أَلَم تَرَ أنّي وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ | |
|
| لَهُنَّ صُروفٌ بِالفَتى تَتَصَرَّفُ |
|
تَبَدَّلتُ بِالمِصر السَوادَ فَلَم يَكُن | |
|
| بِهِ بَدَلاً أَعتاضُ عَنهُ وَأُخلَفُ |
|
يُراطِنُني أَنباطهُ مِن كَلامِها | |
|
| بِما لَيسَ مِنهُ ما أَبينُ وَأَعرِفُ |
|
وَلا يَعرِفونَ القَولَ مِنّي كَأَنَّني | |
|
| أُحاوِلُ أَعيارَ السُيوفِ وَتَكرِفُ |
|
إِذا شِئتَ أَن تَلقى اِمرَءاً ناكَ أمَّهُ | |
|
| وَيَزعمُ جَهلاً أَنَّ ذَلِكَ أَشرَفُ |
|
وَمُعتَصِمٍ لَم يَعرِفِ اللَّهَ قَلبُهُ | |
|
| وَيُظهِرُ قَومٌ أَنَّهُ مُتَحَنِّفُ |
|
تَعَرَّوا مِنَ الأَخلاقِ إِلّا سِعايَةً | |
|
| فَكُلُّهُم فيها يَخُبُّ وَيوجِفُ |
|
وَأَصدَقُهُم في القَولِ مَن هُوَ كاذِبٌ | |
|
| وَأَوفاهُمُ بِالوَعدِ مَن هُوَ مُخلِفُ |
|
فَلا قَدَّسَ اللَهُ الزَمانَ مَحَلّهُ | |
|
| وَلا زالَ عَنهُ نافِعُ الغَيثِ يُصرَفُ |
|
بِلادٌ يُضَرُّ الحُرُّ فيها بِنَفسِهِ | |
|
| وَيُعتَبُ فيها المُسلِمُ المُتَعَفِّفُ |
|
فَمِنها النَّجا ثُمَّ النَّجا نَحوَ بَلدَةٍ | |
|
| تُكَرَّمُ فيها ما أَتَيتَ وَتُتحَفُ |
|
بِها مِن مَواليكَ الأَقارِبِ عُصبَةٌ | |
|
| تُحَدِّبُها قُربى عَلَيكَ وَتعطِفُ |
|
إِذا سامَكَ المَرءُ العَزيزُ ظُلامَةً | |
|
| أَبَت ذاكَ أَسيافٌ وَسُمرٌ تَثَقَّفُ |
|
إِلى اللَّهِ أَشكو ما لَنا مِن ظُلامَةٍ | |
|
| وَفي اللَّهِ لِلمَظلومِ كافٍ وَمُنصِفُ |
|
تَحَيَّفنا العُمّالُ مِن كُلِّ جانِبٍ | |
|
| وَلا يُستَطاعُ العامِلُ المُتَحَيِّفُ |
|
بِكوفَتِنا والٍ عَلى صَلَواتِنا | |
|
| ظَلومٌ غَشومٌ ظاهِرُ الفِسقِ مُترَفُ |
|
وَقاضٍ ضَعيفُ الحِلمِ وَالعَقلِ جاهِلٌ | |
|
| يَصُدُّ عَنِ الحَقِّ المُبينِ وَيَجنَفُ |
|
يُغيرُ عَلى أَموالِنا وَضِياعِنا | |
|
| فَيُسعِدُهُ القاضي عَلَيها وَيَكنُفُ |
|
فَإِن لَفَّفَ الوالي عَلَينا شُهودَهُ | |
|
| زَكا عِندَ قاضينا الشَهيدُ المُلَفَّفُ |
|
وَحُجَّتُنا لا تُقبَلُ الدَهرَ عِندَهُ | |
|
| وَشاهِدُنا عَن عَمدِ عَينٍ مُوَقَّفُ |
|
فَرَرنا إِلى القاضي مَخافَةَ غَيرِهِ | |
|
| فَكانَ مِنَ القاضي التي هِيَ أَخوَفُ |
|
وَأَضحى عَلَينا عامِلانِ بِبابِلٍ | |
|
| أَخو ذَنَبٍ لا خَيرَ فيهِ وَأَقلَفُ |
|
فَما فيهِما إِلّا مُوارٍ خِزايَةً | |
|
| هِيَ السَوأَةُ السَوآءُ إِن لَم يُكَشّفُ |
|
يَسيرانِ فينا سيرَةً ما أَتى بِها | |
|
| رَسولٌ وَلا وَحيٌ مِنَ اللَهِ يُعرَفُ |
|
وَلَم يَكُ في عَهد الأَميرِ إِلَيهِما | |
|
| أَميرُكَ أَتقى لِلإِلَهِ وَأَنصَفُ |
|
وَلا اِمتَثَلا فينا سِوى بُخت نَصَّرٍ | |
|
| فَإِنَّهُما مِنهُ لِأَعتى وَأَعسَفُ |
