طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ | |
|
| ولاَ لَعِبَاً مني أذُو الشَّيبِ يَلعَبُ |
|
ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ | |
|
| ولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُ |
|
وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُ | |
|
| أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ |
|
ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً | |
|
| أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ |
|
وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى | |
|
| وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ |
|
إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم | |
|
| إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ |
|
بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي | |
|
| بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ |
|
خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ | |
|
| إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ وَمَرحَبُ |
|
وَكُنتُ لَهُم من هَؤُلاكَ وهَؤُلا | |
|
| مِجَنّاً عَلَى أنِّي أُذَمُّ وأُقصَبُ |
|
وأُرمى وأرمي بالعَدَاوَةِ أهلَها | |
|
| وإنّي لأوذَى فِيهُم وأُؤَنَّبُ |
|
َفَمَا سَاءَني قَولُ امرىءٍ ذِي عَدَاوةٍ | |
|
| بِعَوراء فِيهِم يَجتَدِينِي فَيَجدُبُ |
|
فَقُل لِلذي في ظِلِّ عَميَاءَ جَونةٍ | |
|
| يَرى الجَورَ عَدلاً أينَ تَذهَبُ |
|
بِأيِّ كِتَابٍ أَم بِأيَّةِ سُنَّةٍ | |
|
| تَرَى حُبَّهُم عَاراً عَلَيَّ وتَحسَبُ |
|
أَأَسلَمُ ما تَأتِي بِهِ من عَدَاوَةٍ | |
|
| وَبُغضٍ لَهُم لاَجَيرِ بَل هو أشجَبُ |
|
سَتُقرَعُ مِنهَا سِنُّ خَزيَانَ نَادِمٍ | |
|
| إِذَا اليَومُ ضَمَّ النَّاكِثينَ العَصَبصَبُ |
|
فَمَا لِيَ إلاّ آلَ أحمدَ شيعةٌ | |
|
| وَمَا لِيَ إلاَّ مَشعَبَ الحَقِّ مَشعَبُ |
|
وَمَن غَيرَهُم أرضَى لِنَفسِيَ شِيعَةً | |
|
| ومن بَعدَهُم لاَ مَن أُجِلُّ وأُرجَبُ |
|
أُرِيبُ رِجَالاً منهم وتُرِيبُني | |
|
| خَلاَئقُ مِمَّا أَحدَثُوا هُنَّ أَريَبُ |
|
إلَيكُم ذَوِي آلِ النَّبِيّ تَطَلَّعَت | |
|
| نَوَازِعُ من قَلبِي ظِماءٌ وألبَبُ |
|
فإنِّي عَن الأمر الذي تكرَهُونَهُ | |
|
| بِقَوولي وَفِعلِي ما استَطَعتُ لأجنَبُ |
|
يُشِيرُونَ بالأيدِي إليَّ وَقَولُهُم | |
|
