طالَ الزَّمانُ وما ثَناهُ ولا انثَنَى | |
|
| فَقِفا على شَحطِ النَّوى وتَبيَّنا |
|
هَل تَعرفانِ البَينَ يومَ تَعانَقا | |
|
| وتفارَقا إِلا مُسِيئاً مُحسِنا |
|
كَلا وفَضلِ غناكما في عَذلهِ | |
|
| ما زدتُماهُ بعَذلهِ إلا عَنا |
|
يا صاحِبَيَّ المُنكِرَينِ من الهَوى | |
|
| ما لا تَدلُّ عَليه أثوابُ الضَّنا |
|
تحتَ الضَّمائِر في السَّرائرِ لَوعَةٌ | |
|
| لم تُطلِق العُشَّاقُ فيها الألسُنا |
|
وعَساكُما فيما تُريدانِ الهَوَى | |
|
| يأتي بهِ قدَرٌ فيَعدلُ بَينَنا |
|
ما للسَّقامِ أتَى يَعمُّ جَوارِحي | |
|
| جَمعاً وليسَت للظَّعائِنِ أعيُنا |
|
من كلِّ غُصنٍ تَجتَني ثَمراتُهُ | |
|
| ثمَرَ القُلوبِ وما أراها تُجتَنَى |
|
أنا للخُطُوبِ إذا دَعَت أقرانَها | |
|
| إذ لا يَقولُ لَها أنا إلا أنا |
|
ولَطالَما صرَخَت صُروفُ الدَّهرِ بي | |
|
| فأجَبتُ صارِخَها ذَليلاً مُذعِنا |
|
حتَّى استَجرتُ من الزَّمانِ براحةٍ | |
|
| تركَتهُ منِّي يَستَجيرُ الأزمُنا |
|
بَسطَ العَزيزُ بنُ المُعِزِّ بِناءَها | |
|
| فِينا فكانَ اللَّهُ يَرفعُ ما بَنَى |
|
مَولى الموالفِ والمُخالفِ عنوةً | |
|
| من تحتِ شَكٍّ كانَ أو مُتَيقِّنا |
|
ومحجَّةٌ للَّهِ هاديةٌ إلى | |
|
| سُبُلِ الهُدَى وضَحَت بِنعمتِهِ لَنا |
|
ومُقيمُها من بَعدِ طُولِ قُعُودِها | |
|
| عَلويَّةَ الأنسابِ عالِيةَ السَّنا |
|
بيضاءَ يَجلُوها الوَزيرُ بحُلَّتي | |
|
| سُمرِ اليَراع وزُرقِ أطرافِ القَنا |
|
يَرمي جَوانبها بِرأيِ مُهَذَّبٍ | |
|
| متجنِّبٍ فيهِ الخِيانَةَ والخَنا |
|
حتَّى أتَتنا وهيَ ذاتُ قَلائِدٍ | |
|
| جَعلَ الإمامُ فَريدَهُنَّ فَريدَنا |
|
القائِدُ الجَرّارُ في يَوم الوَغى | |
|
| ذَيلَ الوَغى عُجباً بِها وتَزَيُّنا |
|
فإذا تَناكَرتِ الفَوارسُ واختَفَت | |
|
| خَوفَ الوُقُوفِ بها تَسَمَّى واكتَنَى |
|
ليُريكَ نارَ الحَربِ كيفَ يَشُبُّها | |
|
| ماءُ النُّفوسِ تَرُشُّه أيدي الفَنا |
|
يَبدوُ فيُبدي مِن صَفِيحةِ وَجهِهِ | |
|
| وحُسامِه في النَّقعِ بَرقأ موهِنا |
|
صَحِبَ الأئمَّة واثِقاً ما خَانَهُ | |
|
| مِيثاقُهُ ومُوَثَّقاً ما خُوِّنا |
|
فتَوارَثَت مِنه الهُداةُ نَصِيحةً | |
|
| عَصَتِ الهَوى وعَزِيمةً أبَتِ الوَنا |
|
حتَّى تمكَّنَ عندَهُم في رُتبةٍ | |
|
| ما كانَ فيها غيرُهُ مُتَمَكِّنا |
|
إن قالَ كانَ به لعادَةِ صِدقهِ | |
|
| عَن أن يَدُلَّ عَلى مَقالتِهِ غِنَى |
|
يا مُستَغاثَ النَّاسِ في يَومِ الوَغى | |
|
| ما بالُ مالِكَ يَستَغيثُ من الثَّنا |
|
حصَلَت بمِصرٍ همَّتي واستَوطنَت | |
|
| وأفادَ لي عُدمي سِواها مَوطِنا |
|
فغدَوتُ للخَطبِ الكَبيرِ مُصَغِّراً | |
|
| فيها ولِلأمرِ الشَّديدِ مُهَوِّنا |
|
وقَد اعتَمدتُ عليكَ فاجمَع بَينَنا | |
|
| وخذِ الحَوادثَ قبلَ فتكَتِها بِنا |
|
فَلَكَ الهَناءُ بدُونِ ما بلِّغتُه | |
|
| وبدُونِ ما بلِّغتَهُ وجَبَ الهَنا |
|