أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي | |
|
| عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعي |
|
جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِهِ | |
|
| فَزادَ في الجودِ عَلى الطَيِّعِ |
|
نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهوِهِ | |
|
| فَقدُ اليَراعِ المُعجِزِ المُبدِعِ |
|
لَيسَ لِمِصرٍ في رِجالاتِها | |
|
| حَظٌّ وَلا لِلشامِ في أَروَعِ |
|
مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى | |
|
| فَليَبكِهِ كُلَّ فُؤادٍ يَعي |
|
كُرِّمَ بِالأَمسِ وَأَكفانُهُ | |
|
| تَنسِجُها الأَقدارُ لِلمَصرَعِ |
|
يا صائِغَ الدُرِّ لِتَكريمِهِ | |
|
| صُغهُ لِمَنعاهُ مِنَ الأَدمُعِ |
|
قَد زَيَّنَ العِلمَ بِأَخلاقِهِ | |
|
| فَعاشَ مِلءَ العَينِ وَالمَسمَعِ |
|
تَواضُعٌ وَالكِبرُ دَأبُ الفَتى | |
|
| خَلا مِنَ الفَضلِ فَلَم يَنفَعِ |
|
تَواضُعُ العِلمِ لَهُ رَوعَةٌ | |
|
| يَنهارُ مِنها صَلَفُ المُدَّعي |
|
وَحُلَّةُ الفَضلِ لَها شارَةٌ | |
|
| أَزهى مِنَ السَيفَينِ وَالمِدفَعِ |
|
يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِن عِلمِهِ | |
|
| وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَم يَشبَعِ |
|
مُبَكِّرٌ تَحسَبُهُ طالِباً | |
|
| يُسابِقُ الفَجرَ إِلى المَطلَعِ |
|
قَد غالَتِ الأَسقامُ أَضلاعَهُ | |
|
| وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ |
|
ماتَ وَفي أَنمُلِهِ صارِمٌ | |
|
| لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ |
|
صاحَبَهُ خَمسينَ عاماً فَلَم | |
|
| يَخُن لَهُ عَهداً وَلَم يَخدَعِ |
|
مُوَفَّقاً أَنّى جَرى مُلهَماً | |
|
| ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ |
|
لَم يَبرِهِ بارٍ سِوى رَبِّهِ | |
|
| وَلَم يَحُزهُ جاهِلٌ أَو دَعي |
|
في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى | |
|
| مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي |
|
أَيَّ سَبيلٍ لِلهُدى لَم يَرِد | |
|
| وَأَيُّ بابٍ مِنهُ لَم يَقرَعِ |
|
يَقتَطِفُ الزَهرَ وَيَختارُهُ | |
|
| كَالنَحلِ لا يَعفو عَنِ الأَينَعِ |
|
فَتَحسَبُ القُرّاءَ في جَنَّةٍ | |
|
| عُقولُهُم في رَوضِها تَرتَعي |
|
صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّذي | |
|
| يَطويهِ طاوي ذَلِكَ المَضجَعِ |
|
أَسكَتَكَ المَوتُ وَلَكِنَّهُ | |
|
| لَم يُسكِتِ الآثارَ في المَجمَعِ |
|
ذِكراكَ لا تَنفَكُّ مَوصولَةً | |
|
| في مَعهَدِ العِلمِ وَفي المَصنَعِ |
|