| أَلاَ خَابَ هَذَا والمُشِيرُونَ أخيَبُ |
|
فَطَائِفَةٌ قد أكفََرَتنِي بِحُبِّكُم | |
|
| وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذنِبُ |
|
فما سَاءَنِي تَكفِيرُ هَاتِيكَ مِنهُمُ | |
|
| ولا عَيبُ هاتِيكَ التي هِيَ أعيَبُ |
|
يُعيبُونَنِي من خُبثِهِم وَضَلاَلِهم | |
|
| على حُبِّكُم بَل يَسخُرون وأعجَبُ |
|
وقالوا تُرَابِيُّ هَوَاهُ ورأيُه | |
|
| بذلِكَ أُدعَى فِيهُمُ وألَقَّبُ |
|
على ذلك إجرِيّايَ فيكُم ضَرِيبَتي | |
|
| ولو جَمَعُوا طُرَّاً عليَّ واجلَبُوا |
|
وأحمِلُ أحقَادَ الأَقَارِبِ فِيكُمُ | |
|
| وَيُنصَبُ لِي في الأبعَدِينَ فَأنصُبُ |
|
بِخاتِمِكُم غصبَاً تَجُوزُ أُمورُهُم | |
|
| فَلَم أرَ غَصبَاً مِثلَهُ يَتَغصَّبُ |
|
وَجَدنَا لَكُم فِي آلِ حَامِيمَ آيةً | |
|
| تَأوَّلَهَا مِنَّا تَقِيُّ وَمُعرِبُ |
|
وَفِي غَيرِهَا آياً وآياً تَتَابَعَت | |
|
| لكم نَصَبٌ فِيهَا لِذِي الشَكِّ مُنصِبُ |
|
بِحَقِّكُمُ أمسَت قُرَيشٌ تَقُودُنا | |
|
| وبِالفَذِّ مِنها والرَّدِيفَينِ نُركَبُ |
|
إذا اتَضَعُونَا كارِهينَ لِبَيعَةٍ | |
|
| أنَاخُوا لأخرَى والأزِمَّةُ تُجذَبُ |
|
رُدَافَى عَلَينَا لَم يُسِيمُوا رَعِيَّةً | |
|
| وَهَمُّهُمُ أن يَمتَرُوهَا فَيحلُبُوا |
|
لِينتَتِجُوهَا فِتنَةً بَعدَ فِتنضةٍ | |
|
| فَيفتَصِلُوا أفلاَءَها ثُمَّ يَربُبُوا |
|
أقارِبُنَا الأَدنُونَ مِنهُم لِعَلَّةٍ | |
|
| وَسَاسَتُنا مِنهُم ضِبَاعٌ وأذؤُبُ |
|
لَنَا قَائِدٌ مِنهُم عَنِيفٌ وسَائِقٌ | |
|
| يُقَحِّمُنا تِلكَ الجَراثِيمَ مُتعِبُ |
|
وَقَالُوا وَرِثنَاهَا أبَأنضا وأُمَّنَا | |
|
| وَمَا وَرَّثَتهُم ذَاكَ وَلاَ أبُ |
|
يَرَونَ لَهُم فَضلاً عَلَى النَّاسِ وَاجِباً | |
|
| سَفَاهاً وَحَقُّ الهَاشِمِيينَ أوجَبُ |
|
وَلَكِن مَوَارِيثُ ابنِ آمِنَةَ الذِي | |
|
| بِهِ دَانَ شَرقِيّ لَكُم وَمُغَرِّبُ |
|
فِدَىً لَكَ مَورُوثاً أَبِي وأَبُو أبِي | |
|
| وَنَفسِي وَنَفسِي بَعدُ بِالنَّاسِ أطيَبُ |
|
بِكَ اجتَمَعَت أَنسَابُنَا بَعدَ فُرقَةٍ | |
|
| فَنَحنُ بَنُو الإِسلاَمِ نُدعَى وَنُنسَبُ |
|
حياتُك كانت مجدَنا وسناءنا | |
|
| وموتُك جَدعٌ للعَرانين مُرعَبُ |
|
وأنت أمينُ الله في الناسِ كلِّهم | |
|
| علينا وفيما احتازَ شرقٌ ومغرِبُ |
|
ونستخلفُ الأمواتُ غيرك كلَّهم | |
|
| ونُعتَبُ لو كنا على الحق نُعتَبُ |
|
وبُورِكتَ مَولُوداً وبُورِكتَ نَاشِئاً | |
|
