لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ | |
|
| تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ |
|
لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها | |
|
| وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ |
|
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ | |
|
| كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ |
|
تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى | |
|
| وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ |
|
وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها | |
|
| وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ |
|
فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ | |
|
| عِياداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ |
|
غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما | |
|
| تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ |
|
وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ | |
|
| أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ |
|
فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها | |
|
| إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي |
|
إِذا كُنتَ لَم تَعبَء بِرَأيٍ وَلَم تُطِع | |
|
| لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ |
|
فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها | |
|
| وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ |
|
وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها | |
|
| وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ |
|
وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ | |
|
| يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ |
|
فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى | |
|
| بِذي سودَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ |
|
لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي | |
|
| عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ |
|
وَلا أَبتَغي وُدَّ اِمرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ | |
|
| وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ |
|
وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها | |
|
| وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ |
|
فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها | |
|
| إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ |
|
وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني | |
|
| فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي |
|
وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما | |
|
| تَوَقَّصَ حيناً مِن شَواهِقِ صِندِدِ |
|
وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ | |
|
| وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي |
|
إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً | |
|
| فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ |
|
وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى | |
|
| وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي |
|
وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ | |
|
| وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ |
|
وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ | |
|
| وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ |
|
وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ | |
|
| لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَاِزهَدِ |
|
وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً | |
|
| فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَاِزدَدِ |
|
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعاً فَإِنَّهُ | |
|
| عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ |
|
تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت | |
|
| فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ |
|
لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي | |
|
| سَفاهاً وَجُبناً أَن يَكونَ هُوَ الرَدي |
|
فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري | |
|
| وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي |
|
وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت | |
|
| حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ |
|
مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ | |
|
| مُلاقاتُها يَوماً عَلى غَيرِ مَوعِدِ |
|
فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ | |
|
| سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ |
|
فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى | |
|
| تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ |
|
فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي | |
|
| يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي |
|