أَقولُ مَقالاً مُعجِباً لأُولي الحِجرِ | |
|
| ولا فَخرَ إن الفخرَ يَدعو إلى الكِبرِ |
|
أُعَلِّمُ في القولِ التِلاوةَ عائِذاً | |
|
| بمولايَ من شَرِّ المُباهاةِ والفَخرِ |
|
وأَسأَلُه عَوني على ما نَوَيتُه | |
|
| وحِفظِيَ في ديني إِلى مُنتَهى عُمري |
|
وأَسأَلُه عَنّي التَجاوزَ في غدٍ | |
|
| فمازالَ ذا عَفوٍ جميلٍ وذا غَفرِ |
|
أَيا قارِئَ القرآنِ أَحسِن أَداءَهُ | |
|
| يُضاعِف لكَ اللَهُ الجزيلَ من الأَجرِ |
|
فما كلُّ مَن يَتلو الكتابَ يُقيمُهُ | |
|
| ولا كلُّ مَن في الناسِ يُقرِئُهُم مُقري |
|
وإنَّ لنا أَخذَ القراءةِ سُنَّةٌ | |
|
| عن الأَوَّلينَ المُقرِئنَ ذوي السَّتْرِ |
|
فللَسبعَةِ القُرّاءِ حقٌّ في الورى | |
|
| لإِقرائِهِم قرآنَ ربِّهِمُ الوِترِ |
|
فبالحَرمَين ابنُ الكَثيرِ ونافِعٌ | |
|
| وبالبَصرةِ ابنُ العلاءِ أَبو عَمرو |
|
وبالشامِ عبدُ اللَهِ وهو ابنُ عامرٍ | |
|
| وعاصمٌ الكوفِيُّ وهو أبو بَكرِ |
|
وحمزةُ أَيضاً والكسائِيُّ بعدَه | |
|
| أَخو الحِذق بالقرآنِ والنَحوِ والشِعرِ |
|
فذو الحِق مُعطٍ للحروفِ حُقوقَها | |
|
| إذا رَتَّلَ القرآن أو كانَ ذا حَدرِ |
|
وَتَرتيلُنا القرآنَ أفضلُ لِلذي | |
|
| أُمِرنا بِهِ مِن مُكثِنا فيهِ والفِكرِ |
|
وإِمّا حَدَرنا دَرسنا فَمُرَخَّصٌ | |
|
| لنا فيه إِذ دينُ العبادِ إلى اليُسرِ |
|
ألا فاحفَظوا وَصفي لَكُم ما اختَصرتُه | |
|
| لِيَدري بهِ مَن لَم يَكُن مِنكُم يَدري |
|
ففي شَربَةٍ لَو كان عِلمي سَقَيتُكُم | |
|
| وَلَم أُخفِ عَنكُم ذلكَ العلمَ بالذُخرِ |
|
فَقَد قُلتُ في حُسنِ الأَداءِ قصيدةً | |
|
| رَجَوتُ إِلهي أَن يَحُطَّ بها وِزري |
|
وأبياتُها خَمسونَ بيتاً وواحدٌ | |
|
| تُنَظَّمُ بيتاً بعدَ بيتٍ على الإِثرِ |
|
وباللَهِ تَوفيقي وأَجري عَلَيه في | |
|
| إقامَتِنا إِعرابَ آياتِهِ الزُهرِ |
|
ومَن يُقِمِ القرآنَ كالقِدحِ فَليَكُن | |
|
| مُطيعاً لَمرِ اللَه في السرِّ وَالجَهرِ |
|
ألا اعلَم أَخي أَنَّ الفَصاحةَ زَيَّنَت | |
|
| تِلاوةَ تالٍ أدمَنَ الدرسِ للذِكرِ |
|
إِذا ما تَلا التالي أَرَقَّ لِسانَهُ | |
|
| وَأَذهَبَ بِالإِدمان عَنهُ أَذى الصَدرِ |
|
فأوَّلُ علمِ الذِكرِ إتقانُ حِفظِهِ | |
|
| ومعرفةٌ باللَحنِ من فيكَ إذ يَجري |
|
فكُن عارفاً باللحنِ كيما تُزيلَهُ | |
|
| وما للذي لا يَعرِفُ اللحنض مِن عُذرِ |
|
وإن أنتَ حقَّقتَ القِراءَةَ فاحذَرِ الز | |
|
| زِيادةُ فيها واسأَلِ العَونَ ذا القَهرِ |