| وبُورِكتَ عِندَ الشَّيبِ إِذ أنتَ أشيَبُ |
|
وَبُورِكَ قَبرٌ أنتَ فِيهِ وبُورِكَت | |
|
| بِهِ وَلَهُ أهلٌ لِذَلِكَ يَثرِبُ |
|
لَقَد غَيَّبُوا بِرَّاً وصِدقاً ونَائِلاً | |
|
| عَشِيّةَ وَارَاكَ الصَّفِيحُ المُنَصَّبُ |
|
يَقُولُونَ لَم يُورَث وَلَولا تُرَاثُه | |
|
| لَقَد شَرِكَت فِيهِ بَكِيل وأرحَبُ |
|
وعَكٌّ ولَخمٌ والسَّكُونُ وحِميَرٌ | |
|
| وكِندَةُ والحَيَّانِ بَكرٌ وتَغلِبُ |
|
وَلاَنتَشَلَت عِضوَينِ مِنهَا يُحَابِرٌ | |
|
| وكَانَ لِعَبدِ القَيس عِضوٌ مُؤَرّبُ |
|
ولانتَقَلَت من خِندِفٍ في سِوَاهُمُ | |
|
| وَلاَقتَدَحَت قَيسٌ بِهَا ثم أثقَبُوا |
|
وَمَا كَانَتِ الأنصَارُ فِيهَا أذِلَّةً | |
|
| وَلاَ غُيّبَاً عَنها إذَا النَّاسُ غُيَّبُ |
|
هُمُ شَهِدُوا بَدراً وخَيبَرَ بَعدَها | |
|
| ويومَ حُنَين والدِّمَاءُتَصَبَّبُ |
|
وَهُم رَئِموها غيرَ ظَأرٍ وأشبَلُوا | |
|
| عَلَيهَا بِأطرَافِ القَنَا وَتَحَدَّبُوا |
|
فَإن هِيَ لَم تَصلُح لِحَي سِوَاهُمُ | |
|
| فَإِن ذَوِي القُربَى أحَقُّ وأقرَبُ |
|
وإلاّ فَقُولُوا غَيرَها تَتَعَرفُوا | |
|
| نَوَاصِيهَا تَردِي بِنَا وهيَ شُزَّبُ |
|
عَلامَ إذَا زَار الزُّبيرَ وَنَافِعاً | |
|
| بِغَارَتِنا بَعدَ المَقَانِبِ مِقنَبُ |
|
وَشَاطَ عَلَى أرمَاحِنا بآدّعائِهَا | |
|
| وَتَحوِيلِها عَنكُم شَبِيبٌ وَقَعنَبُ |
|
نُقَتِّلُهم جِيلاً فجِيلاً نَرَاهُمُ | |
|
| شَعَائِرَ قُربانٍ بِهِم يُتقَرَّبُ |
|
لَعَلَّ عَزِيزاً آمناً سَوفَ يُبتَلَى | |
|
| وذَا سَلَبٍ منهم أنِيقٍ سَيُسلَبُ |
|
إذا انتَجُوا الحَربَ العَوَانَ حُوارَها | |
|
| وَحَنَّ شَرِيحٌ بالمَنَايا وتنضُبُ |
|
فيا لكَ أمراً قَد أُشِتّت | |
|
| أمُورُه وَدُنيَا أرَى أَسبَابَها تَتَقَضَّبُ |
|
يَرُوضُونَ دِينَ اللهِ صَعباً مُحَرَّما | |
|
| بأفواهِهم والرائضُ الدينِ أصعَبُ |
|
إذَا شَرَعُوا يَوماً عَلَى الغَيِّ فِتنةً | |
|
| طَرِيقُهم فِيهَا عَنِ الحَقِّ أنكَبُ |
|
رَضُوا بِخِلاَفٍ المُهتَدِينَ وَفِيهُمُ | |
|
| مُخَبَّأةٌ أخرَى تُصَانُ وَتُحجَبُ |
|
وإن زَوَّجُوا أمرَينِ جَورَاً وبِدعَةً | |
|
| أنَاخُوا لأخرَى ذاتِ وَدقَينِ تُخطَبُ |
|
ألَجُّوا ولَجُّوا في بعاد وَبِغضَةٍ | |
|
| فَقَد نَشِبُوا في حَبل غَيٍّ وانشَبُوا |
|
تَفَرَّقَتِ الدُّنيا بِهم وَتَعَرَّضَت | |
|
| لَهُم بالنِّطافِ الآجِنَاتِ فأشرِبوا |
|
حَنَانَيكَ رَبَّ النَّاسِ من أن يَغُرَّني | |
