مُنْذُ خَلْقِ الكَونِ اغْتَدَى كُلُّ أَمْرٍ | |
|
| سَاجِدًا لله، ازْدَهَى بِهُدَاةِ |
|
يَذكُرُ المَولَى كُلُّ عُودٍ، وَغُصْنٍ | |
|
| كُلُّ وَادٍ، وَزَهرَةٍ، وَحَصَاةِ |
|
وَالبَرَى، وَالهَوَاءِ، وَالمَاءِ، حَمْدًا | |
|
| وَجِبَالٍ، بِالشُّكْرِ، وَالصَّلَوَات |
|
مَالِكُ المُلكِ، وَالدُّنَا لِزَوَالٍ | |
|
| نَحْنُ بينَ الأَقدَارِ، والرَّحَمَاتِ |
|
قَد خَلَقتَ الإِنسَانَ، يُحْيِي وُجُودًا | |
|
| يَعْمُرُ الكونَ، يَنشِدُ الصَّالِحَاتِ |
|
عَابِدًا، يَزْهُو نِعْمَةً، وَسَلامًا | |
|
| شِرعَةً، تَغدُو بِالْحمَى، وَالحَيَاةِ |
|
نِقمَةٌ حَلَّتْ فِي الأَنَا بِجُحُودٍ | |
|
| حِينَ أَنحَى الإِنسَانُ أَزهَى الصِّفات |
|
يَقتِلُ الحُبَّ والإِخَاءَ، وَيَمضِي | |
|
| هَائِمًا، يَحسُو الوِزرَ، وَالنَّقمَاتِ |
|
قَد غَدَا فِي الأَرجَاءِ، يَعثُو، نَسَى مَا | |
|
| قَدَّمَ الحِقدُ، وَالعِدَا مِنْ جُنَاةِ |
|
فَمُرُوجٌ، وَقفْرَةٌ، وَشِعَابٌ | |
|
| وَجِبَالٌ، وَزَهرَةٌ، بِشَكَاةِ |
|
والرَّوَابِي طُيُورُهَا بِنُواحٍ | |
|
| وَدُرُوبٌ تَلقَى الرَّدَى مِنْ طُغَاةِ |
|
وِدِمَاءٌ تروي جِبَاهَ البَرَارِي | |
|
| وَقُلُوبٌ كَالنَّارِ، وَالجَمَرَاتِ |
|
وَتسنَى المَاءُ، اسْتَحَى مِنْ رُوَاءٍ | |
|
| قَد أَحَاطَ الظِّلالَ، وَالثَّمَرَاتِ |
|
فِطرَةٌ بِالأَدوَاءِ تَجْثُو هَوَانًا | |
|
| كُلُّ نَفْسٍ تَشكُو الأَسَى مِنْ بُغَاةِ |
|
وَغَدَا الشَّركُ فِي الوُجُودِ، سَبِيلاً | |
|
| فَاسْتَطَابَ الأَهوَاءَ، وَالنَّزَوَاتِ |
|
وَزمَانٌ مَا عَادَ فيهِ وَفَاءٌ | |
|
| وَاسْتَبَاحَ الأَحقَادَ، والشَّهَوَاتِ |
|
أَظلَمَ اللَّيلُ، والشُّمُوسُ ضِيَاءٌ | |
|
| وغَفَا البَدرُ، مِنْ شَجَى الشَّاكياتِ |
|
وَإذَا أَهدَى السَّلمُ بَعضَ غُصُونٍ | |
|
| كَفْكَفَ الشَّرُ، الدَّمْعَ بِالرَّهَبَاتِ |
|
قَد تَخَلَّى الإِنسَانُ عَنْ رَحمَةٍ، مَا | |
|
| يَجْتَبِي غَيرَ البُغْضِ وَالجَّفَوَاتِ |
|
وَكَأَنَّ اليَوْمَ اسْتَعَانَ بِأَمسٍ | |
|
| بَعدَمَا ازْدَانَ الكَونُ بِالعَاصِفَاتِ |
|
حَاضِرٌ يَشقَى، فِي فَضَاءٍ، وَأَرضٍ | |
|
| مَا جَنى غَيَر الوَيلِ، وَالْقَارِعَاتِ |
|
وَسَقَى مَنْ فِي المَهدِ، جُورًا، وَغَبنًا | |
|
| وَغَدَا دَربُ الحَقِّ صَوبَ المَمَاتِ |
|
ربَّنا إنَّنا فقَدْنَا سَبِيلاً | |
|
| ثمَّ حِدنَا عَنْ شِرعَةٍ، وَهُدَاةِ |
|
يَا هُدَى التَّائِبِينَ أَنْعِمْ عَلَينَا | |
|
| وَاهْدِنَا، أَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ |
|
إنَّنَا فِي شَهرٍ تَجَلَّى انْتصارًا | |
|
| وَسَنَا البَدرِ قَد زَهَا بتُقَاتِ |
|
قَد أَعَزَّ الإِسلَامَ، نَصْرٌ، عَزِيزٌ | |
|
| بِشُمُوخٍ، وَهِمِّةٍ، وَحُمَاةِ |
|
قَد مَلَكْنَا الذِّمَامَ رُغمَ العَوَادِي | |
