قد صدَّق الهجسَ ما أبدى لك الخبرُ | |
|
| إنَّ الفؤادَ يَرى ما لا يرى البَصرُ |
|
ما زالَ يَشهدُ أنَّ المُلكَ مُنقضِبٌ | |
|
| من بعدِ أحمدَ عن عِجلٍ ومُنبتِرُ |
|
وأنَّها ستذوقُ الذُّلَّ صاغِرةً | |
|
| ويستطيلُ عليها الأضعفُ الحَقِرُ |
|
حتى تبيَّنَ من قُربٍ ومن كَثَبٍ | |
|
| لهم جميعُ الذي قد كنتُ أنتظِرُ |
|
توَهَّمَت عِجلُ أنَّ المُلكَ يحرسُهُ | |
|
| من بعدِ أحمدَ فيها زيرُها عُمرُ |
|
هيهاتَ ما مِن أبي العباسِ من خَلَفٍ | |
|
| ولا مَقامَتُهُ يسطيعُها بَشرُ |
|
لو أنَّ عِجلاً أرادت أن تصوبَ حُمًى | |
|
| من بعدِ أحمدَ لم يُحمَد لها أثرُ |
|
كانت به أينما مَدَّت أعِنَّتَها | |
|
| بِأَمّها ساعَدَاها الدَّهرُ والقَدَرُ |
|
فاليومُ تُقصَدُ من بعدِ الذي قَصَدت | |
|
| واليومَ أسيافُها في طولِها قِصَرُ |
|
لئن أُصيبَت بهِ إذ حانَ مصرعُهُ | |
|
|
كانت نُجُوماً مُضيئاتٍ به زمَناً | |
|
| فأظلَمَت إذ هَوى من بَينِها القمَرُ |
|
مُوتوا جميعاً بني عدنان وانقرضوا | |
|
| فليسَ في مُوتِكم نفعٌ ولا ضرَرُ |
|
لو أنَّ فيكم لِربِّ الخَلقِ من أرَبٍ | |
|
| ما ماتَ سيِّدُكُم ما أورقَ الشجرُ |
|
ما زالَ يبني المعالي فيكمُ ولكُم | |
|
| حتى إذا ماتَ صالت فيكمُ الغِيَرُ |
|
أراكُمُ نُهَزاً للصائلينَ وقد | |
|
| كانوا لكم نُهزةً والحربُ تستعِرُ |
|
كانت بأحمدَ تخشى الجِنُّ صولتَكم | |
|
| كما يُهابُ ويُخشى الضيغمُ الخَمِرُ |
|
فصِرتُمُ بعدَه نَهباً لطالبِكم | |
|
| فتُنحرونَ كما قد تُنحَرُ الجُزُرُ |
|
في كلِّ يومٍ بأيدي الكاشحين لكم | |
|
| دمٌ كريمٌ على أسيافِهم هَدَرُ |
|
ما عُذرُكم أن نفاكُم عن بلادِكمُ | |
|
| مَن حينَ يُذكرُ لا أنثى ولا ذكَرُ |
|
أمرانِ قد شرَعا في هدمِ مجدِكمُ | |
|
| موتُ الأميرِ وأنَّ الزِّيرَ يؤتَمَرُ |
|
ومَن يسوسُهمُ زيرٌ فلا عجَبٌ | |
|
| أن لا يكون لهم ملجاً ولا وَزَرُ |
|