أَمِن دِمنَةٍ مِن آلِ ليلى غَشيتها | |
|
| عَلى تَمِّ حَولٍ ماءُ عَينَيكَ سافِحُ |
|
كَأَرشاشِ غَربٍ بَينَ قَرني محالَةٍ | |
|
| مقحمهُ دامي السَلائِقِ ناضِحُ |
|
عَلى جِربَةٍ تَسنو فَلِلغَربِ مَفرغ | |
|
| حَثيثٌ وَماءُ البِئرِ في الدبرِ سائِحُ |
|
لَعَمري وَما عمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ | |
|
| لَقَد طَوَّحَت لَيلَى الدِيارُ الطوارِحُ |
|
وَمَرَّ بِبَينٍ عاجِلٍ مِن وِصالِها | |
|
| سَوانِحُ طَيرٍ غدوَةً وَبوارِحُ |
|
فَقُلتُ لأَصحابي أسِرُّ إِلَيهِمُ | |
|
| عَزاءً كَأَنّي بِالَّذي قُلتُ مازِحُ |
|
صَحا القَلبُ عَن ذِكرِ الصبا غَير أَنَّني | |
|
| تُذَكِّرُني لَيلَى البروقُ اللوامِحُ |
|
وَعَنَّ الهَوى وَالشَّوقُ أَمسى جَميعُهُ | |
|
| بِلَيلى وَمَمساها عَنِ الأَرضِ نازِحُ |
|
فَيا لَيتَ لَيلَى حينَ تَنأى بِها النَّوى | |
|
| يُخَبِّرُنا عَنها الرِّياحُ النَّواتِحُ |
|
فَتُخبِرُنا ما أَحدَثَ الدَّهرُ بَعدنا | |
|
| وَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَينَكِ صالِحُ |
|
بَعيدٌ عَنِ الفَحشاءِ عَفٌّ عَنِ الأَذى | |
|
| ذَليلُ دَلالٍ عِندَ ذي اللبِّ رابِحُ |
|
عَزيزٌ مَنَعنا بابَهُ لا يَنالُهُ | |
|
| صَديقٌ وَلا بادي العَداوَةِ كاشِحُ |
|
وَدَوِيَّةٍ مِن دونِ لَيلى مَظنَّةٍ | |
|
| بِها مِن غواة الناسِ عاوٍ وَنابِحُ |
|
قَطَعتُ بِمَوّارِ المَلاطينِ مِمعجٍ | |
|
| إِذا بَلَّ ليتَيهِ مِنَ الماءِ ناتِحُ |
|
هِبلٍّ مِشَلٍّ أَرحَبِيٍّ كَأَنَّهُ | |
|
| إِذا ما عَلا سَهباً مِنَ الأَرضِ سابِحُ |
|
سَريع لَحاقِ الرَّحلِ غالٍ بِصَدرِهِ | |
|
| إِذا اِغتالَتِ السير الصَّحاري الصَّحاصِحُ |
|
وَشُعثٍ نَشاوَى بِالكَوى قَد أَمَلَّهُم | |
|
| ظُهورُ المَطايا وَالصَّحاري الصَّرادِحُ |
|
أَناخوا وَما يَدرونَ مِن طولِ ما سَرَوا | |
|
| بِحَقٍّ أَقَفٍّ أَرضُهُم أَم أباطِحُ |
|
فَناموا قَليلاً خُلسَةً ثُمَّ راعَهُم | |
|
| ندايَ وَأَمرٌ يَفصِلُ الشَكَّ جارِحُ |
|
لِذِكرى سَرَت مِن آلِ لَيلى فَهَيَّجَت | |
|
| لَنا حزناً بَرحٌ مِنَ الشَوقِ بارِحُ |
|
وَقَد غابَ غَوْرِيٌّ مِنَ النَجمِ لو جَرى | |
|
| لغَيبوبَةٍ حَتّى دَنا وَهوَ جانِحُ |
|
فَقاموا بِظِئرانٍ فَشَدّوا نُسوعَها | |
|
| عَلى يَعمُلاتٍ مُنعلاتٍ طَلائِحِ |
|
كِماشٍ تُواليها صِيابٍ صُدورُها | |
|
| عَباهِيمُ أَيديها كَأَيدي النَوابِحِ |
|
تَشَكَّى الوَجى مِن كُلِّ خُفٍّ وَمَنسِمٍ | |
|
| عَلى أَنَّها تُؤتي الحَصَى بِالسَّرائِحِ |
|
وَداعٍ مُضافٍ قَد أَظَفنا وَراءهُ | |
|
| وَجانٍ كَفَينا البَأسَ وَالبَأسُ طالِحُ |
|
وَحَيٍّ حَلالٍ قَد أَبَحنا حِماهُمُ | |
|
| بِوَردٍ ووَردٍ قَد لَقينا بِناطِحِ |
|
وَجَمعٍ فَضَضناهُ وَخَيلٍ كَأَنَّها | |
|
| جَرادٌ تَلَقّى مَطلعَ الشَّمسِ سارِحُ |
|
صَبَرنا لَهم وَالصَبرُ مِنّا سَجِيَّةٌ | |
|
| بِفِتيانِ صِدقٍ وَالكُهولِ الجَحاجِحِ |
|
فَفاءوا بِطَعنٍ في النُحورِ وَفي الكُلى | |
|
| يَجيشُ وَضَربٍ في الجَماجِمِ جارِحِ |
|
فَفُزنا بِها مَجداً وَفاءَ عَدُوُّنا | |
|
| بِحِقدٍ وَقَتلٍ في النُفوسِ الأَوانِحِ |
|
فَوارِسُنا الحامو الحَقيقَة في الوَغى | |
|
| وَأَيسارُنا البيضُ الوُجوهِ المسامِحُ |
|
وَما سُبَّ لي خالٌ وَما سُبَّ لي أَبٌ | |
|
| بِغَدر وَما مَسَّت قَناتي القوادِحُ |
|
وَإِنّي لَسَبّاقُ الرِهانِ مُجَرِّبٌ | |
|
| إِذا كَثُرَت يَومَ الحِفاظِ الصوائِحُ |
|
أَعاذِلَ مَهلاً إِنَّما المَرءُ عامِلٌ | |
|
| فَلا تُكثِري لَومَ النُفوسِ الشحائِحِ |
|
دَعيني وَهَمّي إِن هَمَمتُ وَبُغيَتي | |
|
| أعِش في سوامٍ أَو أطِح في الطوائِحِ |
|
فَللمَرءُ أَمضى مِن سِنانٍ إِذا مَضى | |
|
| وَلَلهَم أَكمَى مِن كَمِيٍّ مشايِحِ |
|
فَإِن أَحيَ يَوماً أَلقَ يَوماً مَنِيَّتي | |
|
| وَلا بُدَّ مِن رَمسٍ عَلَيهِ الصَفائِحُ |
|