|
| وَازْدَهَتْ أَرجَاءُ الدُّنَا بالدُّعَاةِ |
|
كُنْ لَنَا يَا رَبَّ الوَرَى، يَا مُعِينًا | |
|
| حفِّنَا بِالأَمَانِ، وَالرَّحَمَاتِ |
|
هَبْ لَنَا سُلطَانَا، وَجُندًا نَصِيرًا | |
|
| نجِّنَا مِنْ كَيدِ العِدَا، وَالطُّغَاةِ |
|
إِنَّكَ اللهُ، أَمنُنَا، وَشِفَاءٌ | |
|
| إِشْفِنَا مِنْ أَسقَامِنَا، وَغَفَاةِ |
|
عَنْ دُرُوبٍ، وَالحَقُّ فِيهَا تَهَاوَى | |
|
| يَطلُبُ العَونَ، وَالحِمَى مِنْ مَوَاتِ |
|
جَفَّتْ فِي السِّمَاءِ الغَوَادِي | |
|
| وَاكْفَهَرَتْ بِالحُزنِ وَالعَادِيَاتِ |
|
قَد بَرِأنَا مِن كُّلِ وِزْرٍ، وَإِثْمٍ | |
|
| فَامْحُ عَنَّا الأَسوَاءَ بِالْحَسَنَاتِ |
|
يَا سَميِعَ النَّجوَى بِصَدرٍ، شَقَينَا | |
|
| مِنْ لَهِيبِ الأَرزَاءِ، وَالعَادِيَاتِ |
|
لَا تُسَلِّطْ مَنْ لَيسَ مِنَّا، عَلَينَا | |
|
| وَاعْفِنَا مِنْ أَفعَالِنَا الخَاسِرَاتِ |
|
وَاهْدِ مَنْ حَادَ عَنْ حِمَى الحَقِّ، فِينَا | |
|
| وَنُفُوسًا، بِالحِقدِ، وَالنَّقمَاتِ |
|
إنّنَا سِرنَا خَلفَ قَومٍ سُكَارَى | |
|
| فَمَشَينَا دَربًا بِلا خَطَوَاتِ |
|
قَد سَئِمنَا أَعمَالنَا، كَسَرَابٍ | |
|
| وَمَضَينَا بِالنَّوحِ، والنَّاعِيَاتِ |
|
أُمَّةٌ شَابَتْ، وَالوَهَى يَعتَريِهَا | |
|
| بِاحتِضَارٌ، يَهوِي بِهَا لِمَمَاتِ |
|
كَيفَ تَسْتَوَهِبُ الأَمَانَ، وَ سِلْمًا | |
|
| بِدُمُوعٍ، تَأسُو طُلُولِ البُنَاةِ |
|
قَد تَوَالَى الأَعدَاءُ، حِقدًا عَلَيهَا | |
|
| حَسَدًا فِي القُلُوبِ كَالجَمَرَاتِ |
|
وَاسْتمالُوا دَربَ الأَفَاعِي جَهَارًا | |
|
| بِسُمُومٍ مِنْ رُقْطِهَا نَاقِعَاتِ |
|
ثمَّ صِرنَا مَجَامِرَ القَهرِ، نَصْلَى | |
|
| رَجَفَاتَ الأَرْمَاقِ والرَّهَبَاتِ |
|
وَابْتُلِينَا قَهْرًا، وَغَبنًا، وَغَدرًا | |
|
| وَعَيَاءً، نَحسُو الرَّدَى مِنْ عُدَاةِ |
|
بِخِسَّةٍ، وَصَمتُنَا يَحتَوِينَا | |
|
| ثُمَّ صِرنَا فِي فُرقَةٍ، وَشَّتاتِ |
|
بَعدَمَا التَفُّوا حَولنَا كَذِئَابٍ | |
|
| وَاستَبَاحُوا الدِّيارَ، وَالعَرَصَاتِ |
|
كَي تَنَامَ الأَفعَى بِأَحضَانِ طِفلٍ | |
|
| وَنَبِيعَ الأَوطَانَ بِالعَبَرَاتِ |
|
وَتَهُونَ الأَعرَاضُ، وَالفُحشُ يَسرِي | |
|
| ثُمَّ نَجنِي مِنْ حَولِنَا حَسرَاتِ |
|
مِثلَمَا حَطَّمُوا رُبُوعَ الخَوَالِي | |
|
| وَبَكَينَا الأَشهَادَ والذِّكْرَيَاتِ |
|
عِندَّمَا نَالُوا مُنيَةً، وَمُرَادًا | |
|
| بَعدَمَا اغْتَالُوا أُمَّةً فِي سُبَاتِ |
|
نَالَ أَعدَاءُ الدِّينِ مِنْ وِحدَةٍ، حِي | |
|
| نَ اسْتكَانَتْ لِفتنةٍ، وَبُغَاةِ |
|
أَسكَنُوا حَدَّ الغَدرِ، فِي كُل نَفْسٍ | |
|
| هدَّمُوا جِسر الوِدِّ، والرَّحَمَاتِ |
|
وَانْتَهَجْنَا دَربَ الغَوَى وَالتَّمَنِي | |
|