|
فَظاظَةَ هَذا نَشتَكيها وَعُنفهُ | |
|
| وَها ذاكَ مِن هَذا أَفَظُّ وَأَعنَفُ |
|
أَتَعجَبُ مِن عَمرٍو لِأَن كانَ والِياً | |
|
| وَذَلِكَ مِن اِبنِ النَبيطَةِ أَطرَفُ |
|
وَما مِنهُما إِلّا اِرتَدى لُؤمَ أَصلِهِ | |
|
| وَما مِنهُما إِلّا بِهِ مُتَحَلِّفُ |
|
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي الأَميرَ رِسالَةً | |
|
| كَأَحسَنِ ما يُبنى الكَلامُ وَيُرصَفُ |
|
بِأَن قَد أَتى العِلجانُ ما لَو عَلِمتَهُ | |
|
| لَنَكَّلَ بِالعِلجَينِ عِندَكَ مَوقِفُ |
|
لَقَد أَلزَما أَهلَ الضّياعِ مَؤونَةً | |
|
| تُحيطُ بِغَلّاتِ الضّياعِ وَتُجحِفُ |
|
نَواصِبُ سوءٍ أَلَّفَ السّوءُ بَينَها | |
|
| كَما ضُمَّ بِالشَعبِ الإِناءُ المُؤَلَّفُ |
|
إِذا نَزَلا في قَريَةٍ غابَ سَعدُها | |
|
| وَيَومُها بادي الكَواكِب أَكسَفُ |
|
وَدَبّابَةٍ لا أَحسَنَ اللَهُ حِفظَها | |
|
| تَظَلُّ عَلى غَلّاتِنا تَتَطَوَّفُ |
|
إِذا ما اِستَثارَت دِرهَماً مِن مَكانِهِ | |
|
| تَضَمَّنَهُ سَيرٌ عَلى العَضدِ أَجوَفُ |
|
وَمُستَخلِفٍ قَد عاشَ مِن قَبلِ حَقِّهِ | |
|
| يُدانُ عَلى أَموالِنا وَيُسَلّفُ |
|
إِذا حاوَلَ الأَرزاقُ مِنها رَأَيتَهُ | |
|
| يُضَرِّبُ أَبشارَ العُلوجِ وَيَكشِفُ |
|
وَيُغضِبُ عَمداً نَفسَهُ كَي نَخافَهُ | |
|
| فَنَحنُ حَوالَيهِ نُفَدّي وَنُلطِفُ |
|
وَلَن يَنفَعَ الإِلطافُ إِلّا بِصُرَّةٍ | |
|
| تُدافِعُ عَنّا بَعضَ ما نَتَخَلَّفُ |
|
فَأَرزاقُ عَمّالِ الرَساتيقِ سُنَّةٌ | |
|
| عَلَينا شُهورَ الحَولِ ما نَتَخَوَّفُ |
|
فَإِن نَزَلوا يَوماً بِنا فَجِداؤُنا | |
|
| تُعاجَل ذَبحاً وَالدَجاجُ المُعَلَّفُ |
|
وَيَخرُجُ مِنّا الأَشتَيامونَ سُحرَةً | |
|
| وَيَعرِفُ ظُلماً دِرهَمَيهِ المُحَلَّفُ |
|
وَلِلحازِرِ الخَرّاصِ في الحَزرِ عِفَّةٌ | |
|
| فَلا تَهنَ لِلحَزّارِ ما يَتَعَفَّفُ |
|
وَفي فَتحِ أَبوابِ البَيادِرِ مُثلَةٌ | |
|
| يُكَلَّفُها وَالظُلم مِمّا يُكَلَّفُ |
|
وَما فارَقَتنا في الدِياسِ عِصابَةٌ | |
|
| تَلُجُّ عَلَينا بِالعَذابِ وَتَعنُفُ |
|
وَلَمّا أَتى الغَلّات قالَت قُلوبُنا | |
|
| كُلومٌ مِنَ الغَلّاتِ ما تَتَهَرَّفُ |
|
وَقَد قَسَموا بِالتُرَّهاتِ طَعامَنا | |
|
| وَكَيلُهُمُ في القَلبِ سَردٌ مُطَفَّفُ |
|
وَعادوا عَلَينا آخِذينَ نَقائِصاً | |
|
| فَيا مَن رَأى كَرماتِنا كَيفَ تُنسَفُ |
|
وَقَد أَخَذَ الكَيّالُ أَضعافَ أَجرِهِ | |
|
| سِوى بَهمَةٍ كانَت عَلى الأَرضِ تَضعُفُ |
|
فَلَم يَبقَ لِلحَرّاثِ إِلّا حُثالَةٌ | |
|
| يَظَلُّ لَدَيها قائِماً يَتَلَهَّفُ |
|
وَمُستَخرِجٍ يُعطى مِنَ الكَيلِ شَرطَهُ | |
