أَرِقتُ بِسَلعٍ إِنَّ ذا الشَوقِ يَأرَقُ | |
|
| لِبَرقٍ تَبَدّى آخِرَ اللَيلِ يَخفُقُ |
|
أَشِيمُ سَناهُ مِن بَعِيدٍ وَرُبَّما | |
|
| تُشامُ البُرُوقُ مِن بَعِيدٍ فَتَصدُقُ |
|
فَما ذِقتُ مِن نَومٍ وَما زالَ عامِلاً | |
|
| إِلى الصُبحِ ذاكَ البارِقُ المُتَأَلِّقُ |
|
لَهُ تَعتَري المَرءَ الغَرِيبَ صَبابَةٌ | |
|
| وَشَوقٌ إِلى أَوطانِهِ حِينَ يَبرُقُ |
|
فضنَبَّهتُ لَمّا شَفَّني الوُجدُ وَالبُكا | |
|
| أَخاً لِلَّذي قَد غالَني وَهوَ مُطرِقُ |
|
عَزُوفاً عَنِ الأَهواءِ لَم يُحى لَيلَةً | |
|
| لِشَوقٍ وَلَم يُرفَع إِلى الجَنب مِرفَقُ |
|
خَفِيّاً عَلى ظَهرِ الفِراشِ كَأَنَّهُ | |
|
| بِهِ فَقَرٌ مِن حُبِّهِ النَومَ مُلصِقُ |
|
فَهَبَّ وَما هَبَّت مِنَ العَجزِ عَينُهُ | |
|
| وَمِن سِنَةٍ أَوصالُهُ لا تُطَلَّقُ |
|
إِذا رامَ تَكلِيمي بَداهُ بِبُحَّةٍ | |
|
| وَسَدَّ سَبِيلَ القَولِ رِيقٌ فَيَشرَقُ |
|
يَقُولُ فَيَلحاني كَثيراً وَإِنَّهُ | |
|
| إِذا لامَني عِلمي مِراراً لَأَخرَقُ |
|
يُكَلِّفُني جَمعاً لِقَلبٍ مُفَرَّقٍ | |
|
| وَيَأبى اِجتِماعاً قَلبُكَ المُتَفَرِّقُ |
|
فَمِنُهُ فَرِيقٌ بِالحَرامِ وَبَعضُهُ | |
|
| بِوَجٍّ وَبَعضٌ بِالمَدينَةِ مُوثَقُ |
|
فَهَلّا وَدارُ الحَيِّ مُصقِبَةٌ بِهِم | |
|
| وَشَملُكَ مَجمُوعٌ وَغُصنُكَ مُونِقُ |
|
بَكَيتُ لَما قَد كانَ أَوهُوَ كائِنٌ | |
|
| مِنَ النَأيِ وَالهُجرانِ إِن كُنتَ تُشفِقُ |
|
إِلى أَيِّ دَهرٍ فَافتَدِه أَنتَ هَكَذا | |
|
| وَقَلبُكَ بِالشَجوِ المُبَرِّحِ مُعَلَقُ |
|
إِذا رُمتَ كِتماناً لِوَجدِكَ حَرَّشَت | |
|
| عَلَيكَ العِدى عَينٌ بِسِرِّكَ تَنطُقُ |
|
لَها شاهِدٌ مِن دَمعِها كُلَّما رَقا | |
|
| جَرى شاهِدٌ مِن دَمعِها مُتَرَقرِقُ |
|