| وَانْتَشَينَا بِرِفقَةِ الغَانِيَاتِ |
|
نَكبَةٌ طَافَتْ، وَالوِئَامُ تَجَافَى | |
|
| بَينَ أَبنَاءِ المَجدِ والسَّرَوَاتِ |
|
نَضَبَتْ أَنْهُرُ اليِقِينِ وَغَاضَتْ | |
|
| وَأَنِينُ الصَّمتِ اكْتَوَى كُلَّ ذَاتِ |
|
أُمَّةُ الإِسلاَمِ اشْتَكَتْ مِن أَنِينٍ | |
|
| مِنْ جِرَاحٍ، تَحْسُو الفَنَى مِن عُتَاةِ |
|
مِثْلُ وَهْمٍ، حَطَّتْ عَلَيكِ الدَّواهَي | |
|
| تَشْتَكِينَ الأَدوَاءَ والرَّجَفَاتِ |
|
تَسْأَلِينَ الشِّفَاءَ دُوْنَ جَوَابٍ | |
|
| تَلْعَقِينَ الأَحزَانَ وَالعَبَرَاتِ |
|
وَاشْتَرَيتِ الأَمَانَ، حَدَّ خُضُوعٍ | |
|
| وَارْتَضَيتِ الحَيَاةَ مِثلَ الوَفَاةِ!؟ |
|
وَصَهِيلِ الخُيُولِ بِالوَجْدِ بَاكٍ | |
|
| يَستعيدُ الأَمجَادَ والذِّكْرَيَاتِ |
|
قَد رَنَا لِلفُرسَانِ حِينَ الخَوَالِي | |
|
| عِنْدَ أَعلاَمِ البِشْرِ وَالغَمَرَاتِ |
|
قَد تَهَاوَتْ غَرْنَاطَةُ العُرْبِ قَسْرًا | |
|
| بَاتَ عِزُّ الأَجدادِ ذِكْرَى مَمَاتِ |
|
أَنصَفَ الدَّهرُ، ثُمَّ أَزرَى عَلَينَا | |
|
| قَد نَبَا الرُّمحُ بَينَ أَيدِ الرُّمَاةِ |
|
كَيْفَ نَأسوُ قُدسًا، وَنَنعِي عِرَاقًا | |
|
| نَرتَجِي مُلكًا صَارَ بَينَ رُفَاتِ |
|
لَا اللَّيالِي أَوْفَتْ، وَلَا الصَّبرُ دَاوَى | |
|
| كَالغَوَانِي بِصُحبَةٍ لَاهِيَاتِ |
|
دَمْعُنَا مَرْقُوقٌ، بِلَيلٍ عُوَاءٍ | |
|
| وَالعَوَادِي تَجُوبُ بِالمُهلِكَاتِ |
|
أَرضُنَا عَانَتْ، مِنْ ظَمَاءٍ، وَبَطشٍ | |
|
| فَجرُنَا غَابَ مِنْ رَدَى النَّكَبَات |
|
قُدسُنَا شَابَتْ، مِنْ وُعُودٍ، وَأَسرٍ | |
|
| لَمْ تَزَلْ فِي دَربِ النَّوَى، وَالشَّتَاتِ |
|
فِي عَرَاءٍ بَينَ الرَّدَى وَهَجِيرٍ | |
|
| وَحِدادِ الإِدْجاَءِ، وَالنَّائِحَاتِ |
|
وَالأَيَامِي تُمسِي بدَمْعِ الثَّكَالَى | |
|
| وَقُلوبٌ بِالوَيلِ، وَالرَّجَوَاتِ |
|
هدَّمُوا أَحلامَ الصِّبا بِجُنُونٍ | |
|
| أَحْرَقُوا الدَّارَ رُغمَ صَرْخِ الفَتَاةِ |
|
أَضْرَمُوا النَّارَ فِي عُيُونِ الأَمَانِي | |
|
| وَالدَّمُ الجَارِي قَد رَوَى الفَلَوَاتِ |
|
كَمْ شَهِيدٍ يَا قُدْسُ غَدرًا تَهَاوَى!؟ | |
|
| حَامِلاً رَايَاتِ اللُّقَى وَالهُدَاةِ |
|
كَمْ جَرِيحٍ يَصْبُو النَّجَا أَقبَرُوهُ | |
|
| وَوُجُودٌ يَرْضَى الفَنَى كَالْعُدَاةِ |
|
تَحْتَ عَينِ الزَّمَانِ، مُنذُ دُهُورٍ | |
|
| وُعَدَاءٌ يَا أَمَّةً بِطُغَاةِ |
|
كَيفَ تَسْتَأَسِدُ الكِلَابُ عَلَينَا | |
|
| بَعدَمَا كُنَّا الِبيضَ، وَالسَّرَوَاتِ |
|
وَمَنَارًا، مَشَاعِلَ الكَونِ تَزهِي | |
|
| نُورُهَا أَيقَظَ السَّمَا وَالفَلاةِ |
|
أُمَّةٌ مَا اسْتعَصَى عَلَيهَا مُحالٌ | |
|
| هدَّمَتْ جِسْرَ الخَوفِ وَالعَقَبَاتِ |
|
رُغْمَ أَشجَارِ الحُزْنِ، وَالأَرْضِ تَزوِي | |
|
| بَعْدَ أَهوَالِ البَطشِ، وَالنَّكَبَاتِ |
