باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما | |
|
| وطاوَعَت بكَ مَن أغرى وَمَن صَرَما |
|
ولَم يكُن ما ابتُلينا من مواعِدِها | |
|
| إِلا السفاهَ وإِلا الهمَّ والسَّقَما |
|
قولاً يكونُ من الإخلافِ صاحِبُه | |
|
| غيرَ المريحِ ولا الموفي بما زَعَما |
|
وما البخيلةُ إِلا مِن صواحِبِها | |
|
| ممن يخونُ وممن يكذبُ القَسَما |
|
وما يُقضّي غَريمٌ لا تنجّزه | |
|
| إِلا التوى لَمحَلِّ الدِّينِ أو ظلما |
|
لكن لياليَ عاناتٍ تحدَّثه | |
|
| سِرَّ الفؤادِ وتعطيهِ الذي احتكما |
|
إذ الشَّبابُ علينا لونُ مذهبِهِ | |
|
| ونحن في زَمَنٍ يأتي بنا الأمما |
|
قامَت تُريك وتجلو من محاسِنِها | |
|
| بَردَ الغمامةِ تسقي بَلدَةً حرما |
|
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ نَضخُ العبيرِ بها | |
|
| اذا تميّلَ عن خُلخَالِها انفَصَما |
|
ليست ترى عجباً إِلا بدا بَرَدٌ | |
|
| غُرُّ المضاحِكِ ذو نور إذا ابتَسما |
|
كأنها بَيضَةٌ صَفراءُ خَدَّ لها | |
|
| في عَثعَث يُنبِتُ الحَوذانَ والعَذَما |
|
أو دُرَّةٌ من هِجانِ الدُّرٍّ أَدرَكَها | |
|
| مُصَعَّرٌ من رجال الهندِ قد سَهَما |
|
أوفى على ظَهرِ مِسحاجٍ تَقَدّمَهُ | |
|
| غواربُ الماء قد القينَه قُدُما |
|
جوفاء مطليةٍ قاراً إذا اجُتَنَحَت | |
|
| به غوارِبُهُ قَحمنَها قَحَما |
|
حتى إذا السُفنُ كانَت فَوقَ مُعتَلجٍ | |
|
| القى المعاوِزَ عنه ثُمَّتَ انكتما |
|
في ذي حُبوك يُقَضّي الموتُ صاحبَه | |
|
| إذا الصراري من أهوالهِ ارتسما |
|
غوَّاصُ ماءٍ يمجُّ الزيتَ منغمساً | |
|
| اذا الغُمورَةُ كانت فَوقَه قِيَما |
|
حتى تناولَها والموتُ كاربُه | |
|
| في جوفِ سَاجٍ سواديٍّ اذا فَحَما |
|
ما للبلادِ كأنَّ الحيَّ لم يردِوا | |
|
| نهيَ الخلاطِ ولم يُسقَوا به نَعَما |
|
ولم يَحِلّوا باحواسِ الغميسِ إِلى | |
|
| شَطَّي عُويقةَ فالرَّوحاءِ من خِيمَا |
|
والعيشُ ذو فَرَحٍ والأرضُ آمنةٌ | |
|
| والدَّهرُ للناسِ لم يأزِم كما أزَما |
|
نرجو البَقاءَ وما مِن أُمَّةٍ خلقت | |
|
| إِلا سَيُهلِكُها ما أهلَكَ الأُمَما |
|
أما سَمِعتَ بأنَّ الريحَ مُرسلةٌ | |
|
| في الدهرِ كانت هَلاكَ الحيَّ مِن إرَما |
|
وقوم نوحٍ وقد كانوا يقول لهم | |
|
| يا قومُ لا تعبدوا الأَوثانَ والصَّنما |
|
فكذَّبوا مَن دَعا للخير واجتنبوا | |
|
| ما قالَ وامتلأت آذانُهم صَمَما |
|
فلا هُمُ رَهِبوا ما قَد أظلَّهُمُ | |
|
| ولا نبيُّهُمُ عمّى ولا كَتَما |
|
ذَر ذا وخُذ منس َراة القوم اذ ظعنوا | |
|
| مُحدِّدين لبرقٍ يَمطر الدِّيَما |
|
سار الظعائنُ من عتبانَ ضاحيةٍ | |
|
| إِلى البني وبطنِ الوعرِ إذ سَجما |
|
اذا هَبَطنَ مكاناً فاعتركن به | |
|
| أحلهن سناماً عافياً جَشُما |
|
ظعائنٌ لا يُرينَ الدهرَ مغترباً | |
|
| من الأراقمِ إِلا القَيلَ والفَحَما |
|
افهمتهم يومَ جَدَّ البَينُ بينَهُمُ | |
|
| لو كان فيهِم غداة البَينِ مَن فَهِما |
|
حلوا الرحوبَ وحلَّ العزُّ ساحتَهم | |
|
| يدعو أميةَ أو مروانَ أو حَكَما |
|
كم من بناءٍ بنى الكيَالُ قبلَهُمُ | |
|
| وأحمرُ القرمِ لولا عِزُّهُ انهَدَما |
|
قاد الخيولَ ابنُ ليلى وهي ساهِمَةٌ | |
|
| حتى أَغرنَ مع الظلماءِ إذ ظُلما |
|
أولى لآلِ سليمٍ أو ابي عُمَرٍ | |
|
| من ضَربةٍ تورِثُ الأَضغَانَ والغَمَما |
|
اذا الطبيبُ بمحرافيه حاولها | |
|
| زادَت على النَفرِ أو تحريكُها ضَجَما |
|
نادى المُنادي بِمَوت فاستجبتُ له | |
|
| والليثُ مثلي إذا لم يَستبِن عَزَما |
|
ومِثلُ حربيَ أنساهم تجشُّمُها | |
|
| إجانةً من مُدامٍ طالَ ما احتَدَما |
|
إنَّ الأخيطلَ ليس الدهرُ مائرَهم | |
|
| أو يبعثُ اللهُ عاداً أو ترى إرَما |
|
حَلَّت بنو مالِكٍ والبَحرُ دوَنَهُمُ | |
|
| وذَمَّم القومُ في يوم القنا جشما |
|
فما يجوزُ اخوهم في مهوّلةٍ | |
|
| ولا يجدُّ اذا ما مفظِعٌ عَزَما |
|
وَدَوبَلٌ لا يكونُ المجدُ غايتَهُ | |
|
| ولن يجدَّ إذا شيطانُه اعترما |
|