أَلَم تَعجَبا لِلجارِياتِ البَوارِحِ | |
|
| جَرَت ثُمَّ قَفَّتها جُدودُ السَوانِحِ |
|
تُخَبِّرُنا أَنَّ العَشيرَةَ جامِعٌ | |
|
| بِها عقرَ دارٍ بَعدَ نَأيٍ مُصارِحِ |
|
فَقُلتُ وَهَشَّ القَلبُ لِلطَيرِ إِذ جَرَت | |
|
| عَسى اللَهُ إِنَّ اللَهَ جَمُّ الفَواتِحِ |
|
وَهَيَّجَ أَحزاناً عَلَيَّ وَعبرَةً | |
|
| مَغاني دِيارٍ مِن جَديدٍ وَماصِحِ |
|
لِقَومِيَ إِذ قَومي جَميعٌ نَواهُمُ | |
|
| وَإِذ أَنا في حَيٍّ كَثيرِ الوَضائِحِ |
|
عَفَت مرُّ مِن أَحياءِ سَعدٍ فَأَصبَحت | |
|
| بَسابِسَ لا نارٌ وَلا نَبحُ نابِحِ |
|
فَأَجراعُ أَوسافٍ فَالاِعوَصُ كُلُّهُ | |
|
| فَبيشَةُ فَالرَوضاتُ حَتّى المَقازِحِ |
|
كَأَن لَم يَكُن بَينَ الثَنِيَّةِ مِنهُمُ | |
|
| وَتَقتد حَزمٍ مِن غَريبٍ وَرائِحِ |
|
فَبَحرَةُ مَسحومائِهِ فَضُفاضِغٌ | |
|
| فَصُوَّتُهُ ذاتُ الرّباد المَنادِحِ |
|
إِذِ الحَيُّ وَالحومُ المُيسّرُ وَسطَنا | |
|
| وَإِذ نَحنُ في حالٍ مِنَ العَيشِ صالِحِ |
|
وَذو حَلقٍ تُقضَى العَواذيرُ بَينَهُ | |
|
| يَلوحُ بِأَخطارٍ عِظامِ اللَقائِحِ |
|
وَإِذْ خَطْرَتانا وَالعِلاطانِ حِليَةٌ | |
|
| عَلى الهَجمَةِ الغُلبِ الطِوالِ السَرادِحِ |
|
أَناعيمُ مَحمودٌ قَراها وَقَيلُها | |
|
| وَصابِحُها أَيّامَ لا رِفدَ صابِحِ |
|
نَكُبُّ الأَكامِيَّ البَوائِكَ وَسطَنا | |
|
| إِذا كَثُرَت في الناسِ دَعوى الوَحاوِحِ |
|
فَلَم أَرَ قَوماً مِثلَ قَومِيَ إِذْ هُمُ | |
|
| بِأَوطانِهِم أَعطى وَأَغلى المرابِحِ |
|
وَأَعبطَ لِلكَوماءِ يَرغَو حُرارُها | |
|
| وَأَندى أَكُفّاً بَينَ مُعطٍ وَمانِحِ |
|
وَأَكثَرَ مِنهُم قائِماً بِمَقالَةٍ | |
|
| تُفَرِّجُ بَينَ العَسكَرِ المُتَطاوِحِ |
|
كَأَن لَم يَكُن عَوفُ بنُ سَعدٍ وَلَم تَكُن | |
|
| بَنو الحَشرِ أَبناءَ الطِوالِ الشَرامِحِ |
|
وَحَيٌّ حِلالٍ مِن غُوَيثٍ كَأَنَّهُم | |
|
| أُسودُ الشَرى في غيلِهِ المُتَناوِحِ |
|
وَلَم يَغنَ مِن حَيّانَ حَيٌّ وَجابِرٌ | |
|
| بِها لِيلُ أَمثالِ السُيوفِ الجَوارِحِ |
|
مَطاعيمُ ضَرّابونَ لِلهامِ قادَةٌ | |
|
| مَعاطٍ بِأَرسانِ الجِيادِ السَوابِحِ |
|
لَهُم حاضِرٌ لا يجهَلونَ وَصارِخٌ | |
|
| كَسَيلِ الغَوادي يَرتَمي بِالقَوازِحِ |
|
فَإِن كانَ قَومي أَصبَحوا حَوَّطَتهُمُ | |
|
| نَوىً ذاتُ أَشطانٍ لِبَعضِ المَطارِحِ |
|
فَما كانَ قَومي ضارِعينَ أَذِلَّةً | |
|
| وَلا خُذّلاً عِندَ الأُمورِ الجَوارِحِ |
|
وَقَد عَلِموا ما كُنتُ أَهدِمُ ما بَنَوا | |
|
| وَما أَنتَحي عيدانَهُم بِالقَوادِحِ |
|
وَما كُنتُ أَسعى أَبتَغي عَثَراتِهِم | |
|
| وَما أَغتَدي فيها وَلَستُ بِرائِحِ |
|
وَإِنِّي لَعَيّابٌ لِمَن قالَ عيبهُم | |
|
| وَإِنّي لِمَدّاحٌ لَهُم قَولَ مادِحِ |
|
فَبَلِّغ بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ مُلِظَّةً | |
|
| رَسولَ اِمرئٍ بادي المَوَدَّةِ ناصِحِ |
|
بِأَنَّ العَتيقَ البَيتَ أَمسى مَكانَهُ | |
|
| وَقَبرُ رَسولِ اللَهِ لَيسَ بِبارِحِ |
|
مُقيمينَ حَتّى يُنفخَ الصورُ نَفخَةً | |
|
| وَأُخرى فَيُجزى كَدَحَهُ كُلُّ كادِحِ |
|
فَإِنّي لعَمري لا أَبيعُهُما غَداً | |
|
| بِشِعب وَلا شَيبانَ بَيعَ المُسامِحِ |
|
وَلا أَشتَري يَوماً جوارَ قَبيلَةٍ | |
|
| بِجيرانِ صِدقٍ مِن قُرَيشِ الأَباطاحِ |
|
هَلُمَّ إِلى الأَثرَينِ قَيسٍ وَخِندفٍ | |
|
| وَساحَةِ نَجدٍ وَالصُدور الصَحائِحِ |
|
وَلا تَقذِفوني في قُضاعَةَ عاجَزَت | |
|
| قُضاعَةُ وَاِستَولَت حَطاطَ المَجامِحِ |
|
أَبَوا أَن يَكونوا مِن مَعَدٍّ قَريحَةً | |
|
| حَديثاً فَإِنّا عِلمُ تِلكَ القَرائِحِ |
|
لَعَمري لَئِن كانَت قُضاعَةُ فارَقَت | |
|
| عَلى غَيرِ جُدّادٍ مِنَ القَولِ واضِحِ |
|
لَأغنى بِنا عَن صاحِبٍ مُتَقَلِّبٍ | |
|
| وَعَن كُلِّ ذَوّاقٍ وَمَلٍّ مُراوِحِ |
|
فَإِنّا وَمَولانا رَبيعَة مَعشَرٌ | |
|
| نَعيشُ عَلى الشَحناءِ مِن كُلِّ كاشِحِ |
|
بَنو علَّةٍ ما نَحنُ فينا جَلادَةٌ | |
|
| زَبَنُّونَ صَمّاحونَ رُكنَ المُصامِحِ |
|