|
| كما غَرَّهم شُربُ الحَيَاةِ المُنَضِبُ |
|
إذَا قِيلَ هَذَا الحَقُّ لا مَيلَ دُونَه | |
|
| فانقَاضُهُم في الغَيّ حَسرَى وَلُغَبُ |
|
وإِن عَرَضَت دُونَ الضَّلاَلَةِ حَومَةٌ | |
|
| أخَاضُوا إلَيهَا طَائِعِينَ وأَوثَبُوا |
|
وقد دَرَسُوا القُرآنَ وافتَلَجوا به | |
|
| فَكُلُّهُم رَاضٍ بِهش مُتَحزِّبُ |
|
فَمِن أينَ أو أنَّى وكَيفَ ضَلالُهم | |
|
| هُدىً والهوَى شَتَّى بِهِم مُتَشَعِّبُ |
|
فَيَا مُوقداً نَاراً لغَيرِكَ ضَوءُها | |
|
| وَيَا حَاطِباً في غيرِ حَبلِكَ تَحطِبُ |
|
ألم تَرَنِي من حُبِّ آلِ محمدٍ | |
|
| أروحُ وأَغدُوا خَائِفاً أتَرقّبُ |
|
كأنّي جانٍ مُحدِثٌ وكأنَّما | |
|
| بِهِم يُتّقَى من خَشيَةِ العُرّ أجرَبُ |
|
عَلَى أيّ جُرمٍ أَم بأيَّةِ سِيرَةٍ | |
|
| أُعَنَّفُ في تَقرِيظِهِم وَأُؤنَّبُ |
|
أُناس بِهِم عَزَّت قُرَيشٌ فأصبَحُوا | |
|
| وفيهِم خِبَاءُ المَكرُمَاتِ المُطَنَّبُ |
|
مُصَفَّون في الأحسَابِ مَحضُونَ نَجرُهم | |
|
| هُمُ المَحضُ مِنَّا والصَّرِيحُ المهذَّبُ |
|
خِضَمُونَ أشرَافٌ لَهَاميمُ سَادَةٌ | |
|
| مَطَاعِيمُ أيسَارٌ إذَا النَّاسُ أَجدَبُوا |
|
إذَا ما المَراضِيعُ الخِمَاصُ تأوّهَت | |
|
| من البَردِ إذ مِثلاَنِ سَعدٌ وَعَقرَبُ |
|
وَحَارَدَتِ النُّكُدُ الجِلاَدُ وَلَم يَكُن | |
|
| لعُقبةِ قِدرِ المُستَعيرينَ مُعقِبُ |
|
وَبَاتَ وَلِيدُ الحَيِّ طيَّانَ سَاغِباً | |
|
| وكاعِبُهم ذَاتُ العِفاوةِ أَسغَبُ |
|
إذا نَشَأت مِنهُمِ بأَرضٍ سَحَابةٌ | |
|
| فَلاَ النَّبتُ مضحظُورٌ ولا البَرقُ خُلَّبُ |
|
إِذا ادلَمَّست ظَلمَاءُ أمرَينِ جِندِسٌ | |
|
| فَبَدرٌ لَهُم فِيهَا مُضِيءٌ وكَوكَبُ |
|
وإن هَاجَ نَبتُ العِلمِ في النَّاسِ لم تَزَل | |
|
| لَهُم تَلعَةٌ خَضرَاءُ منهم ومِذنَبُ |
|
لَهُم رُتَبٌ فَضلٌ على النَّاسِ كلِّهم | |
|
| فَضَائِلُ يَستَعلِي بِهَا المُتَرَتِّبُ |
|
مَسَامِيحُ مِنهُم قَائِلُونَ وفَاعِلٌ | |
|
| وسَبَّاقُ غَايَاتٍ إلى الخَيرِ مُسهِبُ |
|
أولاَكَ نَبِيُّ اللهِ مِنهُم وجَعفَرٌ | |
|
| وَحَمزَةُ لَيثُ الفَيلَقِينش المُجَرَّبُ |
|
هُمُ مَا هُمُ وِتراً وَشَفعاً لِقَومِهِم | |
|
| لِفُقدَانِهِم ما يُعذَرُ المُتَحَوِّبُ |
|
قَتيلُ التَجُوبّي الذي استَوأرَت بِهِ | |
|
| يُسَاقُ به سَوقاً عنيفاً وَيُجنَبُ |
|
مَحَاسِنُ من دُنيا ودِينٍ كأنَّما | |
|
