لَقَد ذَكَّرَتني الدارمِيّة دورُها | |
|
| وَإِن شَحَطَت عَنها وَبانَ دُثورُها |
|
كَأَنَّ رُسومَ الدارِ بَعدَ أَنيسِها | |
|
| صَحائِفُ رُهبانٍ عَوافٍ سُطورُها |
|
وَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَفظَع في الهَوى | |
|
| مِنَ اليَومِ سارَت فيهِ عِيري وَعيرُها |
|
غَدَت بِهِمُ ريحُ الشَمالِ فَأَنجَدوا | |
|
| وَراحَت بِنا نَحوَ العِراقِ دُبورُها |
|
وَذَكَّرَني العَيشَ الَّذي قَد تَصَرَّمَت | |
|
| بَشاشَتُهُ أَطلالُ سَعدي وَدورُها |
|
لَياليَّ سُعدى لا تَزالُ تَزورُني | |
|
| عَلى رِقبَةٍ مِن أَهلِها وَأَزورُها |
|
وَإِذ أَنا مِثلُ الغُصنِ يَنآدُ في الثَرى | |
|
| وَيَسمو بِأَغصانٍ يَرف نَضيرُها |
|
وَيَلقى عُيونَ الغانِياتِ بِسُنّةٍ | |
|
| يحارُ إِذا ما واجَهتهُ بَصيرُها |
|
وَما زالَ صَرفُ الدَهرِ يَصدُعُ بَينَنا | |
|
| بِأَمرِ النَوى حَتّى اِستَمَرَّ مَريرُها |
|
أَلا لَيتَ أَيّامي بِبرقَةِ مُعتقٍ | |
|
| تَعودُ لَياليها لَنا وَشُهورُها |
|
وَغُزلانِ أُنسٍ قَد حَكَت لي عُيونها | |
|
| عُيونُ المَها تَحويرُها وَفُتورُها |
|
إِذا جاذَبَت أَردافُها في قِيامِها | |
|
| أَعالِيَها مالَت عَلَيها خُصورُها |
|
رِقاقُ الثَنايا مُرهفاتٍ بُطونُها | |
|
| وَمَملوءَةٍ أَعجازُها وَنُحورُها |
|
أَتَتكَ المَطايا بَعدَ خَمسينَ لَيلَةً | |
|
| تُصيبُ الهُدى أَعيانُها وَنُحورُها |
|
يُنازِعُ أَعنانَ السَماءِ صُعودُها | |
|
| إِلَيكَ وَعيطانُ الهُضومِ حُدورُها |
|
وَإِن واجَهَت هَولاً مِنَ اللَيلِ لَفّها | |
|
| عَلى جانِبَيهِ عَزمُها وَجُسورُها |
|
وَهانَت عَلَيهِ الأَرضُ يَومَ بَعَثتُها | |
|
| إِلَيكَ اِبنَ يَحيى سَهلُها وَوُعورُها |
|
عَلى كُلِّ فَتلاء الذِراعَينِ زادُها | |
|
| إِذا ما رَحَلنا كورُها وَجَريرُها |
|
يَكادُ إِذا ما حَرَّكَ السَوطَ رَبُّها | |
|
| لِأَمرٍ وَإِن لَم يُعنِها يَستَطيرُها |
|
فَإِن تَستَرِح مِن طولِ إِدلاجِنا بِها | |
|
| إِلَيكَ فَقَد كانَت قَليلاً فُتورُها |
|
عَلى ثِقَةٍ بِالمَنزِلِ الرَحبِ وَالغِنى | |
|
| لَدَيكَ وأَحواضٍ غِزارٍ بُحورُها |
|
لَنِعمَ مُناخُ الراغِبينَ إِذا غَدَت | |
|
| شَمالٌ يُزَجّي مرّها زَمهَريرُها |
|
وَأَضحَت كَأَنَّ الريطَ بيضٌ تَقَنَّعَت | |
|
| بِهِ أَرضُها بَطناً بِها وَظُهورُها |
|
وَنِعمَ مُناخُ المُستَجيرِ بِجودِهِ | |
|
| لِفَكِّ رِقابٍ لَم تَجِد مَن يُجيرُها |
|
وَنِعمَ المُنادى بِاِسمِهِ حينَ تَلتَقي | |
|
| صُدورُ القَنا وَالحَربُ تَغلى قُدورُها |
|
بِهِ اِلتَأَم الصَدعُ الشَآمِيُّ وَاِلتَقَت | |
|
| قَبائِلُ قَد كانَت شَتاتاً أُمورُها |
|
فَأَطفَأَ ناراً قَد عَلا لَمَعانُها | |
|
| فُروعَ البِلادِ وَاِستَطارَ سَعيرُها |
|
رَأَيتُ اِبنَ يَحيى في الأُمورِ إِذا اِلتَوَت | |
|
| يُشيرُ عَلى الجُلّى وَلا يَستَشيرُها |
|
غَنِيٌّ بِفَضلِ الحَزمِ عَن رَأيِ غَيرِهِ | |
|
| يُسدّي الأُمورَ نَحوَها وَيُنيرُها |
|