يا مَن بِمَغدى الشَّمسِ أَو بِمَراحِها | |
|
| أَو مَن يَكونَ بِقرنِها المُتنازِحِ |
|
قُل لِلقَوافِل وَالغزيِّ إِذا غَزَوا | |
|
| وَالباكِرينَ وَلِلمُجِدِّ الرَّائِحِ |
|
إِنَّ السَّماحَةَ وَالمُروءَةَ ضُمِّنا | |
|
| قَبراً بمَرو عَلى الطَّريقِ الواضِحِ |
|
فَإِذا مَرَرتَ بِقَبرِهِ فَاعقِر بِهِ | |
|
| كُومَ الهِجانِ وَكُلَّ طِرفٍ سابِحِ |
|
وَاِنضَح جَوانِبَ قَبرِهِ بِدِمائِها | |
|
| فَلَقَد يَكونُ أَخا دَمٍ وَذَبائِحِ |
|
وَاظهَر بِبِزَّتهِ وَعَقدِ لوائِهِ | |
|
| وَاِهتِف بدَعوة مُصلتينَ شَرامِحِ |
|
آبَ الجُنودَ مُعقِّباً أَو قافِلاً | |
|
| وَأَقامَ رَهنَ حفيرَةٍ وَضَرائِحِ |
|
وَأَرى المَكارِمَ يَومَ زيلَ بِنَعشِهِ | |
|
| زالَت بِفَضلِ فَضائِلٍ وَمَدائِحِ |
|
وَخَلَت مَنابِرُهُ وَحُطَّ سُروجُهُ | |
|
| عَن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَطِرفٍ طامِحِ |
|
وَكَفى لَنا حَزَناً بِبَيتٍ حَلَّهُ | |
|
| أُخرى المنونَ فَلَيسَ عَنهُ بِبارِحِ |
|
رَجَفَت لِمَصرَعِه البِلادُ فَأَصبَحَت | |
|
| مِنّا القُلوبُ لِذاكَ غَيرَ صَحائِحِ |
|
وِإِذا يُناحُ عَلى اِمرئٍ فَتَعلَّمن | |
|
| أَنَّ المُغيرَةَ فَوقَ نَوحِ النائِحِ |
|
يَبكي المُغيرَةَ دينُنا وَزَمانُنا | |
|
| وُالمُعوِلاتُ بِرَنَّةٍ وَتَصايُحِ |
|
ماتَ المُغيرَةُ بَعدَ طولِ تَعَرُّضٍ | |
|
| لِلقَتلِ بَينَ أَسنَّةٍ وَصفائِحِ |
|
وَالقَتلُ لَيسَ إِلى القِتال وَلا أَرى | |
|
| حَيّاً يُؤَخِّرُ لِلشَّفيقِ النّاصِحِ |
|
لِلَّهِ دَرُّ مَنيَّةٍ فاتَت بِهِ | |
|
| فَلَقَد أَراهُ يَرُدُّ غَربَ الجامِحِ |
|
هَلا أَتَتهُ وَفَوقَهُ بِزّاتُهُ | |
|
| يَغشى الأَسِنَّةَ فَوقَ نَهدٍ قارِحِ |
|
في جَحفَلٍ لَجِبٍ تَرى أَعلامَهُ | |
|
| مِنهُ تُعَضِّلُ بِالفَضاءِ الفاسِحِ |
|
يَقصُ السُّهولَةَ وَالحُزونَةَ إِذا غَدا | |
|
| بِزهاءِ أَرعَنَ مِثلِ لَيلٍ جانِحِ |
|
وَلَقَد أَراهُ مُجَفِّفاً أَفراسُهُ | |
|
| يَغشى مَراجِحَ في الوَغا بِمراجِحِ |
|
فِتيانُ عادِيَةٍ لَهُمُ مَرَسُ الوَغى | |
|
| سَنّوا بِسُنَّةٍ مُعلِمينَ جَحاجِحِ |
|
لَبِسوا سَوابِغَ في الحُروبِ كَأَنَّها | |
|
| غُدُرٌ تحَيِّرُ في بُطونِ أَباطِحِ |
|
وَإِذا الضِّرابُ عَنِ الطعانِ بَدا لَهُم | |
|
| ضَرَبوا بمُرهَفَةِ الصُّدورِ جَوارِحِ |
|
لَو عِندَ ذَلِكَ قارَعَتهُ منيّةٌ | |
|
| لحمى الحِواءَ وَضَمَّ سَرحَ السّارِحِ |
|
كَنتَ الغياثَ لِأَرضِنا فَتَرَكتَنا | |
|
| فَاليَومَ نَصبِرُ لِلزَّمانِ الكالِحِ |
|
الآنَ لَمّا كُنتَ أكملَ من مَشى | |
|
| وَاِفتَرَّ نابُكَ عَن شَباةِ القارِحِ |
|
وَتكامَلَت فيكَ المُروءَةُ كُلُّها | |
|
| وَأَعَنتَ ذَلِكَ بِالفَعالِ الصّالِحِ |
|
فَاِنعَ المُغيرَةَ لِلمُغيرَةِ إِذ غَدَت | |
|
| شَعواءَ مُجحِرَةً لِنَبحِ النّابِحِ |
|