|
زِنِ الحرفَ لا تُخرِجه عن حدِّ وَزنِه | |
|
| فوزنُ حروفِ الذِكرِ من أَعظَمِ البِرِّ |
|
وَحُكمَكَ بالتَحقيقِ إن كُنتَ آخِذاً | |
|
| على أَحَدٍ ألّا تزيدَ على عَشرِ |
|
فَبَيِّن إِذن ما يَنبغي أن تبيِّنَه | |
|
| وَأَدغِم وَأَخفِ الحرفَ في غير ما عُسرِ |
|
وَإِنَّ الذث تُخفيه ليس بُمدغمِ | |
|
| وبينَهما فَرقٌ فَعَرِّفهُ باليُسرِ |
|
وقُل إِنَّ تَسكينَ الحروفِ بِجزمِها | |
|
| وَتحريكَها للرَفعِ والنَصبِ والجَرِّ |
|
فَحرِّك وسكِّن واقطَعَن تارةً وصِل | |
|
| ومَكِّن وميِّز بينَ مَدِّكَ والقصرِ |
|
وما المَدُّ إِلّا في ثلاثةِ أَحرفٍ | |
|
| تُسمّى حروفَ اللّينِ باحَ بها ذِكري |
|
هي الأَلفُ المعروفُ فيها سُكونُها | |
|
| وياءٌ وواوٌ يَسكُنانا معاً فادرِ |
|
وَخَفِّف وثَقِّل واشدُدِ الفَك عامِداً | |
|
| ولا تُفرِطَن في الفَتح والضمِّ والكَسرِ |
|
وما كان مَهموزاً فكُن هامِزاً لَهُ | |
|
| ولا تَهمِزَن ما كانَ لَحناً لضدى النَثرِ |
|
وإن يَكُ قبلَ الياءِ والواوِ فتحةٌ | |
|
| وبعدَهما همزٌ هَمَزتَ على قَدرِ |
|
وأرفِق بيانَ الراءِ يَندَرِب | |
|
| لسانُكَ حتّى يَنظِمَ القولَ كالدُرِّ |
|
وأَنعِم بيانَ العَينِ والهاءِ كُلَّما | |
|
| دَرَستَ وَكُن في الدَرسِ معتدلَ الأَمرِ |
|
وقف عند إتمام الكلام مُوافِقاً | |
|
| لمُصحفِنا في البَرِّ والبحرِ |
|
ولا تُدغِمَنَّ إِن جِئتَ بعدَها | |
|
| بحرفٍ سِواها واقبلِ العِلمَ بالشُكرِ |
|
وضمُّك قبلَ الواوِ كُن مُشبِعاً لَهُ | |
|
| كَما أَشبَعوا إِيّاكَ نَعبُدُ في المَرِّ |
|
وإن حرفُ لينٍ كان من قَبلِ مُدغمٍ | |
|
| كآخرِ ما في الحمدِ فامدُدهُ واستَحرِ |
|
مددتَ لأَنَّ الساكنَين تَلاقَيا | |
|
| فصارَ كتَحريكٍ كذا قال ذو الخبر |
|
وأُسمي حُروفاً ستَّةً لتَخُصَّها | |
|
| بِإِظهارِ نونٍ قبلَها أبدَ الدَهرِ |
|
فحاءٌ وخاءُ ثم هاءٌ وهمزةٌ | |
|
|
فهذي حروفُ الحلقِ يَخفى بيانُها | |
|
| فدونَك بيِّنها ولا تَعصين أمري |
|
ولا تَشدُدِ النونَ التي يُظهِرونَها | |
|
| كقَولِكَ من خيل لدى سروةِ الحَشرِ |
|
وإِظهارُك التنوينَ فهو قياسُها | |
|
| فَقِسهُ عليها فُزتَ بالكاعِبِ البِكرِ |
|
وقد بقِيَت أشياءُ بعدُ لطيفةٌ | |
|
| يُلَقَّنُها باغي التَعلُّمِ بالصبرِ |
|
فلابن عُبيدِ اللَه موسى عَلى الذي | |
|
| يُعَلِّمُه الخيرَ الدعاءُ لدى الفَجرِ |
|
أَجابَكَ فينا ربُّنا وأجابَنا | |
|
| أخي فيك بالغُفرانِ مِنهُ وبالنَصرِ |
|