|
| وَإِلّا فَإِنَّ الصَكَّ في الوَجهِ يُقذَفُ |
|
وَلِلجَهبَذِ الصَرّافِ لِلأَلفِ خَمسَةٌ | |
|
| وَسَبعونَ مِنّا وافِياتٌ وَنَيَّفُ |
|
وَكُتّابِ سوءٍ إِن سَأَلتَ حِسابَهُم | |
|
| وَلَم تُرِهِم أَوساخَ نَقدِكَ سَوَّفوا |
|
وَوالي فُتوحٍ يَجتَبينا ضَرائِباً | |
|
| يُؤَنِّبُ في إِبطائِها وَيُعَنِّفُ |
|
إِذا نَحنُ أَدَّينا إِلَيهِ ضَريبَةً | |
|
| يَعودُ لِأُخرى يَقتَضيها فَيُلحِفُ |
|
فَما نَحنُ لِاِبنِ الفَتحِ إِلّا حَمولَةٌ | |
|
| تُحَمَّلُ أَعباءَ الصَغارِ وَتوكَفُ |
|
وَوالي حَوالى يَجتَبي صَدَقاتِنا | |
|
| لَدَيهِ مِنَ النَكراءِ ما لَيسَ يُعرَفُ |
|
يُصَدّقُ أَهلَ الكُفرِ بِاللَهِ سُنَّةً | |
|
| يُخالِفُهُ فيها رَسولٌ وَمُصحَفُ |
|
وَيُلزِمُ مَن لَم يَكفُرِ اللَّهَ جِزيَةً | |
|
| وَذَلِكَ ظُلمٌ ظاهِرٌ مُتَكَشِّفُ |
|
وَلا عُذرَ إِلّا مِن أُمورٍ مَعونة | |
|
| عَلى الخَصمِ في أَحكامِهِ يَتَعَجرَفُ |
|
تَراهُ عَلى دُكّانِهِ مُتَقَلِّباً | |
|
| يُراصِدُ مَن يَسعى إِلَيهِ وَيَعرِفُ |
|
بَطينٌ إِذا كانَ التَّشاحُنُ بَينَنا | |
|
| وَفي سِلمِنا طاوي الخَواصِرِ أَهيَفُ |
|
يُصيبُ وَما يَدري وَيُخطي وَما دَرى | |
|
| كَما تَخبِطُ العَشواءُ وَاللَيلُ مُسدِفُ |
|
إِذا نَشَرَ الأَعلامَ وَاِرتَجَّ ظِلُّهُ | |
|
| وَظَلَّت بِهِ الأَرضُ العَريضَةُ تَرجُفُ |
|
فَقَد شَقِيت رُكبانُ بَكرِ بنِ وائِلٍ | |
|
| وَصُبَّ عَلَيهِنَّ الجُرافُ المُجَرَّفُ |
|
فَما سَلَّمَ اللَهُ اِمرءاً نَزَلوا بِهِ | |
|
| وَلا حَسبُهُم أَن يَذبَحوا ثُمَّ يَعلِفوا |
|
وَلَكِن لَهُم في عَرصَةِ الدارِ جَولَةٌ | |
|
| يُثَقَّلُ مِنها خُرجُهُ المُتَخَفِّفُ |
|
وَلَم يَبقَ في الطُسّوجِ بَعدَ فراغِهِ | |
|
| مِنَ العَيشِ إِلّا يابِسٌ مُتَكَفِّفُ |
|
يُنادي أَميرَ المُؤمِنينَ اِستَغاثَةً | |
|
| مِنَ الظُّلمِ وَالعُدوانِ وَالعَينُ تَذرِفُ |
|
فَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ وَإِن نَأى | |
|
| فَبِالقُربِ مِنّا مَن يَحوطُ وَيَكنفُ |
|
خَليفَتُهُ إِسحاقُ نَفسي فِداؤُهُ | |
|
| هُوَ المُشتَكي مِن بَعد وَالمُتَنَصِّفُ |
|
تَدارَك هَداكَ اللَّهُ مِنّا بقِيَّةً | |
|
| تَكادُ مِنَ الضَرّاءِ وَالجَهدِ تُتلَفُ |
|
وَلا تُفلِتَن عُمّالَنا مِن عُقوبَةٍ | |
|
| وَإِغرامِهِم ما أَغرَموا وَتَصَرَّفوا |
|
فَقَد حَكَمَ الرَّحمَنُ في نُظَرائِهِم | |
|
| وَبَيَّنَهُ آيُ الكِتابِ المُصَرّفُ |
|
بِأَن يُقتَلوا أَو يُصلَبوا أَو يُقَطَّعوا | |
|
| خِلافاً وَيُنفَوا في البِلادِ لِيُعرَفوا |
|
وَذَلِكَ خِزيٌ في الحَياةِ وَبَعدَها | |
|
| عَذابٌ عَظيمٌ دائِمٌ لا يُخَفَّفُ |
|