ذَكَرتُ أَخي المُخَوَّلَ بَعدَ يَأسٍ | |
|
| فَهاجَ عَلَيَّ ذِكراهُ اِشتِياقي |
|
فَلا أَنسى أَخي ما دُمتُ حَيّاً | |
|
| وَإِخواني بِأَقرِيَةِ العَناقِ |
|
فَوارِسُنا بِدارَأَ ذي قِساءٍ | |
|
| وَأَيسارُ الهَرِيَّةِ وَالطِراقِ |
|
يَجُرّونَ الفِصالَ إِلى النَدامى | |
|
| بِرَوضِ الحَزنِ مِن كَنَفَي أُفاقِ |
|
وَيُغلونَ السِباءَ إِذا لَقوهُ | |
|
| بِرُبعِ الخَيلِ وَالشَولِ الحِقاقِ |
|
إِذا اِتَّصَلوا وَقالوا يالَ غَرفٍ | |
|
| وَراحوا في المُحَبَّرةِ الرِقاقِ |
|
أَجابَكَ كُلُّ أَروَعَ شَمَّرِيٌّ | |
|
| رَخِيُّ البالِ مُنطَلِقُ الخَناقِ |
|
أُناسٌ صالحونَ نَشَأتُ فيهُم | |
|
| فَأَودَوا بَعدَ إِلفٍ وَاِتِّساقِ |
|
مَضَوا لِسَبيلِهِم وَلَبِثتُ عَنهُم | |
|
| وَلَكِن لا مَحالَةَ مِن لَحاق |
|
كَذي الأُلّافِ إِذ أَدلَجنَ عَنهُ | |
|
| فَحَنَّ وَلا يَتوقُ إِلى مَتاقِ |
|
أَرى الدُنيا وَنَحنُ نَعيثُ فيها | |
|
| مُوَلِّيَةً تَهَيَّأُ لِاِنطِلاقِ |
|
أَعاذِلَ قَد بَقيتُ بَقاءَ نَفسٍ | |
|
| وَما حَيٌّ عَلى الدُنيا بِباقِ |
|
كَأَنَّ الشَيبَ وَالأَحداثَ تَجري | |
|
| إِلى نَفسِ الفَتى فَرَسا سِباقِ |
|
فَإِمّا الشَيبُ يُدرِكُهُ وَإِمّا | |
|
| يُلاقي حَتفَهُ فيما يُلاقي |
|
فَإِن تَكُ لُمَّتي بِالشَيبِ أَمسَت | |
|
| شَميطَ اللَونِ واضِحَةَ المشاقِ |
|
فَقَد أَغدو بِداجِيَةٍ أُراني | |
|
| بِها المُتَطَلِّعاتِ مِن الرِواقِ |
|
إِلَيَّ كَأَنَّهُنَّ ظِباءُ قَفرٍ | |
|
| بَرهَبى أَو بِباعِجَتي فِتاقِ |
|
وَقَد تَلهو إِلَيَّ مُنَعَّماتٍ | |
|
| سَواجي الطَرفِ بِالنَظَرِ البِراقِ |
|
يُرامِقنَ الحِبالَ بَغَيرِ وَصلٍ | |
|
| وَلَيسَ وِصالُ حَبلي بِالرِماقِ |
|
وَعَهدُ الغانِياتِ كَعَهدِ قَينٍ | |
|
| وَنَت عَنهُ الجَعائِلُ مُستَذاقِ |
|
كَجُلبِ السَوءِ يُعجَبُ مَن رَآهُ | |
|
| وَلا يَشفي الحَوائِمَ مِن لَماقِ |
|
فَلا يَبعَد مَضائي في المَوامي | |
|
| وَإِشرافي العلايَةَ وَاِنصِفاقي |
|
وَغَبراءَ القَتامِ جَلَوتُ عَنّي | |
|
| بِعَجلى الطَرفِ سالِمَةِ المَآقِ |
|
وَقَد طَوَّفتُ بِالآفاقِ حَتّى | |
|
| سَئِمتُ النَضَّ بِالقُلُصِ العِتاقِ |
|
إِذا أَفنَيتُها بُدِّلتُ أُخرى | |
|
| أَعُدُّ شُهورَها عَدَدَ الأَواقي |
|
فَأَفنَتني السُنونَ وَلَيسَ تَفنى | |
|
| وَتَعدادُ الأَهِلَّةِ وَالمُحاقِ |
|
وَما سَبَقَ الحَوادِثَ لَيثُ غابٍ | |
|
| يَجُرُّ لِمَرسِهِ جَزَرَ الرِفاقِ |
|
كُمَيتٌ تَعجِزُ الخُلَعاءُ عَنهُ | |
|
| كَبَغلِ المَرجِ حَطَّ مِنَ الزِناقِ |
|
تُنازِعُهُ الفَريسَةَ أُمُّ شِبلٍ | |
|
| عَبوسُ الوَجهِ فاحِشَةُ العِناقِ |
|
وَلا بَطَلٌ تَفادى الخَيلُ مِنهُ | |
|
| فِرارَ الطَيرِ مِن بَرَدٍ بُعاقِ |
|
كَريمٌ مِن خُزَيةَ أَو تَميمٌ | |
|
| أَغَرُّ عَلى مُسافِعَةٍ مِزاقِ |
|
فَذلِكَ إِن تَخَطَّأَهُ المَنايا | |
|
| فَكَيفَ يَقيهِ طولَ الدَهرِ واقِ |
|