أبَعدَ الخَيلِ أركَبُها وِراداً | |
|
| وَشُقراً في الرَّعيلِ إلى القِتالِ |
|
رُزِقتُ بُغَيلَةً فيها وِكَالٌ | |
|
| وَخَيرُ خِصَالِها فَرطُ الوِكَالِ |
|
رَأيتُ عُيُوبَها كَثُرَت وَعَالَت | |
|
| وَلَو أفنَيتُ مُجتَهِداً مَقَالي |
|
ليُحصَى مَنطِقِي وَكَلامُ غَيرِي | |
|
| عُشَيرَ خِصَالها شَرَّ الخِصَالِ |
|
فأهوَنُ عَيبِها أنّي إذا ما | |
|
| نَزَلتُ وقُلتُ إمشي لا تُبَالي |
|
تَقُومُ فما تَريمُ إذا استُحِثَّت | |
|
| وَتَرمَحُني وَتَأخُذُ في قِتَالي |
|
وإنّي إن رَكِبتُ أَذَيتُ نَفسِي | |
|
| بِضَربٍ باليَمينِ وبالشِّمالِ |
|
وبالرِّجلَينِ أركِضُها جميعاً | |
|
| فَيَا لَكَ في الشَّقَاءِ وفي الكَلالِ |
|
رِياضَةُ جَاهِلٍ وعُلَيجِ سُوءٍ | |
|
| مِنَ الأكرادِ أَحبنَ ذي سُعالِ |
|
شَتِيمِ الوَجهِ هِلبَاجٍ هِدانٍ | |
|
| نَعُوسٍ يَومَ حلٍّ وارتِحَالِ |
|
فأدَّبَها بأخلاقٍ سِمَاجٍ | |
|
| جَزاهُ اللهُ شرّاً عَن عِيَالي |
|
فَلَمَّا هَدَّنِي ونَفَى رُقَادِي | |
|
| وطَالَ لِذَاكَ هَمِّي واشتِغالي |
|
أتَيتُ بها الكُنَاسَةَ مُستَبيعاً | |
|
| أُفَكِّرُ دائباً كَيفَ احتِيالِي |
|
بِعُهدَةِ سِلعَةٍ رُدَّت قَديماً | |
|
| أطُمُّ بها على الدَّاءِ العُضَالِ |
|
فَبَينَا فِكرَتي في السَّوم تَسري | |
|
| إذا ما سِمتُ أُرخِصُ أم أُغالي |
|
أتَاني خائِبٌ حَمِقٌ شقِيٌّ | |
|
| قَديمٌ في الخَسَارَةِ والضَّلالِ |
|
وقال تَبِيعُها قُلتُ ارتَبِطها | |
|
| بِكُمِّكَ إنَّ بَيعِي غَيرُ غالِ |
|
فَأَقبَلَ ضاحِكاً نَحوِي سُروراً | |
|
| وقَال أرَاكَ سَهلاً ذا جَمَالِ |
|
وَرَاوَغَنِي لِيَخلُوَ بي خِداعاً | |
|
| وَلا يَدرِي الشَّقِيُّ بِمَن يُخَالي |
|
فَقُلتُ بأربَعِينَ فَقَال أحسِن | |
|
| إلَيَّ فإنّ مِثلَكَ ذُو سِجَالِ |
|
فأترُكُ خَمسَةً مِنها لِعِلمي | |
|
| بِمَا فيهِ يَصيرُ مِنَ الخَبَالِ |
|
فلمّا ابتَاعَهَا مِني وَبُتَّت | |
|
| له في البَيعِ غَيرِ المُستَقَالِ |
|
أخَذتُ بِثَوبِهِ وَبَرِئتُ مِمَّا | |
|
| أَعُدُّ عَلَيهِ مِن شَنِعِ الخِصَالِ |
|
بَرِئتُ إلَيكَ مِن مَشَشٍ قَديمٍ | |
|
| وَمِن جَرَذٍ وتَخريقِِ الجِلالِ |
|
ومِن فَرطِ الحِرَانِ ومِن جِمَاحٍ | |
|
| ومِن ضَعفِ الأسَافِل والأعالي |
|
ومِن فَتقٍ بها في البَطنِ ضَخمٍ | |
|
| ومِن عُقّالها ومِنَ انفِتالِ |
|
ومِن عَضِّ اللّسانِ وكن خِراطٍ | |
|
| إذا ما همَّ صَحبُكَ بارتحالِ |
|
ومن عقدِ اللّسَانِ ومِن بَيَاضٍ | |
|
| بِنَاظِرِها ومِن حَلِّ الحِبالِ |
|
وعُقَّالٍ يُلازِمُها شَديدٍ | |
|
| ومِن هَدمِ المَعَالِفِ والرِّكالِ |
|
ومِن شَدِّ العِضَاضِ ومِن شَبَابٍ | |
|