|
وَدِيَارٍ صَاحَتْ، كَفَانَا احْتِرَاقًا | |
|
| وَرَبِيعِ الورد ابْتَكَى مِنْ عُتَاةِ |
|
رُغمَ غَدرٍ، جُذُورُهَا سَوفَ تَحيَا | |
|
| سَوفَ تَبقَى ظِلالُهَا، بَاسِقَاتِ |
|
لَو تَجَافَتْ أَغصَانُهَا عَنْ زُهُورٍ؟ | |
|
| أَو تَهَاوتْ أَفيَاؤُهَا خَاوِيَاتِ |
|
وَخَرِيفٌ دَامٍ غَشَى كُلَّ عُودٍ؟ | |
|
| فَالرَّبيعُ الشَّادِي لَهَا بِحُماةِ |
|
أُمَّتي لَا، لَنْ تَسقُطِي أَو تَشِيبِي | |
|
| سَوفَ تَزهِينَ بِالعُلا، والأُبَاةِ |
|
تَملأينَ الأرجَاءَ، بِالنَّصرِ وَعْدًا | |
|
| رُغمَ إِخْوَانَ البُهْمِ، والغَانِيَاتِ |
|
رُغمَ فِكْرٍ يَشْدُو الخَنَا وَالعَوَارِيْ | |
|
| يَستَبِيحُ الفَسَادَ، وَالشَّهَوَاتِ |
|
لنْ تَغِيبَ الشُّمُوسُ عَنْكِ بِيَوَمٍ | |
|
| أَوتَهُونَ الذِّكرَى بِمُعتَذِرَاتِ |
|
أَو تَمَوتَ الآمَالُ، قَسْرًا، وَغَصْبًا | |
|
| إنَّكِ العَهدُ، وَالوَفَا، بِوُلَاةِ |
|
لَنْ تَطُولَ الأَرزَاءُ فِينَا طَوِيلَا | |
|
| سَوفَ نَغدُو نَارًا عَلَى كُلِّ عَاتِ |
|
وَالوَهَى يخبُو، ثُمَّ يَفْنَى سَرَابًا | |
|
| نَهتَدِي صَوبَ الحَقِّ، وَالعَزَمَاتِ |
|
لَنْ يَنَالَ الأَعدَاءُ مِنْكِ مُصَابًا | |
|
| بِرِجَالٍ، وَصَحْوَةِ المُسلِمَاتِ |
|
سَوفَ تبقينَ النُّورَ يَسرِي ضِيَاءً | |
|
| بِعِيِونِ الأَقَمَارِ، وَالفَلَوَاتِ |
|
إنَّكِ القُدسُ، وَالهَوَى فِيْكِ أَقصَى | |
|
| إنَّكِ الجُرحُ، قَد شَكَا بِالفُرَاتِ |
|
إنَّنَا شَعبٌ وَاحِدٌ، صَامِدٌ، بِانْتِمَاءٍ | |
|
| وَالْخَوَالِي ترنُو لَنا شَاهِدَاتِ |
|
لًغَةٌ، تَارِيخٌ، وَفِكرٌ، وَدِينٌ | |
|
| أَمَلٌ فِي النُفُّوسِ، وَالخَلَجَاتِ |
|
مَا اسْتَطَاعَ الَأنْكَاسُ وَأدَ الخَوَالِي | |
|
| وَاغْتِيَالَ الوَلَاءِ، أَو مَحوَ ذَاتِ |
|
عَرَبِيٌ، هَوِيَتِي فِي دِمَائِي | |
|
| فِي وجُوُدِي، أَزكَى المُنَى والصِّفَاتِ |
|
أَنتِ مِيثَاقُ العُمرِ، فَخْرٌ، وَمَجْدٌ | |
|
| فِي قُلُوبٍ بِالله مُلتَفِحَاتِ |
|
لَا، وَلَنْ يَغتَالُوا العَفَافَ، وَهَديًا | |
|
| دينُنَا شَمْسُ الأرْضِ والسَّمَوَاتِ |
|
نَهْجُنَا، نَهْجُ الْمُصطَفَى، بِوَفَاءٍ | |
|
| يَلتَقِينَا طَوْعًا، بِلا نَزَعَاتِ |
|
إِنَّها أيَّام الدُّنا دُوَلٌ، مَا | |
|
| دَامَ مُلْكٌ فِي الكَوْنِ بِالْعَصَوَاتِ |
|
كُلُّ عَصْرٍ يَا أُمَّةَ النُّورِ فِيْهِ | |
|
| كُبْوةٌ، تَسرِي، كَالفَنَى وَالمَمَاتِ |
|
رُبَّمَا طَالَ الشُّوق كَي تَتَوَارَى | |
|
| ثُمَّ يَعدُو الفُرسَانُ صَوبَ الغُزاةِ |
|
يَحمِلونَ الأَمجَادَ، حَقًّا، وَوَعدًا | |
|
| بِاقْتِدَار،ٍ وَحنْكَةٍ، وأُباةِ |
|
أُمَّةٌ شَادَتْ فِي الدُّهُورِ، عُرُوشًا | |
|
| حَقَّقَت فِي ظِلاَلِهَا المُعْجِزَاتِ |
|
فَانْظُرُوا التَّارِيخَ الذِي دَامَ صَحوًا | |
