أَلا يا اِسلَمِي ذاتَ الدَماليجِ وَالعِقدِ | |
|
| وَذاتَ الثَنايا الغُرِّ وَالفاحِمِ الجَعدِ |
|
وَذاتَ اللِثاتِ الحُوِّ وَالعارِضِ الَّذي | |
|
| بِهِ أَبرَقَت عَمداً بِأَبيَضَ كَالشُهدِ |
|
كَأَنَّ ثَناياها اِغتَبَقنَ مُدامَةً | |
|
| ثَوَتَ حِجَجاً في رَأسِ ذي قُنَّةٍ فَردِ |
|
وَكَيفَ أُرَجّيها وَقَد جالَ دونَها | |
|
| نُمَيرٌ وَأَجبالٌ تَعَرَّضنَ مِن نَجدٍ |
|
لَعَمري لَقَد مَرَّت لِيَ الطَيرُ آنِفاً | |
|
| بِما لَم يَكُن إِذ مَرَّتِ الطَيرُ مِن بُدِّ |
|
كِلانا يُنادي يا نِزارُ وَبَينَنا | |
|
| قَناً مِن قَنا الخَطِيِّ أَو مِن قَنا الهِندِ |
|
قَرومٌ تَسامى مِن نِزارٍ عَلَيهِمُ | |
|
| مُضاعَفَةٌ مِن نَسجِ داوُدَ والسَغدِ |
|
إِذا ما حَمَلنا حَملَةً مَثَّلوا لَنا | |
|
| بِمُرهَفَةٍ تَذري السَواعِدَ مِن صُعدِ |
|
وَإِن نَحنُ نازَلناهُمُ بِصَوارِمٍ | |
|
| رَدوا سَرابيلِ الحَديدِ كَما نَردي |
|
كَفى حَزَناً أَن لا أَزالَ أَرى القَنا | |
|
| يَمُجُّ نَجيعاً مِن ذِراعي وَمِن عَضْدِي |
|
لَعَمري لَئِن رُمتُ الخُروجَ عَلَيهِمُ | |
|
| بِقَيسٍ عَلى قَيسٍ وَعَوفٍ عَلى سَعدِ |
|
وَضَيَّعتُ عَمراً وَالرِبابَ وَدارِماً | |
|
| وَعَمرَو بنُ أُدٍّ كَيفَ أَصبِرُ عَن أُدِّ |
|
لَكُنتُ كَمُهريقِ الَّذي في سِقائِهِ | |
|
| لِرَقراقِ آلٍ فَوقَ رابِيَةٍ صَلدِ |
|
كَمُرضِعَةٍ أَولادَ أُخرى وَضَيَّعَت | |
|
| بَني بَطنِها هَذا الضَلالُ عَنِ القَصدِ |
|
فَأوصيكُما يا اِبنَيْ نِزارٍ فَتابِعا | |
|
| وَصِيَّةَ مُفضي النُصحِ وَالصِدقِ وَالوُدُّ |
|
فَلا تَعلَمَنَّ الحَربَ في الهامِ هامَتي | |
|
| وَلا تَرمِيا بِالنَبلِ وَيحَكُما بَعدي |
|
أَما تُرهِبانِ اللَهَ في اِبنِ أَبيكُما | |
|
| وَلا تَرجُوانِ اللَهِ في جَنَّةِ الخُلدِ |
|
فَما تُربُ أَثرى لَو جَمَعتُ تُرابَها | |
|
| بِأَكثَرَ مِن اِبنَيْ نِزارٍ عَلى العَدِّ |
|
هُما كَنَفا الأَرضِ اللَذا لَو تَزَعزَعا | |
|
| تَزَعزَعَ ما بَينَ الجَنوبِ إِلى السُدِّ |
|
وَإِنّي وَإِن غادَرتُهُم أَو جَفَوتُهُم | |
|
| لِتَألَمُ مِما عَضَّ أَكبادَهُم كَبِدي |
|
فَإِنَّ أَبي عِندَ الحِفاظِ أَبوهُمُ | |
|
| وَخالُهُمُ خالي وَجَدُّهُمُ جَدّي |
|
رِماحُهُمُ في الطَولِ مِثلُ رِماحِنا | |
|
| وَهُم مِثلُنا قَدَّ السُيورِ مِنَ الجِلدِ |
|