هاتيكَ جُملٌ بأرضٍ لا يُقَرِّبُها | |
|
| إلّا هِبَلٌّ مِنَ العيدِيِّ مُعتَقَدُ |
|
وَدونُها مَعشَرٌ خُزرٌ عيونُهُمُ | |
|
| لو تَخمُدُ النارُ من حرٍّ لما خَمَدوا |
|
عَدّوا عَلَينا ذُنوباً في زيارَتِها | |
|
| لِيَحجبوها وَفي أخلاقِهم نَكَدُ |
|
وَحالَ من دونها شَكسٌ خلائِقُه | |
|
| كأَنَّهُ نَمِرٌ في جِلدِهِ الرُبَدُ |
|
فَلَيسَ إلّا عويلٌ كلَّما ذُكِرَت | |
|
| أو زَفرَةٌ طالما أنَّت بها الكَبِد |
|
وَتَيَّمَتنِيَ جُملٌ فاستَمَرَّ بها | |
|
| شحطٌ مِنَ الدارِ لا أمٌّ ولا صَدَدُ |
|
قالوا غَداةَ استقلَّت ما لمقلَتِهِ | |
|
| أمِن قَذىً هَمَلَت أم عارها رَمَدُ |
|
فَقُلتُ لا بَل غَدَت سلمى لِطيَّتِها | |
|
| فليتَهُم مثلَ وجدي بُكرَةً وُجِدوا |
|
إن كانَ وَصلُكِ أَبلى الدهرُ جدَّته | |
|
| وكلُّ شيءٍ جَديدٍ هالِكٌ نَفَدُ |
|
فقد أُراني وَوَجدي إذ تفارِقُني | |
|
| يوماً كوجدِ عجوزٍ دِرعُها قِدَدُ |
|
تبكي على بَطَلٍ حُمَّت مَنِيَّتُهُ | |
|
| وكانَ واتِرَ أَعداءٍ بهِ ابتُرُدوا |
|
وَقَد خَلا زَمَنٌ لو تَصرِمينَ لَهُ | |
|
| وَصلي لأَيقَنتُ أَنّي مَيِّتٌ كَمِدُ |
|
أَزمانَ تُعجِبُني جُملٌ وأكتُمُه | |
|
| جُملاً حياءً وما وَجدٌ كما أَجِدُ |
|
فَقَد بَرِئتُ على أَنّي إذا ذُكرت | |
|
| ينهَلُّ دَمعي وَتَحيا غُصَّةٌ تَلِدُ |
|
من عَهدِ سلمى التي هامَ الفؤادُ بها | |
|
| أزمانَ أَزمان سَلمى طَفَلةٌ رُؤدُ |
|
قَد قلتُ للكاشِحِ المُبدي عَداوته | |
|
| قَد طالما كانَ مِنكَ الغِشُّ والحَسَدُ |
|
ألا تُبَيِّنُ لي لازِلتَ تَبغُضُني | |
|
| حتّامَ أَنتَ إذا ما ساعَقَت ضَمِدُ |
|
وَقَد ترى غيرَ ذي شكٍّ وتَعلَمُهُ | |
|
| أن ليسَ لي إذ نأت صبرٌ ولا جَلَدُ |
|