|
| وَسَلَوا عَن أَجبَالها الرَّاسِيَاتِ |
|
مَاغَفَتْ عَنهَا الشَّمسُ يَومًا، وَغَابتْ | |
|
| فِي الدُّجَى، بَينَ الغَيمِ وَالحَادِثَاتِ |
|
وَبَريقُ الصُّرُوحِ دَامَ سَنَاهُ | |
|
| قَد أَظَلَّ الأَكوَانَ وَالكَائِناتِ |
|
غَرَّدَ الطَّيرُ، وَالزُّهُورُ اسْتَفَاقَتْ | |
|
| وَالنَّدَى أَيقَظَ الرُّبَا بِسُقَاةِ |
|
رَفْرَفَتْ أَعلاَمُ الهُدَى بِإِبَاءٍ | |
|
| فَوقَ ظَهْرِ الإِيفَاعِ وَالفَلَوَاتِ |
|
أُمَةٌ سَادَتْ رِفعَةً، وَيَقِينًا | |
|
| أَجفَلَتْ لَيلَ الغَدرِ بِالصَّحَوَاتِ |
|
وَارْتَقَتْ عِلْمًا، عَانَقَ الكَونَ نُورًا | |
|
| حِينَ أنْحَى الأَدوَاءَ، وَالظُّلُمَاتِ |
|
وَاسْتَدَامَتْ يَدَ المُنَى بِعَطَاءٍ | |
|
| وَازْدَهَتْ أَرجَاءَ الدُّنَى بِرُعَاةِ |
|
وَحُدُودُ المَولَى، أُقِيمَتْ قَصَاصًا | |
|
| كَفَلَتْ لِلإنسَانِ حَقَّ الحَيَاةِ |
|
أَصْبَحَ العَدلُ، وَالأَمَانُ طَلِيقٌ | |
|
| وَصحَا الحَقُّ بِالهُدَى مِنْ غَفَاةِ |
|
أُمَّةٌ بِالدِّين القَوِيمِ اسْتَضَاءَتْ | |
|
| أُمَّةٌ مَا خَلَتْ مِنَ الرَّائِدَات |
|
مِنْ خَدِيجَاتٍ وَالوَفَاءُ تَسَامَى | |
|
| قَد غَدَا يَشْدُو مَهْجَةَ المُؤمِنَات |
|
وَازْدَهَتْ أَقمَارِ السَّمَا بنِسَاءٍ | |
|
| مُسلِمَاتٍ، بِعِفَّةِ العَائِشَاتِ |
|
أمَّهَاتٍ، بِعِزَّةٍ، وَفِدَاءٍ | |
|
| عَابِدَاتٍ، بِخَشعَةِ الفَاطِمَاتِ |
|
زَاهِرَاتٍ مِثلِ الشَّذَا فِي رَبِيعٍ | |
|
| عَاطِرَاتٍ، كَنِسمَةِ الزَّينَبَاتِ |
|
هَذِهِ خَنسَاءُ الزَّمَانِ، دُلَيلٌ | |
|
| فِي الوَغَى، والأَحزَان، وَالغَمَرَاتِ |
|
أَصْبَحَتْ قُدوَةً، وَنَهجًا، وَعَهدًا | |
|
| إِسمُهَا فِي القُلُوبِ والصَّفَحَاتِ |
|
كَمْ نِسَاءٍ قَد أَنْجَبَتنَ رِجَالاً | |
|
| فَأَضَاءُوا الأَصْقَاعَ، والْحُجُرَاتِ |
|
بِصُمُودِ الفُرسَان فِي كُلِّ فَجٍ | |
|
| رُغمَ كَيدِ الأَعدَاءِ، وَالعَثَرَاتِ |
|
بِشُمُوخٍ، وَرِفعَةٍ، وَوَلاءٍ | |
|
| يَحمِلُونَ الرَّايَاتِ، وَالرَّمَيَاتِ |
|
وَامْتَطُوا رِيحَ الحَربِ، صَوبَ انْتِصَارٍ | |
|
| قَد زَهَا حَينَ السِّلمِ، وَالغَزَوَاتِ |
|
فِي سَبِيلِ الله، الشَّهَادَةُ تَسمُو | |
|
| بِقُلُوبٍ نّدِّيَةٍ، صَابِرَاتِ |
|
أُمَّةُ الهَادِي لَنْ تَبُورَ عَطَاءً | |
|
| وَرِجَالاً، مِنْ أمَّهَاتٍ تُقَاتِ |
|
تَمْتَطِي بِالأَجوَادِ سَفحَ الغَوَادِي | |
|
| تغْتَدِي بِاللهِ، الوَغَى، وَالقَنَاةِ |
|
وَازْدَهَتْ بِالإِسلامَ، فِيْئًا وَظِلاًّ، | |
|
| بِرَسُولٍ، جَاءَ الدُّنَى لِهَدَاةِ |
|
وَكِتَابٍ جَاءَ الوَرَى عَرَبِيًا | |
|
| مِنْهَجًا لِلإنسَانِ، طَوقَ نَجَاةِ |
|
بِالتُّقَى يُحيِي فِطرَةً، وَعَفَافًا | |
|
| قَد غَدا نَهْجَ الأَرضِ، وَالسَّمَوَاتِ |
|
