شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ | |
|
| وَدَمْعٌ لَهُ فِي وَجْنَتَيْهِ هُمُولُ |
|
أَيُرْضِيكِ أَنْ تَضْني فَدامَ لَك الرِّضا | |
|
| سَيَقْصُرُ عَنْهُ حاسِدٌ وَعَذُلُ |
|
تَقُولُ وَقَدْ أَفنَى هَواها تَصَبُّرِي | |
|
| فَوَجْدِي عَلَى طُولِ الزَّمَانِ يَطُولُ |
|
تَجاوَزْتَ في شَكْوَى الْهَوى كُنْهَ قَدْرِهِ | |
|
| وَما هُوَ إلاَّ زَفْرَةٌ وَغَلِيلُ |
|
ومَا أَرِقَتْ عَيْنٌ لَها فِيهِ لَيْلَةً | |
|
| فَخَفَّ عَلَيْها الحُبُّ وَهُوَ ثَقِيلُ |
|
وَجَدْتِ إلَى قَتْلِي سَبِيلاً وَلَيْسَ لِي | |
|
| إلى الصَّبْرِ وَالسُّلْوانِ عَنْكِ سَبِيلُ |
|
فَدُونَكِ نَفْسِي فَاجْعَلِي تُحْفَةَ الرَّدَى | |
|
| حُشاشَتَها إذْ حانَ مِنْكِ رَحِيلُ |
|
وَيَكْبُرُ مَنْ يُلْقِي إلَيْكِ بِوُدِّهِ | |
|
| وإنَّ هَوانِي فيكُمُ لقَلِيلُ |
|
وما ازدادَ إلاَّ صحَّةً بَعْدِكِ الهَوى | |
|
| وَلكنَّ قَلْبِي ما نَأَيْتِ عَلِيلُ |
|
لَعَمْرُكِ لا أَتْبِعْتُ ما فاتَ بِالأَسَى | |
|
| وَرَأْيُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ جَمِيلُ |
|
هُوَ الدّينُ وَالدُّنْيا فَلَيْس لِطالِبٍ | |
|
| وَلا راغِبٍ عَمّا لَدَيْهِ مُمِيلُ |
|
سَميَّ خَلِيلِ اللهِ لا زِلْتَ مُقْبِلاً | |
|
| عَلَيْكَ بِنُعْمى ذِي الجَلاَلِ قَبُولُ |
|
وَقاكَ الَّذِ سَمّاكَ مُتَّقِياً لَهُ | |
|
| فَأَنْتَ مِنَ الدَّهْرِ الغَشُومِ تُدِيلُ |
|
مُطِيعُكَ أَنِّي حَلَّ فَالْعِزُّ جارُهُ | |
|
| وَعاصِيكَ لْ نالَ النُّجُومَ ذَلِيلُ |
|
فَأَضْحَتْ عُيُونُ الْعَدْلِ تَسْمُوا بِلحْظِها | |
|
| وأَصْبَحَ طَرْفُ الْجَوْرِ وَهُوَ كَلِيلُ |
|
أَضَاءَتْ بِكَ الدُّنْيا فَأَشْرَقَ نُورُها | |
|
| وَأَنْتَ الَّذِي يُذْكِي سَناهُ أُفُولُ |
|
فَكُلُّ عَلاءٍ إِنْ سَمَوْتَ مُقَصِّرٌ | |
|
| وَكُلُّ فَخارٍ إنْ فَخَرْتَ ضَئِيلُ |
|
وكُلُّ سَناءٍ مِنْ طَرِيفٍ وتَالِدٍ | |
|
| إلَيْكَ مُشِيرٌ بَلْ عَلَيْكَ دَلِيلُ |
|
ولَوْلا بَنُو العَبَّاسِ عَمّ مُحَمَّدٍ | |
|
| لأصْبحَ نُورُ الْحَقِّ فِيهِ خُمُولُ |
|
لَكُمْ جَبَلا اللهِ اللَّذانِ اصْطَفاهُما | |
|
| يَقُومانِ بالإِسْلامِ حِينَ يَمِيلُ |
|
نُبُوَّته ثُمَ الخِلافَةُ بَعْدَها | |
|
| وما لَهُما حَتَّى اللِّقاءِ حَوِيلُ |
|
أَتَتْكَ اخْتِيَاراً لاَ احْتِلاباً خِلافَةٌ | |
|
| لَكَ اللهُ فِيها حافِظٌ وَوَكِيلُ |
|
حَباكَ بِها مَنْ صانَها لَكَ إنَّهُ | |
|
| بِإتمامِ نُعْماهُ عَلَيْكَ كَفِيلُ |
|
وَلَوْ حِدْتَ عَنْها قادَها بِزِمَامِها | |
|
| إلَيْكَ اصْطِفاهُ اللهِ وَهِيَ نَزِيلُ |
|
ثَوَتْ حَيْثُ أَثْواها المَلِيكُ بِحُكمِهِ | |
|
| وَلَيْسَ لِمَا أَثْوى المَلِيكُ حَوِيلُ |
|
وَلا زال مَوْصُولاً إلَيْكَ حَنِينُها | |
|
| كَما حَنَّ فِي إثْرِ الخَلِيلِ خَلِيلُ |
|
لِيَهْنيكَ يا خَيْرَ الْبَرِيَّة ناصِحٌ | |
|
| لَهُ خَطَرٌ فِي الْعالَمِينَ جَلِيلُ |
|
لَقَدْ شَدَّ أَزْرَ الدِّينِ مَوْلاكَ بَجْكَمٌ | |
|
| بِهِ يَتَسامى مُلْكُكُمْ وَيَطُولُ |
|
هُوَ الحَتْفُ مَصْبُوباً علَى كُلِّ ناكِثْ | |
|
| يظَلُّ بِهِ أَيْدِي الشَّقاءِ نُحُلُ |
|
فَما لَكُمْ فِي المُنْعِمِينَ مُعانِدٌ | |
|
| وَلَيْسَ لَهُ فِي النَّاصِحِينَ عَدِيلُ |
|
فَلا زِلْتَ مَحْرُوساً لَكَ المُلْكُ دائماً | |
|
| بَقاؤُكَ ما واصى الغُدُوَّ أَصِيلُ |
|
لِعَبْدِكَ إذْ سَمّاكَ رَسْمٌ مُشَهَّرٌ | |
|
| بِهِ يَتَسامى فِي الْوَرَى وَيَصُولُ |
|
ومِثْلُكَ أَعْطى رَسْمَهُ مُتَنَوِّلاً | |
|
| فَما زِلْتَ تُعْطِي مُنْعِماً وَتُنِيلُ |
|