تَعَزَّ يا خَيْرَ الْوَرَى عَنْ أخٍ | |
|
| لَمْ يَشُبِ الإِخْلاَصَ بالَّلبْسِ |
|
كَانَ صَدِيقاً وافِراً وُدُّهُ | |
|
| صَدَاقَةَ الأَنْفُسِ والجِنْسِ |
|
تَعَزَّ عَنْهُ بِنَبِيِّ الهُدَى | |
|
| مَحَمَّدٍ أُدْخِلَ فِي الرَّمْسِ |
|
وَهُوَ حَبِيبُ اللهِ في أرْضِهِ | |
|
| مؤيَّداً بالْوَحي والْقُدْسِ |
|
سَمَّاكَ بِالرَّاضي لِتَرْضَى بِمَا | |
|
| تُسْلِفُ مِنْ أَمْرٍ ومَا تُنْسى |
|
قَدْ أَنْذَرَ الدَّهْرُ تَصَارِيفُهُ | |
|
| بِأَلْسُنٍ ناطِقَةٍ خُرْسِ |
|
يُخْبِرُنَا عَنْ مَوْتِهِ كَوْنُهُ | |
|
| بِغَيْرِ إِذْكَارٍ وَلا حَدْسِ |
|
كَانَ نَسِيباً لإِمامِ الْهُدَى | |
|
| بَالْوُدِّ والألْفَةِ والأُنْسِ |
|
ونِسْبَةُ الجِسْمِ شَتَاتٌ إذَا | |
|
| لَمْ تتآلفْ نِسْبُةُ النَّفْسِ |
|
وَكَانَ فَرْعاً ذَاكِياً غُصْنُهُ | |
|
| مُهَذَّباً مِنْ خَيْرِ ما غَرْسِ |
|
وَكَانَ في السُّودَدِ ذَا هِمَّةِ | |
|
| وَكَانَ في النِّعْمَة ذَا غَمْس |
|
أَرْسَى عَلَيْهِ دَهْرُهُ مِثْلَ مَا | |
|
| أَرْسَى عَلَى سَاكِنَةِ الرَّسِّ |
|
إِنْ صُرِفَ الدهر إلَى مَضَى | |
|
| عَادَ سُرُورُ النَّاسِ ذَا عَكْسِ |
|
حَوادِثُ الأَيَّامِ شَقَّاقَةٌ | |
|
| تُقَرِّبُ الْمَأَتَمَ بالْعُرْسِ |
|
يَعْتَقبُ الْمَرْءُ بِها حَالُهُ | |
|
| بِوَطْئِهِ الْحَزْنَ إلَى الْوَعْسِ |
|
مَنْ عَزَّ بالدُّنْيَا هَفَا قَلْبُهُ | |
|
| وَعَاد مِنْهُ النُّورُ ذا طَمْسِ |
|
وَزالَ في تَلْوينَها عَقْلُهُ | |
|
| وَغَالُهُ طَيْفٌ مِنَ اللَّقْسِ |
|
مَنِيَّةٌ إِنْ لَمْ تُفَاجِ الْفَتَى | |
|
| كَانَتْ لَهُ بِالسُّقْمِ ذَاتَ مَسِّ |
|
لَهفِي عَلَيْهِ وَقَلِيلٌ لَهُ | |
|
| لَهْفِي وهَلْ يَرْجِعُ لِي أَمْسِي |
|
لَهْفِي عَلَى مُنْتَخَبٍ حِلْمُهُ | |
|
| أَرْجَحُ مِنْ رَضْوَى وَمِنْ قُدْسِ |
|
أَيْنَ الأُولَى كَانُوا شَمُوسَ الْوَرَى | |
|
| لُيُوثَ حَرْبٍ غَيْرَ مَا شُمْسِ |
|
جَرَى عَلَى السُّودَدِ مِنْهُمْ كَمَا | |
|
| شُيِّدُ بُنْيَانٌ عَلَى أسِّ |
|
فافْرِسْ لَهُ صَبراً يُزِيلُ الأَذَى | |
|
| فَالدَّهْرِ للإِنْسَانِ ذُو فَرْسِ |
|
يَنْعَمُ مِنْهُ جِسْمُهُ تَارَةً | |
|
| ثُمَّ تَرَاهُ جَاسِيَ الْجَسِّ |
|
فَلَمْ تَزْلْ فَوْقَ المُلُوكِ الأُولَى | |
|
| مِنْ عَرَبٍ سَادُوا ومَنْ فُرْسِ |
|
مَنْ لاَ يَرَى حُبَّكَ فَرْضاً فَما | |
|