يَمْحِقُ الشَّرَّ فِي الوُجُودِ، وَإِثمًا | |
|
| يُخرِجُ الإِنسَ مِنْ دُجَى الظُّلُمَاتِ |
|
هَا هِيَ الأَفيَاءُ اكْتَسَتْ بِرَبِيعٍ | |
|
| عَانَقَتْ شَدوَ الطَّيرِ والنَّسَمَاتِ |
|
وَزَهَا وَعدُ الحَقِّ طَافَ النَوَّاحِي | |
|
| وَاجْتَبَى الصَّادِقُونَ وَالصَّادِقَاتِ |
|
كُلُّ وَادٍ، وَرُبْوَةٌ، وَشِعَابٍ | |
|
| كُلُّ بِيدٍ تَبَدَّلَتْ، ثَمَرَاتِ |
|
وَسَنَا الأقمَارُ ازْدهَى فِي سَمَاءٍ | |
|
| مُصطَفَى هَلَّ بِالوَفَا، وَعَفَاةِ |
|
يُنقِذُ الإِنسَ وَالدُّنَا مِنْ ضَلالٍ | |
|
| بَعدَمَا صَارَ الشِّركُ نَجْوَى الحَيَاةِ |
|
قَد سَمَا يَا مُحَمِدٌ بَكَ كَونٌ | |
|
| وَارْتَدَى ثَوبَ الْحَقِّ وَالبيِّنَات |
|
مُصْطَفَى قَد صَفَاكَ رَبُّ البَرَايَا | |
|
| قَبلَ خَلقِ الأَكْوَانِ، وَالكَائِنَاتِ |
|
إِسمُكَ الشَّادِي، نِعمَةٌ وَمَنَارٌ | |
|
| فِي قُلُوبِ النَّاسِ، اغْتَدَى أُمنِياتِ |
|
لِلعُيُونِ، الإِبصَارَ صَوبَ بَهَاءٍ | |
|
| فِي الفُؤَادِ الإحساسَ، وَالخَلَجَاتِ |
|
في النُّفوسِ، السَّلامَ يَجْنِي مَفَازٍ | |
|
| فيِ الوُجُودِ، الأَمَانَ والرَّحَمَاتِ |
|
تَتَوَارَى عَنْكَ الخطَايَا حَيَاءً | |
|
| مِنْ سَمَا أَخلَاقٍ، وَأَزكَى صِفَاتِ |
|
تُقبِلُ الأَرضُ، بِالشَّذَا قَبلَ أَنْ تَخْ | |
|
| طُو عَلَيهَا، شَوقًا إِلَى الخَطَوَاتِ |
|
وَكَأنَّ الشُّمُوسَ أَبقَتْ سَنَاهَا | |
|
| وَالدُّجَى هَامَ، قَد هَوَى فِي سُبَاتِ |
|
فَسَنَاكَ، ازْدَانَتْ بِهِ وَاسْتَضَاءتْ | |
|
| لَمْ تَزلْ تَستَضِئُ رُغْمَ الغُفَاةِ |
|
يَا رَسُولًا، وَهَادِيًا، وَنَذِيرًا | |
|
| يَا حَبِيبًا، عَانِيتَ حَرَّ أَذَاةِ |
|
مِنْ جَفَاءٍ، وَرَوْعَةٍ، وَفِرِاقٍ | |
|
| وَاحْتَمَلْتَ الإِيذَاءِ، وَالعَقَبَاتِ |
|
فَاجْتَبَيتَ الصَّبرَ الجَميلَ، سَبِيلاً | |
|
| بِجِهاَدٍ، وَدَعوَةٍ، وَأَنَاةِ |
|
ثُمَّ فَوَّضْتَ الأَمرَ لله عَزْمًا | |
|
| وَانْتَهَجتَ الدُّعَاءَ، وَالصَّلَوَاتِ |
|
فَحَباَكَ المَولَى بِنًصرٍ عَزِيز | |
|
| قَد أَعَزَّ الحَيَاةَ، وَالكَائِنَاتِ |
|
وَاسْتَفَاقَ الأَمسُ، ازْدَهَى بِوَلاءٍ | |
|
| وَمَضَى عَنْ لَيلِ العِدا، وَالعُصَاةِ |
|
وَسَمَاءٌ قَد أَقبَلَتْ بِالغَوَادِي | |
|
| وَشُجُونٌ تَبَدَّلَتْ بَسَمَاتِ |
|
وغَشَى ظَهرَ الأرضِ هَديٌ، وحُبٌّ | |
|
| وَاكتَسَتْ كُلُّ قَفْرَةٍ بِنَبَاتِ |
|
وَاستَوَى الفَقرُ، وَالغِنَى بَعدَ جُورٍ | |
|
| وَاستَتَابَ المَرءُ، اهْتَدَى بِعَظَاتِ |
|
أَنْشِدِي يَا عُرُوبَةً مَجدَ أَمسٍ | |
|
| رَدِّدِي إِسمَ اللهِ فِي الغَمَرَاتِ |
|
فِي سَلامٍ، وَفِي الرِّضَا، وَبَلاءٍ | |
|
| حِينَ سَعدٍ، وَنِعمَة، وَنَجَاةِ |
|
كَي يَعودَ الإِسلامُ دِينًا وَضِيئَا | |
|
| يَعتَلِي أَجبَالَ الدُّنَا، بِثَبَاتِ |
