ مُمَلَّكا | |
|
| وَفَوقَكَ مِن نورِ المُهَيمِنِ نورُ |
|
مَضى زَمَنٌ وَالغَربُ يَسطو بِحَولِهِ | |
|
| عَلَيَّ وَما لي في الأَنامِ ظَهيرُ |
|
إِلى أَن أَتاحَ اللَهُ لِلصَقرِ نَهضَةً | |
|
| فَفَلَّت غِرارَ الخَطبِ وَهوَ طَريرُ |
|
جَرَت أُمَّةُ اليابانِ شَوطاً إِلى العُلا | |
|
| وَمِصرٌ عَلى آثارِها سَتَسيرُ |
|
وَلا يُمنَعُ المِصرِيُّ إِدراكَ شَأوِها | |
|
| وَأَنتَ لِطُلّابِ العَلاءِ نَصيرُ |
|
فَقِف مَوقِفَ الفاروقِ وَاُنظُر لِأُمَّةٍ | |
|
| إِلَيكَ بِحَبّاتِ القُلوبِ تُشيرُ |
|
وَلا تَستَشِر غَيرَ العَزيمَةِ في العُلا | |
|
| فَلَيسَ سِواها ناصِحٌ وَمُشيرُ |
|
فَعَرشُكَ مَحروسٌ وَرَبُّكَ حارِسٌ | |
|
| وَأَنتَ عَلى مُلكِ القُلوبِ أَميرُ |
|