النفسُ تَكلَفُ بالدنيا وقد عَلِمَت | |
|
| أن السَّلامةَ منها تَركُ ما فيهَا |
|
واللَّهِ ما قَنَعَت نَفسِي بما رُزِقَت | |
|
| من المَعيشَة إلا سوفَ يكفيها |
|
أموالُنا لِذَوي المِيراثِ نَجمَعُها | |
|
| ودُورُنا لِخَرَابِ الدَّهرِ نَبنيها |
|
قِس بالتجاربِ أحدَاثَ الزَّمَانِ كما | |
|
| تَقِيسُ نَعلا بِنَعلٍ حين تَحذُوها |
|
واللَّهِ ما غَبَرت في الأرضِ ناظِرةٌ | |
|
| إلا ومرُّ الليالي سَوف يَفنِيها |
|
أينَ المُلُوكُ التي عن خَطبِها غَفَلَت | |
|
| حتى سَقَاها بكأسِ المَوتِ ساقيها |
|
غَرَّت زَمانا بِمُلكٍ لا دوامَ له | |
|
| جَهلا كَما غَرَّ نفسا من يُمَنِّيها |
|
وصبَّحت قومَ عادٍ في ديارِهمُ | |
|
| بمقطعٍ يوما عادتهُم عَواديها |
|
وتُبَّعا وثمودَ الحِجر غادرهُم | |
|
| ريبُ المَنون رَميما في مَغَانِيها |
|
فكيفَ يَبقَى على الأَحدَاثِ غَابِرُنا | |
|
| كأنَّنا قد أظَلَّتنَا دَواهِيها |
|
نلهُو ونأمُل أيَّاما نُعَدُّ لنا | |
|
| سريعةَ المرِّ تَطوينا ونَطويها |
|
كم من عزيزٍ سيَلقَى بعد عِزَّتِه | |
|
| ذُلاً وضاحكةٍ يوما ستَبكِيها |
|
وللحُتُوفِ تُربِّي كلُّ مُرضِعَةٍ | |
|
| وللحِسَابِ بَرَى الأروَاحَ باريها |
|
لا تَبرَحُ النفسُ تُنعَى وهي سالمةٌ | |
|
| حتى يقومَ بنادي القَوم ناعيها |
|
ولن تزالَ طوَالَ الدَّهرِ ظاعِنةً | |
|
| حتَّى تُقيمَ بِوَادٍ غَيرِ واديها |
|