صَفّانِ مُختَلِفانِ حينَ تَلاقَيا | |
|
| آبوا بوَجه مُطَلِّقٍ أَو ناكِحِ |
|
وَمُدَحّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ | |
|
| شاكِيَ السِّلاح مُسايفٍ أَو رامِحِ |
|
قَد زارَ كَبشٌ كَتيبَةً بِكَتيبَةٍ | |
|
| يردي لِكَوكَبِها بِرأَسٍ ناطِحِ |
|
غَيرانَ دونَ حَريمه وَتِلاده | |
|
| حامي الحَقيقَةِ لِلعدوّ مُكافِحِ |
|
سَبَقَت يَداكَ لَهُ بِعاجِلٍ طَعنَةٍ | |
|
| شَهَقَت لمنفذها أصولٌ جوانِحِ |
|
وَالخَيلُ تَعثُر في الدِّماءِ وقَد جَرى | |
|
| فَوقَ النُّحور دِماؤُها بِسرائِحِ |
|
فَتَلهَفي لَهفي عَلَيهِ كُلَّما | |
|
| خيفَ الغِرار عَلى المُدَرِّ الماسِحِ |
|
تَشفي بِحلمِكَ لابنِ عَمُكَ جَهلَهُ | |
|
| وَتُرُدُّ عَنهُ كِفاحَ كُلِّ مُكافِحِ |
|
وإِذا يَصولُ بِك ابنُ عَمِّكَ لَم يَصُل | |
|
| بِمواكِلٍ وَكَلٍ غَداةَ تَجايُحِ |
|
صِلٌّ يَموتُ سليمهُ قَبل الرُّقى | |
|
| وَمخاتِلٌ لِعَدوّهِ بِتَصافُحِ |
|
وَإِذا الأُمورُ عَلى الرِّجالِ تَشابَهَت | |
|
| فَتَوَزَّعَت بِمَغالِقٍ وَمَفاتِحِ |
|
فَتَلَ السَّحيلَ بِمُبرَمٍ ذي مرَّةٍ | |
|
| دونَ الرِّجالِ بِفَضلِ عَقلٍ راجِحِ |
|
وَأَرى الصَّعالِكَ بِالمُغيرَةِ أَصبَحَت | |
|
| تَبكي عَلى طَلقِ اليَدينِ مُسامِحِ |
|
كانَ الرَّبيع لَهُم إِذا انتَجَعوا النَّدى | |
|
| وَخَبَت لَوامِعُ كُلِّ بَرقٍ لامِحِ |
|
مَلكٌ أَغَرُّ مُتَوَّجٌ يَسمو لَهُ | |
|
| طَرفُ الصَّديقِ وَغُضَّ طَرف الكاشِحِ |
|
دَفّاعُ أَلويَةِ الحُروبِ إِلى العِدى | |
|
| بِسُعودِ طَيرِ سَوانِحٍ وَبَوارِحِ |
|
كانَ المُهَلّبُ بِالمُغيرَةِ كَالَّذي | |
|
| أَلقى الدِّلاءَ إِلى كفيتٍ مائِحِ |
|
فَأَصابَ جُمّة مُستَقى فَسَقى لَهُ | |
|
| في حَوضِهِ بِنَوازِعٍ وَمَواتِحِ |
|
أَيام لَو يَحتَلُّ وَسطَ مَفازَةٍ | |
|
| فاضَت معاطِشُها بِشربٍ سائِحِ |
|
إِنَّ المهالِبَ لا يَزالُ لَهُمُ فَتىً | |
|
| يَمري قَوادِمَ كُلِّ حَربٍ لاقِحِ |
|
بِالمُقرَباتِ لَواحِقاً أَقرابُها | |
|
| تَجتابُ عَرضَ سَباسِبٍ وَصَحاصِحِ |
|
تُردي بِكُلِّ مُدَجّجٍ ذي نَجدةٍ | |
|
| كَالأُسدِ بَينَ عَرينِها المُتناوِحِ |
|
مُتَلَبِّبَاً تَهفو الكَتائِبُ حَولَهُ | |
|
| مُلحَ البُطونِ مِن النَّضيحِ الرَّاشِحِ |
|
يا عينُ فَاِبكي ذا الفِعالِ وَذا النَّدى | |
|
| بِمَدامِعٍ سَكبٍ تَجيءُ سَوافِحِ |
|
وَابكيهِ في الزَّمَنِ العُثور لكلِّنا | |
|
| وَلِكُلِّ أَرمَلَةٍ وَرَهبٍ رازِحِ |
|
فَلَقَد فَقَدتِ مُسَوِّداً ذا نجدَةٍ | |
|
| كَالبَدرِ أَزهَرَ ذا جَداً وَنوافِحِ |
|
كانَ المَلاكَ لدينِنا وَرَجائِنا | |
|
| وَملاذَنا في كُلِّ خَطبٍ فادِحِ |
|
فَمَضى وَخَلَّفنا لِكُلِّ عَظيمَةٍ | |
|
| وَلِكُلِّ أَمرٍ ذي زَلازِلَ جامِحِ |
|
ما قُلتُ فيكَ فَأَنتَ أَهلُ مَقالَتي | |
|
| بَل قد يُقصِّرُ عَنكَ مَدحُ المادِحِ |
|