| بِهَا حَلّقت بالأَمسِ عَنقَاءُ مُغرِبُ |
|
لِنعمَ طَبِيبُ الدَّاءِ من أمرِ أمّةٍ | |
|
| تَوَاكَلَها ذُو الطِّبِ والمُتَطَبِّبُ |
|
وَنِعمَ وليُّ الأمرِ بَعدَ وَلِيهِ | |
|
| وَمُنتَجَعُ التَقوى ونِعمَ المُؤَدِبُ |
|
سَقَى جُرَعَ الموتَ ابنَ عُثمانَ بَعدَما | |
|
| تَعَاوَرَهَا مِنهُ وضلِيدٌ وَمَرحَبُ |
|
وشَيبَةً قَد أثوى بِبَدرٍ يَنُوشُه | |
|
| غُدافٌ مِن الشُّهبِ القَشَاعِمِ أهدَبُ |
|
لَهُ عُوَّدٌ رَأفَةً يَكتَنِفنَهُ | |
|
| ولا شَفَقاً مِنها خَوَامِعُ تَعتُبُ |
|
لَهُ سُترتا بَسطٍ فَكَفٌّ بِهَذِهِ | |
|
| يُكَفُّ وبِالأخرَى العَوَالِي تُخَضَّبُ |
|
وفي حَسَنٍ كَانَت مَصَادِقُ لاسمِهِ | |
|
| رِئَابٌ لِصَدعَيهِ المُهَيمنُ يَرأَبُ |
|
وَحَزمٌ وجودٌ فِي عَفَافٍ وَنضائِلٍ | |
|
| إلى مَنصِبٍ مَا مِثلُه كَانَ مَنصِبُ |
|
وَمِن أكبَرِ الأحدَاثِ كَانَت مُصِيبَةً | |
|
| عَلَينَا قَتِيلُ الأدعِيَاءِ المُلَحَّبُ |
|
قَتِيلٌ بِجَنبِ الطَّفِ مِن آلِ هَاشمٍ | |
|
| فَيَا لكَ لَحماً لَيسَ عَنهُ مُذَبِبِ |
|
وَمُنعَفِرُ الخدّينِ مِن آلِ هاشِمٍ | |
|
| إلا حَبَّذا ذَاكَ الجبينُ المُتَرَّبُ |
|
قتيلٌ كَأنَّ الوُلَّهَ النُّكدَ حَولَه | |
|
| يَطُفنَ بِهِ شُمَّ العَرَانِينِ رَبرَبُ |
|
وَلَن أعزِلَ العبَّاسَ صِنوَ نَبِيِّنَا | |
|
| وصِنوَانُهُ مِمَّن أَعُدُّ وأندُبُ |
|
وَلاَ ابنَيهِ عَبدَ اللهِ والفَضلًَ إنَّنِي | |
|
| جَنِيبٌ بِحُبِّ الهَاشِمِيِّينَ مُصحِبُ |
|
وَلاَ صَاحِبَ الخَيفِ الطَرِيدَ مُحَمَّداً | |
|
| ولو أُكثِرَ الإِيعَادث لِي والتَرَهُّبُ |
|
مَضَوا سَلَفاً لا بُد أنَّ مَصِيرَنا | |
|
| إلَيهِم فَغََادٍ نَحوَهُم مُتَأوِّبُ |
|
كَذَاكَ المَنَايَا لاَ وَضِيعاً رَأيتُها | |
|
| تَخَطَّى ولا ذَا هَيبَةٍ تَتَهَيَّبُ |
|
وقد غَادَروا فِينَا مَصَابِيحَ أنجُماً | |
|
| لنا ثِقَةً أيّانَ نخشَى وَنَرهَبُ |
|
أولئكَ إن شِطَّت بِهم غُربةُ النَّوى | |
|
| أمانيُّ نَفسي والهَوَى حيثُ يَسقَبُوا |
|
فَهَل تُبلِغنّيهم على نأي دارِهم | |
|
| نَعَم بِبَلاغِ اللهِ وجنَاءُ ذِعلِبُ |
|
مُذَكَّرَةٌ لا يَحمِلُ السوطَ رَبُّها | |
|
| ولأياً مِنِ الإِشفاقِ ما يَتَعَصَّبُ |
|
كأنَّ ابنَ آوى مُوثَقٌ تحتَ زَورِها | |
|
| يُظَفِّرُها طَوراً وَطَورَاً يُنَيِّبُ |
|
إذا ما احزَألّت في المناخ تلفتت | |
|
| بِمَرعُوبَتي هَوجَاءَ والقلبُ أرعَبُ |
|
إذا انبَعَثَت من مَبرَكٍ غادرت به | |
