إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يفرح العيد |
بنا |
وتأنس الروح |
وتطبع كما هائلا من الابتسام |
وترشق |
في كل حارة |
وأمام كل بيت |
أرجوحة لأطفالنا |
كي تكافئهم |
بعد |
عناء عام كامل |
من الحقائب والهواجس |
وتدفع ما تهيأ |
من فوانيس كبيرة أو صغيرة |
وترش عند الظهيرة ماء ورد |
كي يتعلل الصيف الذي مل حرارته |
هكذا العيد |
يأتي |
كعادة النبلاء |
بنذور و ذبائح |
وسرابيل يحضنها الأطفال طوال ليلتهم |
وربما ناموا بأحذية جديدة ملونة |
وربما أشعلوا حربا جميلة في صبيحة يومهم |
في ما مضي |
كي يحركوا ماء آسنا |
في بحيرة أيامهم |
بألعاب نارية |
وطائرات معلقة بخيط |
تحلق في الآفاق الممتدة |
قبل رحلتها البعيدة للسماء |
واطمأنت جيوبهم الصغيرة بأكياس نقود |
وباتوا علي طيف قبلتين |
عن يمين |
وشمال |
**** |
العيد |
لم لا يشد رحاله إلى مناطق نائية من العالم؟!!! |
ربما لأن العالم عودنا دائما |
أن ينيخ مطاياه |
حيثما يحب |
أن يتعمد نسيان البعيد |
أو ربما يتعب العيد كثيرا |
حين تغرز أقدامه في الرمال |
في مناطق المجاعات والحروب |
والبرك الآسنة |
التي لا يسكنها غير أسماك تنام على البطون |
مناطق أعطى لها العالم ظهره و استراح |
غير مكترث بالفجائع |
ووضع الجنرالات عليها دوائر ملونة |
بأقلامهم الفسفورية |
فتحولت خرقا من النسيان |
في طي خرائطهم |
وشفاها تراكمت فوقها سنوات من القيظ |
بشرا قضوا في الخلاء |
كغزلان نافقة |
في صحراء ليس لها حد |
وكلاب هاربة من الموت |
إلي الموت |
حينما صوب الجنرالات مناظيرهم |
فقط صوب قرص الشمس |
وأراض عائمة فوق بحيرة من الزيت |
كيف استراح هذا العالم الشبقي؟!!!! |
حين أطلق شياطينه |
تعبث بدمى من عظام و جماجم |
متبقية من زمن الحصار |
تنزع ما تبقي في أودية منهكة |
من رحمات |
كان المطر يحط على كفيها |
و.... أشجار متبقية تعلك |
خبز مجاعتها |
..... يتما يتضوع في جزع بكارتها |
بدايتها الأولي |
ونهايتها |
..... وطنا يغتال بسكين ثالمة |
ولا |
يأتي |
المعزون |
*** |
أيها العيد السعيد |
يا من تهيأت أمام مراياك |
شهرا كاملا |
ربما أنفقت من جيبك |
كي يسعد من جهزوا لك الطاولة الكبيرة |
وكعكاتك المسكونة بالتمر والروائح |
والنقوش التي تشبه أحلامنا المزركشة |
هب |
كعكة طيبة معمولة من يديك |
وإذا ما تعثرت قدماك في الرمال |
وأنت في طريقك الوعرة |
في المفاوز |
حيث أطفال وأمهات ينتظرن |
وربما تتعثر هذه المرة قدماك |
بين الجماجم الكثيرة |
والعظام التي دائما في زمن المجاعة والحروب |
تظل نهشا للسباع والطيور الجارحة |
حيث لا تملك الأرض |
مما خلق الله |
ظلالا و أكنانا |
وسرابيل تقيهم |
حر أيامهم |
أو تواري سوأتهم |
هب |
كعكة معمولة |
وطيبة من يديك |
ريثما |
تأتي |
أو |
حالما |
تحرك السحب العصية |
بعض أعطافها |
في ليلة مليئة |
بالهتاف |
والمطر |