إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه |
وقد راضني إذ كنتُ حشواها به |
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه |
فإن الذي تبغيه من خلفِ بابه |
وهذا خلاف العرف في كل قارعٍ |
وما كان هذا الأمر إلا لما به |
من الشوق للمطلوب إذ جاء خارجاً |
وسرَّ وجودُ الابِ عين حجابه |
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد |
يردُّونه عن وجهه وذهابه |
إليه على كره وإنْ كان عالماً |
بخير يراه منه عند إيابه |
ووقع في توقيعهم كلَّ ما لهم |
من الخير إن عادَ وابيض كتابه |
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله |
وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه |
لقد أخطأوا نهجَ السلامةِ لو بقوا |
على سيرهم لولا رجيمُ شِهابه |
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم |
فحادوا إلى ما قاله في خطابه |
وقد علموا أن السلامةَ في الذي |
دعاهم إليه من أليم عُقابه |
فيأخذ سَفلاً لا يريد فريةَ |
ويذهل عن مطلوبه وصَحابه |
ويأخذ الفكرُ الصحيحُ منبها |
على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به |
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله |
إليك مرجعه فانهض على قدرِ |
واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه |
مصدِّق في الذي قد جاء من خبر |
وخذ به خلفه في الحال مقتدياً |
واركن إليه ولا تركن إلى النظر |
واعلم بأنَّ ذوي الأفكار في عمه |
فكن من الفكر يا هذا على حَذر |
والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ |
صفاتُه وله التحكيم في العِبَرِ |
وما له ذلك التحكيم في عِبَرِ |
إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر |
وليس يعرف سرَّ الله في القدر |
إلا الذي علم الأعيانَ بالأثرِ |
وما رأى أثر الأسماءِ في أحد |
فقال في قبتيها هم على خطر |
لا نعتَ اشرفُ من علمٍ يفوزُبه |
يقولُ مَن فاته يا خيبةَ العمر |
يمشي به آمناً فالعلمُ محفظةٌ |
لمن يحصله من وقعةِ الغرر |