|
| ذوابلَ صُهباً لم يَدِنهُنَّ مَشرَبُ |
|
إذَا اعصَوصَبَت في أينُقٍ فكأنَّما | |
|
| بِزَجرَةِ أخرى في سِواهُنَّ تُضرَبُ |
|
تَرَى المَروَ والكَذَّان يَرفَضُّ تَحتَها | |
|
| كما ارفَضَّ قَيضُ الأفرُخِ المُتَقَوِّبُ |
|
تُرَدِدُ بالنَّابَينِ بَعدَ حَنِينِها | |
|
| صَرِيفَاً كما رَدَّ الأغانيَ أخطَبُ |
|
إذَا قَطَعَت أجوازً بِيدٍ كأنَّما | |
|
| بأَعلامِها نَوحُ المَآلِي المُسَلِّبُ |
|
تَعَرَّضَ قُفٌّ بَعدَب قُفٍّ يَقَودُها | |
|
| إلى سَبسَبٍ مِنهَا دَياميمُ سَبسَبُ |
|
إذَا أنفَذَت أحضَانَ نَجدٍ رمى بها | |
|
| أَخَاشِبَ شُمّاً من تِهَامَةَ أخشَبُ |
|
كَتُومٌ إذا ضَجَّ المَطِيّ كأنَّما | |
|
| تَكَرَّمُ عن أخلاقِهِنَّ وَتَرغَبُ |
|
من الأرحَبِيَّاتِ العِتَاقِ كأنَّها | |
|
| شَبُوبٌ صِوَارٍِ فَوقَ عَلياءَ قَرهَب |
|
لِيَاحٌ كأن بالأتحَمِيَّةِ مُشبَعٌ | |
|
| إزاراً وفي قُبطِيَّةٍ مُتَجَلبِبُ |
|
وَتَحسِبُه ذَا بُرقِع وكأنَّه | |
|
| بأسمالِ جَيشَانيّةٍ مُتَنَقِّب |
|
تضَيّفه تحت الألاءةِ مَوهِناً | |
|
| بظلماءَ فيها الرَّعدُ والبَرقُ صَيِّبُ |
|
مُلِثُّ مَربٌّ يَحفِشُ الأُكمَ وَدقُه | |
|
| شآبيبُ منها وادقاتٌ وَهَيدَبُ |
|
كأنَّ المَطَافِيلَ المواليه وَسطَه | |
|
| يُجَاوبَهنَّ الخَيزُرَانُ المُثَقَّبُ |
|
يُكالئُ من ظلماءَ دَيجُورِ حِندِسٍ | |
|
| إذا سَارَ فيها غَيهَبٌ حَلَّ غَيهَبُ |
|
فَبَاكَرَهُ والشَّمسُ لم يَبدُ قًرنُها | |
|
| بأُحدانِه المُستَولِغَاتِ المُكَلِّبُ |
|
مَجازِيعَ في فقر مَسَارِيفَ في غِنى | |
|
| سوابِحَ تَطفو تارةً ثم تَرسُبُ |
|
فكَان ادّراكاً واعتراكاً كأنَّه | |
|
| على دُبرٍ يَحمِيهِ غَيرانُ مُوأَبُ |
|
يَذُودُ بِسَحماويه من ضَارِياتِها | |
|
| مَدَاقيعَ لم يَغثَث عَلَيهِنَّ مَكسَبُ |
|
فَرَابٍ وكَابٍ خَرَّ للوَجهِ فَوقَه | |
|
| جَدِيّهُ أودَاعجٍ على النَّحرِ تَشخُبُ |
|
وَوَلّى بِأجرِّيا وِلافٍ كأنَّه | |
|
| على الشرف الأعلى يُسَاطُ وَيُكلَبُ |
|
أذلك لا بَل تَيِكَ غِبَّ وَجِيفِها | |
|
| إذا ما أكَلَّ الصَّارِخُونَ وانقَبُوا |
|
كأن حَصَى المَعزَاءِ بينَ فُروجِها | |
|
| نَوَى الرَضخِ يَلقى المُصعِدَ المُتَصَوِّبُ |
|
عِرَضنَةُ ليلٍ في العِرَضنَاتِ جُنَّحا | |
|
| أمامَ رِجَالٍ خَلفَ تِيكَ وأَركُبُ |
|
إذا ما قَضَت من أهلِ يَثرِبَ مَوعِدَاً | |
|
| فَمَكَّةَ من أوطَانِها والمُحَصَّبُ |
|