|
وَيُنِيرَ القُلُوبَ قَبلَ وُجُودٍ | |
|
| يَزدَهِي نَفْسًا، بِالمُنَى العَطِرَاتِ |
|
يَاعُيُونَ البَدرِ السَّعِيدِ، وَأَمسٍ | |
|
| وَصُرُوحًا، تَأبَّطِي ذِكرَيَاتِ |
|
إِنَّنَا أَسيَافُ الوَغَى، جُندُهَا، لَا | |
|
| نَرتَضِي غَيرَ المَجدِ، وَالسَّرَوَاتِ |
|
كَمْ رِجَالٍ بِالأَمسِ جَابُوا النَّوَاحِي | |
|
| وَاسْتَجَابُوا لِلحَقِّ ضِد الغُزَاةِ |
|
أَينَ مَجدُ الخَطَّابِ يَا قُدسُ يَزهِي | |
|
| فَوقَ أَعلَامِ النَّصرِ، وَالعَزَمَاتِ |
|
جَاءَ يَسعَى إِلَى دِيَارِ الخَوَالِي | |
|
| عَازِمًا، يَخطُو لِلعُلا بِثُقَاتِ |
|
فَاستَعَادَ الأَقصَى وَأَرسَى عُهُودًا | |
|
| أَذَّنَ الفَجرُ لِلهُدَى وَصَلاةِ |
|
وَهُنَاكَ الآمَالُ تَزْهِي زَمَانًا | |
|
| وَالحِمَى، وَالغَيَاثُ، وَعدُ الْحُمَاةِ |
|
هلَّلتْ، تَستَغِيثُ مُعْتَصِمَاهُ | |
|
| أَينَ مِنِّي، مِنْ نَجْدَةِ المُسْلِمَاتِ |
|
صَيَّرَ الجُندَ، وَاستَجَابَ دِفَاعًا | |
|
| عِنْكِ، يَا أُختَ الدِّينِ، رَمزَ الأُبَاةِ |
|
حَبَّةُ الرَّملِ، لَو اسْتَجَارتْ ظِمَاءً | |
|
| هَبَّ غَوثًا لَهَا، لِدَارِ البُغَاةٍ |
|
وَصَلاَحُ الدِّينِ اسْتَعَادَ بِعَزٍّ | |
|
| مَا هَوَى يَا قُدسُ المُنَى فِي غَفَاةِ |
|
حَقَّقَّ النَّصرَ، وَالوَفَا، بِوعُودٍ | |
|
| دَامَ رَمزًا للسِّلمِ، وَالرَّحَمَاتِ |
|
هَا هُمُ العُربُ نَجدٌةٌ، وَإِبَاءٌ | |
|
| هَذهِ شِيمَةُ الرِّجَالِ، الرُّعَاةِ |
|
يَنصُرُونَ الشُّعُوبَ وَعْدًا، وَصِدقًا | |
|
| يَحمِلُونَ الأَوطَانَ فِي الخَلَجَاتِ |
|
بَعدَمَا أزَّ الغَدرُ بْعْضَ نُفُوسٍ | |
|
| وَشَرِبْنَا مِنْ نَهْرِنَا قَطَرَاتِ |
|
ظَنَّ أَعدَاؤكِ انْطَوَيَتِ كَحُلْمٍ | |
|
| وَالخَوَالِي أَمسَتْ فَنَى، وَمَوَاتِ |
|
إِنَّمَا ظَنُّوا مُنْيَةً، ونكَالاً | |
|
| فِي صُدُورٍ بِالْحِقدِ مُحتَقِنَاتِ |
|
إِنّنَا وَعدُ الحَقِّ فِي كُلِّ آنٍ | |
|
| كَيف تُمْسِي عُروُشُنَا خَاوِيَاتِ؟! |
|
كَيْفَ تَخْبُو الأَوطَانُ، وَالعزُمُ بَاقٍ؟! | |
|
| واللِّقَاءُ الشَّادِي بِقُدسٍ لآتِي؟! |
|
كَيْفَ وَالوَعدُ سَوفَ يَغدُو مُجِيبًا | |
|
| بِعِنَاقِ الأَجوَادِ، وَالغَادِيَاتِ |
|
كَيْفَ والدَّارُ زَانَهَا الحُبُّ، تَصْبُو | |
|
| لِلصِّبَا، وَالأَفرَاحِ، والذِّكْرَيَاتِ |
|
حَينَ تَسْتَبدِلُ الشُّرُودَ، وَدَمْعًا | |
|
| بِاللِّقَى، وَالأَمَانِ، والسَّكَنَاتِ |
|
كَيْفَ وَالجَفنُ لَا يَنَامُ، انْتِظَارً | |
|
| وَاشْتِيَاقًا، لِلأرضِ، وَالثَّمَرَاتِ |
|
لِعُيُونِ البَدرِ الذِي دَامَ هَدْيًا | |
|
| لِلِقَاءِ الأَصِيِلِ، وَالنَّسَمَاتِ |
|
لِوُرُودٍ فِي المَهدِ، تَرنُو ارْتِوَاءً | |
|
| مِنْ رِضَابِ الأَغْصَانِ، والشَّجَرَاتِ |
|
بَدَّدِي كَيدَ المُعْتَدِي يَا بَلادِي | |