| أَدَّى فُروضَ اللهِ في الْخَمْسِ |
|
فداؤُكَ النَّاسُ جَمِيعاً عَلَى | |
|
| رَغْمِ عَدُوٍّ لِحَزٍ شَكِسِ |
|
فالْخَلْقُ وارد مِنْ رِفْهٍ إلَى الْ | |
|
| مَوْتِ وَذِي عَشْرٍ وذِي خَمْسِ |
|
أَوَّلُهُمْ مَنْتَظِرٌ آخرّاً | |
|
| فَهُوَ عَلَيْهِ الدَّهْرَ ذُو حَبْسِ |
|
حَتَّى يَجِئُوا وَكِفَاتٌ لَهُمْ | |
|
| وَلاَ يُرَى لِلْقَوْمِ مِنْ حِسِّ |
|
وَبَعْثُهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَا كُلِّهِ | |
|
| لِخَابِلِ الجِنَّةِ والإِنْسِ |
|
تَخْشَعُ أَصْوَاتُهُمْ خِيفَةً | |
|
| فَلاَ تُنَاجِي بِسَوَى الْهَمْسِ |
|
دَاعِي المَنَايَا خَاطِبٌ كُفْوَهُ | |
|
| كَخِطْبَةِ المْعُتَامِ لِلْعِرْسِ |
|
يَسْمُو إِلَى الأَنْفُسِ فِي قُدْرَةٍ | |
|
| مُنَكِّباً عَنْ سَاقِطٍ جِلْسِ |
|
تَلْعَبُ بِالْمَرْءِ اللَّيَالِي كَمَا | |
|
| قَدْ تَلْعَبُ الأَقْلاَمُ بِالنَّقْسِ |
|
تُرْضِعُ بالإِنْعَامِ ذَا عزَّةٍ | |
|
| يُقْطَمُ بِالْبُؤْسِ وَبِالتَّعْسِ |
|
تُتْبِعُ نُعَمَاهَا بِبَأْسَائِهَا | |
|
| وَيَعْقِبُ الصِّحَّةُ بالنُّكْسِ |
|
فَالحُرُّ فِيها أَبداً حَائِرٌ | |
|
| مِنْ سَوْمِهَا الْغَالِي عَلَى مَكْسِ |
|
يُتْعِبُ فِيهَا أَبداً جِسْمَهُ | |
|
| وإنَّمَا الرَّاحَةُ كاَلخَلْسِ |
|
يَخْدَعُ فِيها بِالْمُنَى نَفْسَهُ | |
|
| وَوافِدُ الْمَوْتِ بِهِ مُرْسِي |
|
يَنْسَى الَّذِي يأَتِي بِهِ صَرْفُهَا | |
|
| والآمِلُ الغَرَّارُ قَدْ يُنْسِي |
|
تَلْبِسُهُ مِنْ طَمَعِ غَفْلَةٌ | |
|
| بِالْمَطْعَمِ المَلْذُوذِ وَالُّلبْسِ |
|
فَأَسْلَمَ اللهُ إِمَامَ الْهُدَى | |
|
| فَمَا عَطَاءُ الدَّهْرِ بِالنَّحْسِ |
|
كُلُّ الْوَرَى أَنْتَ وَكُلٌّ يُرَى | |
|
| عَبْدَكَ مِنْ عالٍ ومِنْ نِكْسِ |
|
بَقَاؤُكَ الْفَوْزُ لَنَا وَالْغِنَى | |
|
| نُصْبِحُ فِيهِ مِثْلَ ما نُمَسْي |
|
شَوىً صُرُوفُ الدَّهْرَ مَا لَمْ تُصِبْ | |
|
| فِي الرَّطْبِ إِنْ عَاثَتْ وفِي اليَبْسِ |
|
مَنْ تاجَرَ الدَّهْرَ بِلاَ صَرْفِهِ | |
|
| فَصَارَ مِنْ رِبْحٍ إلَى وَكْسِ |
|
فَأَسْلَمَ الكُلَّ فَلاَ بَأْسَ أَنْ | |
|
| يُرْزَأَ في السُّدْس وفي الخُمْسِ |
|
إِن غَيَّبَ الْبَدْرَ كُسُوفٌ فَقَدْ | |
|
| لاَحَتْ بِسَعْدٍ غُرَّةُ الشَّمْسِ |
|
مَا طَالِعُ الأُمَّةِ يَا سَيِّدِي | |
|
| إِذَا خَطَاكَ الْخَطْبُ بِالْبَخْسِ |
|