| إذا ما همَّ صَحبُكَ بالزِّيَالِ |
|
تَقَطَّعَ جِلدُهَا جَرَباً وحَكّاً | |
|
| إذا هُزِلَت وفي غَيرِ الهُزالِ |
|
وألطَفُ مِن دَبيبِ الذَّرِّ مَشياً | |
|
| وَتَنحِطُ مِن مُتابَعَةِ السُّعَالِ |
|
وَتُلقي سَرجَهَا أبَداً شِماسَاً | |
|
| وتَسقُطُ في الوُحُولِ وفي الرِّمالِ |
|
ويُهزِلُها الجَمَامُ إذا خَصِبنا | |
|
| ويُدبِرُ ظَهرَهَا مَسُّ الجِلالِ |
|
تَظَلُ لرَكبَةٍ مِنها وَقيذاً | |
|
| يُخَافُ عَليك مِن وَرَمِ الطِّحَالِ |
|
وتَضرطُ أربَعينَ إذا وَقَفنَا | |
|
| على أهلِ المَجَالِسِ لِلسُّؤَالِ |
|
فَتُخرِسُ مَنطِقي وتَحُولُ بَيني | |
|
| وبَينَ كَلامِهِم مِمَّا تُوَالي |
|
وَقَد أعيَت سِياسَتُها المُكاري | |
|
| وَبِيطَاراً يُعَقِّلُ بالشِّكَالِ |
|
حَرونٌ حِين تَركَبُها لِحُضرٍ | |
|
| جَمُوحٌ حِينَ تَعزِمُ لِلنِّزالِ |
|
وذِئبٌ حِينَ تُدنيها لِسَرجٍ | |
|
| وَلَيثٌ عِندَ خَشخَشَةِ المخالي |
|
وَفَسلٌ إن أرَدتَ بها بُكُوراً | |
|
| خَذُولٌ عِندَ حاجاتِ الرِّحالِ |
|
وألفُ عَصاً وَسَوطٍ أصبَحِيٍّ | |
|
| ألَذُّ لها مِنَ الشُّربِ الزُّلالِ |
|
وتُصعَقُ مِن صُقاعِ الدِّيكِ شَهراً | |
|
| وتُذعَرُ للصَّفِيرِ وَلِلخَيَالِ |
|
إذا استَعجَلتَها عَثَرَت وَبَالَت | |
|
| وَقَامَت سَاعَةً عِندَ المَبَالِ |
|
ومِنفَارٌ تُقدِّمُ كَلَّ سَرجٍ | |
|
| تُصَيِّرُ دَفَّتَيهِ على القَذالِ |
|
وتَحفَى في الوُقُوفِ إذا أقَمنَا | |
|
| كما تَحفَى البِغَالُ مِنَ الكَلالِ |
|
وتَحفَى لَو تَسِيرُ على الحَشَايَا | |
|
| وَلَو تَمشِي على دَمَثِ الرِّمالِ |
|
ولَو جَمَّعتَ مِن هنَّا وهنَّا | |
|
| مِنَ الأتبَانِ أمثالَ الجِبَالِ |
|
وأمّا القَتُّ فَأتِ بألفِ وفرٍ | |
|
| كأعظَمِ حَملِ أحمَالِ الجِمَالِ |
|
فإنَّكَ لَستَ عَالِفَها ثَلاثاً | |
|
| وعِندَكَ مِنهُ عُودٌ لِلخِلالِ |
|
وإن عَطِشَت فأورِدها دُجَيلاً | |
|
| إذا أورَدتَ أو نَهرَي بِلالِ |
|
فَذَال لِرَيِّها سُقِيَت حَمِيماً | |
|
| وإن مدَّ الفُراتُ فلِلنِّهَالِ |
|
وكانَت قَارِحاً أيّامَ كِسرَى | |
|
| وَتَذكُرُ تُبَّعاً عِندَ الفِصالِ |
|
وَقَد قَرحَت ولُقمانٌ فَطِيمٌ | |
|
| وَذُو الأكتَافِ في الحِجَجِ الخَوَالي |
|
وَقَد دَبِرَت ونُعمَانٌ صَبِيٌّ | |
|
| وقَبلَ فِصَالِهِ تِلكَ اللَّيالي |
|
وتَذكُرُ إذا نشا بَهرَامُ جُورٍ | |
|
| وعَامِلُهُ على خَرجِ الجَوَالي |
|
وَقَد أبلى بها قَرنٌ وقَرنٌ | |
|
| وأُخِّرَ يَومُها لِهَلاكِ مالي |
|
فَأبدِلني بها يا رَبُّ بَغلاً | |
|
| يَزِينُ جَمَالُ مَركَبِهِ جَمَالي |
|
كَريماً حينَ يُنسَبُ وَالِداهُ | |
|
| إلى كَرَمِ المَنَاسِبِ في البِغالِ |
|