عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حلمي سالم > زين العابدين فؤاد يركب أرجوحة خضراء

مصر

مشاهدة
848

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

زين العابدين فؤاد يركب أرجوحة خضراء

يجئ في الدجي الثقيل مرةً،
ومرة يجئ في الشموعْ
وتارةً يطير في قُري الحياري
وتارةٌ يحطُّ في الضلوعْ
وهو في زمانٍ قابضٌ أريجَه،
وفي زمانٍ، يضوعْ
المرفأ الحنونُ في بلادٍ،
وفي بلادٍ
قلوعْ.
***
المدي
كان عُشبة مضاءه
وكنتُ في صبابتي
مفتّتاً علي نوافذِ البراءه.
بان لي كائنٌ يطلُّ بين نخلةٍ وبين ماء
ويمنحُ الحريقَ موعدا
صاح في سنيني:
المدي عشبةٌ، والسماءْ
همستُ: جدولٌ يفيضُ بالبقول والندي
قال: فاشهدِ العناقَ يجرفُ المكانَ
والهديلَ يكنسُ الرداءه
وادخلْ إلي ابتهاجة الفصول
سابحآً في تموُّجِ العباءه
لتجلوَ الخبئَ تحتَ قبةِ الخلاء.
قلتُ: إنه المَدَي
رمزه الغناء إذ يصيرُ سكةً،
وسرمدا
قال: أهلُه الندي
وبيتهُ الفضاء.
***
الكائنُ الذي أطل بين نخلة وبين ماء
إسمُه: ابتداء
***
هنا صبابةٌ وظامئون:
دخلتُ بهجةَ الفصول
كان كائني الذي يشبه النخيلَ أو يشابه الماء
واقفاً فوق فسقيةٍ
تشع أنبياء
جسمهُ البهي مشعَلٌ
بجمرةِ العقيق أو بخمرةِ الوصول
فارعآً يفك سُرةَ الداخلين،
عارياً يضفّرُ العشبَ في العشب منديلَ فتنةٍ
علي خواصرِ الراقصين،
يعجنُ الغصونَ بالغصونِ ليمونةً، وحنّاء
علي أسي المستضعفينَ أو علي بطونِ النساء
لترتوي بصرخةِ الأجنةِ الحقولْ
بخورٌ خانقٌ في بهجة الفصولْ
وأنا مقسّمٌ بين لذةِ المنع،
ولذة الحصولْ
والكائنُ الذي أطل لي بين نخلة وبين ماء
كان هامساً يذيعُ في القادمين:
لكل دربٍ رقصةٌ،
لكل رقصة أصول.
***
حدوده عصيةٌ:
إن قلتُ هذه تلول من الطينِ في وجنةِ البلاد
قال أبعدُ النجومِ في كفوفِ القاطفين
إنْ قلتُ لا يقدرُ القاتلونَ أن يحبسوا الورود
قال في كل زنزانةٍ يلتمّ عاشقون
إن قلتُ كلمةٌ، سنابلٌ، قرنفله
قال: قنبله.
الكائن الذي أطل بين نخلةٍ وبين ماءْ
سماءْ.
***
القناطرُ الخيريةُ ارتحلتْ إلي الأحباء:
دخلتُ بهجةَ الدموعِ فخصّني برشّةٍ شهيةٍ
ثم مد لي بردية، وقال:
من هنا مبدأ البكاء.
فقرأتُ:
إن ندماءكَ قد كذبوا عليك.
فهذه سنواتُ حربٍ وبلاء.
ما هذا الذي حدث في مصر؟
إن من لا يمتلك شيئًا
أضحي من الأثرياء.
يا ليتني رفعتُ صوتي في ذلك الزمان.
يا ليتني رفعتُ صوتي في ذلك الزمان.
حدوده عصيةٌ علي الحدود:
تتبعتُ خطوه في المدينةِ التي يدوسها حذاءٌ غريب
فغذَّ رقصه إلي القصائدِ التي تنط في ردهة السجون
أتيتُه علي نهرٍ مسافرٍ لا يبلُّ غلةَ الظامئين
فجاء صوب الستائر التي حيكت بقمصان أنثي،
وأنثاهُ شكلٌ للدماء
راوغتُ جرحَه خلفَ انكسارةِ الحصان
ففرَّ مني في كتاب النيلِ، أو في أزقةِ الفسطاط.
وحينما طلبته إلي الثري،
أجابني في الورود.
حدوده عصيةٌ علي الحدود.
***
العرّافُ يخلطُ الرملَ بالنشيجْ:
ضفّرَ الأغصانَ في خصري،
عرّي خبيئي،
وحطّني في تموج الفسقية التي تمورُ بالحجيجْ.
وكان يبكي ساعة
وساعة يغني وحيداً كالأنبياء:
كل احتراقةٍ خطوةٌ
وكل خطوةٍ نسيجْ.
قسَّم الرغيفَ قسمتين،
وأعطاني ثريداً وجنيةٌ وطلسماً
علي شكل ظبي نحيل
ثم دقّ عينّي في صفحة بيضاء
فكتبتُ:
إن الناسَ يصنعون تاريخهم
بأيديهم، ولكنهم لا يصنعونه علي
هواهم، إنهم لا يصنعونه في
ظروفٍ يختارونها هم بأنفسهم بل
في ظروفٍ يواجهون بها، وهي معطاةٌ
ومنقولةٌ لهم من الماضي
وحينما نشلتُ جثتي من الفسقية التي تمورُ بالنشيج
كان كائني الذي أطل بين نخلةٍ وبين ماء
يحض أنثي جحيمه علي الانقذافِ في حشا الراقصين
ثم ينتشي،
ويستطيل،
حتى غدا
طيورًا، أو أثيرًا،
أو مَدَى.
والمدى كان عُشبةً مضاءةً، تضئْ
اختفي بها كائني الجميلُ،
راحَ حينما ظننتُه يجئْ
وحين صار بيته الفضاء
جاء صوتُه البريء:
ذاهبٌ إلي البلاد،
ففي البلاد ظلّي،
وفي ظلي أفئْ
وردّدَ الصدى:
تارةً يطيرُ في قري الحيارى،
وتارةً يحط في الضلوعْ
هو المرفأ الحنونُ في بحارٍ،
وفي بحارٍ
قلوعْ
وكل رحلةٍ عنده: رجوعْ
لأنه البادئُ الذي ابتدا
حدودُه المدى
حدودُه المدى
حدودُه.
حلمي سالم

اشارات: 1. زين العابدين فؤاد، هو الشاعر والمناضل المعروف ، صاحب دواوين: وش مصر، والحلم في السجن، صفحة من كتاب النيل. 2. المقتطف الأول للحكيم الفرعوني ايبو - أور، والمقتطف الثاني لانجلز.
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الأربعاء 2011/12/21 10:40:10 مساءً
التعديل: الجمعة 2011/12/30 07:01:02 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com