|
| وَانهَضِي يَا عُرُوبَةً مِنْ سُبَاتِ |
|
وَارْفَعِي رَايَاتِ الهُدَى، وَكِتَابًا | |
|
| شِرعَةً، قَامَتْ في الدُّنا لِهَدَاةِ |
|
وَانشُرِي فِي الأَرجَاءِ عِزَّ الخَوَالِي | |
|
| سَوْفَ نَزهُو بِرَجْعَةٍ فِي غَدَاةِ |
|
وَاستَفِيقِي سَلِيْلَةَ الأَمسِ، فَخْرًا | |
|
| نَبعَ قَومِيِّةٍ، سَمَتْ بِرُعَاةِ |
|
بِدُرُوبِ الأَجدَادِ، وَالصِّدقُ جَارٌ | |
|
| وَنَشيدِ الثٌّوَارِ فِي الغَمَرَاتِ |
|
مَا غَفَتْ عَنْكِ وِحدَةٌ أَو تَجَافَتْ | |
|
| لَمْ يَزَلْ فيْكِ، وَعدُهَا بِثَبَاتِ |
|
سَوفَ تَأتِي الحُقُوقُ، سِلمًا، وَطَوعًا | |
|
| أَو قِتَالاً، يَغدُو بِنَصرِ الحُمَاةِ |
|
نَعتَلِي بِالأَجنَادِ سَفحَ الرُّوَابِي | |
|
| إنَّنَا آسَادُ الشَّرَى بِثقَاتِ |
|
أُمَّةٌ فِيهَا الدِّينُ وَالجُندُ بَاقٍ | |
|
| لَمْ تَكُنْ يَومًا غَيرَ شمَسِ الحَيَاةِ |
|
أَنتِ لَولَا الإِيمَانُ، مَا دُمتِ فَجْرَا | |
|
| عَابِقًا، يَصحُو بالمُنَى وَهُدَاةِ |
|
لَو تَجِفُّ الأنهَارُ قَهْرًا، وَقَسْرًا | |
|
| أَو يَشِيبُ الوِلْدَانُ، مِن فَزَعَاتِ |
|
أو تهَاوَى سُقفِ البِنَاءِ حَطِيْمًا | |
|
| سَتَظّلُّ الأَطلالُ رَمزَ البُناةِ |
|
فَالعُلا وَعْدٌ، وَالأمَانِيْ قِطَافٌ | |
|
| فِي دُرُوبٍ بِالحَقِّ مُعتَمِرَاتِ |
|
أَنتِ مِيثَاقُ العُمرِ، فَخرٌ، وَمَجدٌ | |
|
| فِي قُلُوبٍ بِالله مُلتَفِحَاتِ |
|
والسَّمَا رُغمَ الغَيمِ، تَبقَى سَمَاءً | |
|
| والنَّهَارُ الغَافِي، بِنُورٍ لَآتِي |
|
وخَرِيفٌ بِالوَجْدِ يَغدُو عَتيًا | |
|
| سَوفَ يَنْأَى عَنْ دَوحَةٍ، وَحَيَاةِ |
|
وَرَبِيعٌ بِالحُبِّ يَشدُو نَدِيًا | |
|
| بِصفاءٍ، وَبهجَةِ النَّفَثَاتِ |
|
يَا إِلَهِي، يَا رَبَّنَا، يا قَدِيرًا | |
|
| أَمْرُكَ السَّارِي يَجتَبِي الحَادِثَاتِ |
|
فَاحْمِنَا مِنْ شَرِّ العِدَا، وَالدَّوَاهِي | |
|
| مِنْ بَهِيمِ الأَهوَاءِ، وَالرَّغَبَاتِ |
|
كُنْ لَنَا وَاشْدُدْ أَزرَنَا يا غَيَاثًا | |
|
| حفِّنَا بِالأَمَانِ وَالرَّحَمَاتِ |
|
وَاعْفُ عَنَّا، وَتُبْ عَلَينَا بَمَنٍ | |
|
| وَارْضِنَا يَوْمَ العَرضِ، وَالرَّهَبَاتِ |
|
اللَّهمَّ اسْترْ مَا غَدَا مِنْ ذُنُوبٍ | |
|
| مَا بَدَا مِنْهَا، أَو سَرَى مِنْ خَطَرَاتِ |
|
كُلُّ نَفْسٍ تَدعُوكَ يَا رَبَّ صِدقًا كَي تَقِيهَا مِنْ يَومِ حَشرٍ لآتِي
|
هَلْ سَتَأوِي لِجَنَّةٍ وَسَلامٍ | |
|
| أَم سَتَهوِي الَى رَدَى السيِّئاتِ |
|
يَومَ لا يَنْفَعُ البَنُونُ، وَمَالٌ | |
|
| أَوخَليلٌ، غَيرُ الهُدَى وَالثَّبَاتِ |
|
وَالوَرَى كَالجَرَادِ مِنْ كُلِّ صَوبٍ | |
|
| تَشرَئِّبُ الأَعنَاقُ بِالرَّجَفَاتِ |
|
فَقُلُوبٌ بِالخَوْفِ تَخْشَى عَذَابًا | |
|
| وَنُفُوسٌ بِالبِشْرِ، وَالرَّحَمَاتِ |
|