عيلَ العَزاءُ وَخانَني صَبري | |
|
| لَمّا نَعى الناعي أَبا بَكرِ |
|
وَرَأَيتُ رَيبَ الدَّهرِ أَفرَدَني | |
|
| مِنهُ وَأَسلَمَ لِلعِدا ظَهري |
|
مِن طَيِّبِ الأَثوابِ مُقتَبِلٍ | |
|
| حُلوِ الشَّمائِلِ ماجِدٍ غَمرِ |
|
فَمَضى لِوجهَتِهِ وَأَدركهُ | |
|
| قَدَرٌ أُتيحَ لَهُ مِنَ القَدرِ |
|
وَغَبَرتُ مالي مِن تَذَكُّرِهِ | |
|
| إِلّا الأَسى وَحَرارَةُ الصَّدرِ |
|
وَجَوىً يُعاوِدُني وَقَلَّ لَهُ | |
|
| مِنّي الجَوى وَمَحاسِنُ الذِّكرِ |
|
لَمّا هَوَت أَيدي الرِّجال بِهِ | |
|
| في قَعرِ ذاتِ جَوانِبٍ غُبرِ |
|
وَعَلِمتُ أَنّي لَن أُلاقِيَهُ | |
|
| في الناسِ حَتّى مُلتَقى الحَشرِ |
|
كادَت لِفُرقَتِهِ وَما ظلمَت | |
|
| نَفسي تَموتُ عَلى شَفا القَبرِ |
|
وَلَعَمرُ مَن حُبِسَ الهَدِيُّ لَهُ | |
|
| بِالأَخشَبَينِ صَبيحَةَ النَّحرِ |
|
لَو كانَ نَيلُ الخُلدِ يُدرِكُهُ | |
|
| بَشَرٌ بِطيبِ الخيم وَالنَّجرِ |
|
لغبرتَ لا تخشى المنون ولا | |
|
| أودى بِنَفسِكَ حادِثُ الدَّهرِ |
|
وَلنِعمَ مَأوى المُرمَلينَ إِذا | |
|
| قحطوا وَأَخلَفَ صائِبُ القَطرِ |
|
كَم قُلتُ آوِنَةً وَقَد ذَرَفَت | |
|
| عَيني فَماءُ شُؤونها يَجري |
|
أَنّى وَأَيُّ فَتىً يَكونُ لَنا | |
|
| شَرواكَ عِندَ تَفاقُمِ الأَمرِ |
|
لدِفاع خَصمٍ ذي مُشاغبَةٍ | |
|
| وَلعائِلٍ تَرِبٍ أَخي فَقرِ |
|
وَلَقَد عَلِمتُ وَإِن ضُمِنتُ جَوىً | |
|
| مِمّا أُجِنُّ كَواهِج الجَمرِ |
|
ما لامرِئٍ دونَ المَنِيَّةِ من | |
|
| نَفَقٍ فَيحرزُهُ وَلا سِترِ |
|